وفاة أول امرأة تقود حزبا سياسيا في السودان

فاطمة عبدالمحمود أول امرأة سودانية تنال مقعدا بمجلس الوزراء، وكذلك أول من ترشحت لمنصب رئاسة الجمهورية.

توفيت بالعاصمة البريطانية لندن، الأحد، السياسية السودانية الدكتورة فاطمة عبدالمحمود، عن عمر يناهز الـ74 عاماً، وهي أول امرأة سودانية تؤسس وتترأس حزباً سياساً في البلاد.

كما تعد الفقيدة أول امرأة سودانية تنال مقعدا بمجلس الوزراء، وكذلك أول من ترشحت لمنصب رئاسة الجمهورية، عندما خاضت الغمار الانتخابي أمام الرئيس الحالي عمر البشير عام 2015، عن حزبها الاتحاد الاشتراكي الديمقراطي.

ونعت رئاسة الجمهورية السودانية، في بيان، اطلعت عليه "العين الإخبارية"، الفقيدة "لما قدمته من حياة حافلة بالبذل والعطاء في ساحات العمل الوطني بمختلف مجالاته خدمة لوطنها ومواطنيها".

وأكدت الرئاسة إسهامات "فاطمة" في المجالات السياسية والصحية والاجتماعية، ومشاركتها الفاعلة في مؤتمر الحوار الوطني ووثيقته الوطنية والسلام والأمن.

المولد والنشأة

ولدت السياسية السودانية فاطمة عبدالمحمود في مدينة أم درمان عام 1944، وحصلت على بكالوريوس الطب من جامعة موسكو للصداقة 1967، ونالت ماجستير الصحة العامة وإدارة المستشفيات من الجامعة نفسها 1971.

وحصلت أيضاً على ماجستير طب الأطفال وصحة الأسرة وتنمية المرأة من جامعة كولومبيا الأمريكية عام 1984، وحازت زمالة تخصص طب الأطفال بأكاديمية العلوم الطبية العليا من بودابست بالمجر عام 1991.

وزاملت السياسية السودانية المخضرمة، الرئيس الأمريكي باراك أوباما بجامعة كولومبيا الأمريكية بنيويورك بين عامي 1979 و1984.

وأسست فقيدة السودان حزب الاتحاد الاشتراكي، التنظيم الذي أوجده الرئيس السوداني الراحل جعفر محمد نميري في ستينيات القرن الماضي، حيث كانت من ألمع وزرائه المقربين منه، لتصبح بذلك أول امرأة سودانية تؤسس وتقود حزبا سياسيا.

وتولت السياسية المخضرمة منصب وزيرة الشؤون الاجتماعية في عهد النميري، كأول امرأة سودانية تتقلد منصبا وزاريا وعمرها آنذاك 28 عاما، وعاونت النميري وزيرة وأمينة للمرأة وعضوا بمجلس الشعب، وعينت مستشارا عاما له حتى آخر أيامه.

وتعد الوزيرة السابقة من أشد المدافعات عن حقوق المرأة، وأيدت في عهد النميري تخصيص حصة برلمانية (كوتا) للنساء لا تقل عن 25% من جملة مقاعد البرلمان، وعلى الصعيد الحزبي شغلت منصب أمينة المرأة في تنظيم الاتحاد الاشتراكي، وسكرتيرة اتحاد نساء السودان في ذلك العهد.

اختارتها المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) بباريس والأمم المتحدة ضمن أكثر 60 امرأة تميزا في العمل العام ببلادهن عبر العالم.

وكانت قد حازت على ميدالية سيرز الذهبية للأمم المتحدة في عام 1975، بوصفها من أفضل ثلاث نساء في العالم، إلى جانب رئيسة وزراء الهند الراحلة أنديرا غاندي، ورئيسة سريلانكا السابقة شاندريكا باندارانايكا.

وتنوعت أنشطة فاطمة عبدالمحمود خلال مسيرتها المهنية والسياسية، فهي مشارك أساسي في لجنة الاستثمار الأمريكية السودانية بالسودان 1982، وترأست الوفد السوداني لأول مؤتمر للأمم المتحدة بنيويورك في مجال تنمية المرأة والسكان 1974.

وعملت محاضرة بعدد من الجامعات العالمية وجامعات الخليج وجامعة كولومبيا الأمريكية، وأسست شركة الخليج للاستشارات البترولية والتجارية في إمارة أبوظبي 1987. وهي مديرة كرسي اليونسكو للمرأة في العلوم والتكنولوجيا.

وأصدرت فاطمة عبدالمحمود عددا من الكتب التي تتعلق بقضايا المرأة بينها: المرأة وأرض البطولات، والمرأة والتنمية الاقتصادية، والمرأة من خلال خطب السيد الرئيس نميري 1974، والمرأة والتنمية الريفية، والمرأة ومنظمات المجتمع المدني.