حكمن مباراة للرجال.. "كنداكات" السودان يقتحمن عالم المستديرة
مباراة كرة قدم للرجال ضمن منافسات الدوري المحلي بالسودان أديرت بواسطة طاقم تحكيم نسائي في واقعة فريدة من نوعها.. تابع التفاصيل
أدار طاقم تحكيم نسائي سوداني، الأربعاء، مباراة لكرة القدم للرجال بمنافسة الدوري المحلي، في بادرة نادرة من نوعها وجدت احتفاء واسعاً وسط نشطاء الإنترنت في السودان.
التطور اللافت في اقتحام نساء السودان عالم الساحرة المستديرة ربطه البعض بالتغيير السياسي الذي شهدته البلاد وسقوط النظام الإخواني بقيادة عمر البشير الذي كان يمارس تضييقا مفرطاً على المرأة وتحركاتها، وفق منظمات معنية.
لكن حكم الوسط في مباراة الأمس بين فريقي الزومة والأمير في منافسة "كأس السودان"، آلاء عبدالصمد أكدت خلال حديث لـ"العين الإخبارية" أن مسألة إدارة النساء لمباريات كرة قدم رجالية ليست جديدة، حيث يحدث ذلك منذ عشرات السنين، لكنه لم يحظ بالاهتمام والترويج الإعلامي اللازم.
وأعطت لجنة التحكيم المركزية في السودان، الرباعي النسائي "آلاء عبدالصمد" حكم وسط و"ماجدة محمد" مساعد أول و"بتول محجوب" حكم ثانٍ، و"آية طه" حكم رابع، الثقة لإدارة مباراة الأمير والزومة التي جرت فعالياتها في استاد الخرطوم الدولي وسط تفاعل جماهيري لافت، وتغلب فيها "الأمير" بثلاثة أهداف مقابل هدفين "للزومة".
وجرت المباراة بسلاسة بعدما أحكم طاقم التحكيم النسائي سيطرته على المعلب وتعامله الحاسم مع اللاعبين، حيث شهدت الفعالية حالة طرد بالبطاقة الحمراء لأحد لاعبي فريق الزومة، وهو ما جعل الكثيرون يتنبأون بمستقبل واعد للمرأة السودانية في عالم الساحرة المستديرة.
وأبدت آلاء عبدالصمد سعادتها بالتفاعل الجماهيري مع إدارتها مباراة قدم رجالية، رغم دهشتها للتعاطي السوداني المفاجئ مع هذه المسألة التي لم تكن الأولى من نوعها حيث سبق وأن حكمت عدداً من المنافسات الكروية المماثلة.
وقالت لـ"العين الإخبارية": "بدأت التحكيم منذ عام 2004م وتدرجت من الدرجة الثالثة والثانية ومن ثم الدرجة الأولى بحلول 2014، حيث أدارت مباراة رجالية في ذلك التاريخ لكنها لم تجد الاهتمام ولم تسلط عليها الأضواء".
ومن المنتظر أن يشهد شهر سبتمبر المقبل، أول منافسة كروية نسائية في تاريخ السودان، حيث تنطلق دورة يتنافس فيها 18 فريقا من النساء.
وأضافت عبدالصمد: "ربما دفع التغيير السياسي الذي شهده السودان، وتأسيس دوري خاص بكرة القدم النسائية، الكثيرين للاهتمام بوجود المرأة في المستطيل الأخضر، رغم أن حكم النساء لمباريات رجالية في البلاد يعود إلى ستينيات القرن الماضي".
وبدت الحكم آلاء واثقة من قدرة المرأة السودانية على تحقيق نجاحات ملهمة في مجال التحكيم الكروي، لكنها تخشى في ذات الوقت وقوف التقاليد الاجتماعية حجر عثرة أمام الانطلاق والمضي قدماً في هذا الاتجاه".
وقالت: "هناك من تفاعل إيجاباً وسعد بوجود حكمات لكرة قدم نسائية في مباريات الرجال، وآخرون رفضوا المبدأ فهم متـأثرين بالعادات والتقاليد السودانية، لكنني سأمضي في هذا الطريق الذي سلكته رغم التحديات".
وأكدت عدم تعرضهن لأي مضايقات أثناء إدارتهن لمباراة الأمس، وأن الأمور مضت بشكل عادي وسلس دون الشعور بأي فوارق نوعية.
واحتفت مدافعات عن حقوق المرأة في السودان، بتواجد آلاء عبدالصمد ورفيقاتها في ملاعب كرة القدم وسط الرجال، واعتبرن ذلك بمثابة ثمرة أولى للتغيير الذي حدث وينبغي أن يستمر.
وتقول رئيس مركز سيما المعني بالدفاع عن حقوق المرأة والطفل، ناهد جبرالله لـ"العين الإخبارية": "نحتفى بأمر عادي، وما حدث ليس منة وإنما حق تستحقه المرأة السودانية".
وأضافت "النساء السودانيات الأكثر تأثراً بالتمييز السلبي خلال الثلاثة عقود الماضية، لذلك شاركن بفاعلية في الثورة الساعية لإحداث تغيير سياسي، ومفاهيم المجتمع".
وتابعت "إدارة نساء لمباراة كرة قدم رجالية إنجاز ومكسب يجب أن يتبع بمزيد من التقدم لتصل المرأة وتمارس شتى ضروب الرياضة من سباحة، ولعب كرة قدم وسلة وغيرها".
وترى ناهد جبرالله أن انتقاد البعض لتواجد النساء في ملاعب كرة القدم يعتبر ردة عن التقاليد السودانية الحقيقية، حيث شهدت حقبة ستينيات القرن الماضي نشاطا كرويا للمرأة لعباً وتحكيماً وتدريبا، و"ينبغي قيادة معركة للعودة إلى ذلك الزمن الجميل والتقاليد الأصيلة لمجتمع بلدنا".
aXA6IDE4LjE5MS44MS40NiA= جزيرة ام اند امز