الحرية والتغيير بالسودان لـ"العين الإخبارية": منفتحون على الحلول بشرط
أطروحات جديدة ومواقف مرنة، ساقها المتحدث باسم حزب المؤتمر السوداني والقيادي في قوى الحرية والتغيير نور الدين بابكر، تجاه الأزمة السياسية الراهنة في بلاده.
وقال بابكر في حوار مع "العين الإخبارية" إن الحرية والتغيير مستعدة للتعاطي بإيجابية مع كافة المبادرات الدولية والإقليمية الساعية لحل الأزمة السياسية في السودان، شريطة أن تستصحب معها مطالب الشارع المنتفض.
وأشار نورالدين إلى أن تحالف الحرية والتغيير (الائتلاف المدني الحاكم سابقاً) أبلغ الوفد الأمريكي الذي زار البلاد مؤخراً أن الإجراءات التي اتخذها قائد الجيش في 25" أكتوبر" هي التي تسببت في هذه الأزمة السياسية الطاحنة.
ويشير القيادي السوداني إلى قرارات أصدرها قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان حل بموجبها مجلسي السيادة والوزراء وأعلن حالة الطوارئ في البلاد، مبررا القرارات بمحاولة تصحيح مسار الثورة.
وشدد نورالدين على أنه لا مجال لحديث عن تفاوض قبل إنهاء الوضعية التي خلفتها تلك الإجراءات، لافتاً إلى أن قوى الثورة موحدة تماماً في الوقت الراهن لإسقاط هذا الوضع.
وكان وفد رفيع من واشنطن يضم مساعد وزير الخارجية الأمريكي مولي في، ومبعوث أمريكا للقرن الأفريقي ديفيد ساترفيلد، زار السودان الأسبوع الماضي، ضمن مساعٍ لحل الأزمة في البلاد.
واندلعت أزمة السودان بعد قرارات 25 أكتوبر/تشرين الأول الشهيرة وتفاقمت عقب استقالة رئيس الوزراء عبدالله حمدوك، وسط جهود محلة ودولية لمعالجتها.
وتتواصل المظاهرات في العاصمة الخرطوم ومدن سودانية أخرى للمطالبة بالحكم المدني الديمقراطي، رافعة ثلاث لاءات؛ "لا تفاوض، لا شراكة، لا شرعية".
وتطرق متحدث المؤتمر السوداني بالتفصيل للعديد من القضايا بالتركيز على المبادرات الدولية والمحلية المطروحة لحل الأزمة في البلاد.
وإلى نص الحوار:
كيف تنظرون للمبادرات الدولية والمحلية التي قدمت لحل الأزمة السياسية؟
نحن منفتحون على المجتمع الدولي والإقليمي، ونتعاطى مع المبادرات بصورة إيجابية، وندعو كل الداعمين للتحول المدني الديمقراطي في السودان لمحاصرة أحداث 25 أكتوبر الماضي والاستجابة لمطالب الشعب السوداني التواق للحرية والسلام والعدالة.
ماذا دار في لقاءاتكم مع الوفد الأمريكي الزائر للبلاد؟
تقدمت قوى الحرية والتغيير برؤية واضحة للوفد الأمريكي تلخصت في أن الأزمة السياسية بالبلاد تسببت فيها قرارات 25 أكتوبر التي قطعت الطريق أمام التحول المدني الديمقراطي، لذلك أكدنا لهم أن المخرج من هذه الأزمة يبدأ بإنهاء هذا الوضع وتقديم المتورطين في هذه الجرائم للعدالة واستئناف المرحلة الانتقالية بوضع دستوري جديد تقوده حكومة مدنية كاملة تواصل مهام الانتقال وتنتهي بانتخابات حرة ونزيهة يختار فيها السودانيون من يحكمهم.
وماذا عن مساعي الاتحاد الأفريقي، أين وصلت؟
الاتحاد الأفريقي لم يقدم أي مبادرة لقوى الحرية والتغيير، فالعملية السياسية الوحيدة المطروحة الآن هي مبادرة الأمم المتحدة التي أطلقتها عبر بعثتها في الخرطوم (يونيتامس) والتي يرأسها الألماني فولكر بيرتس.
نحن تحدثنا عن ضرورة توسيع هذه المبادرة بإضافة فاعلين دوليين وإقليميين، ومن المهم أن تعبر عن مطالب الشعب السوداني وتنحاز للتحول المدني الديمقراطي.
ما تقييمكم لمخرجات مؤتمر أصدقاء السودان الأخير في الرياض؟
كما ذكرت سابقاً نرحب بأي حراك دولي أو إقليمي داعم لعودة التحول المدني الديمقراطي في السودان، ولكن أعتقد أن مخرجات اجتماع أصدقاء السودان الأخيرة كانت أقل من المطلوب، كونها لم تخاطب جوهر الأزمة السياسية في البلاد، ولم تحمل المكون العسكري مسؤولية الإجراءات التي حدثت بعد 25 أكتوبر، وبالتالي نتطلع لصداقة دولية وإقليمية تدعم رغبات الشعب السوداني في التحرر من الشمولية وإقامة دولة مدنية كاملة.
ما تفسيركم لزيارة وفد أمني إسرائيلي للسودان في هذا التوقيت؟
السودان يقع في موقع جيوسياسي مهم للمنطقة، بالتأكيد يمتلك موارد تؤهله ليكون قِبلة للكثير من الدول وإسرائيل ليست استثناء من هذا الأمر وشهدت العلاقة معها في عهد نظام الإخوان المعزول عداءا وتوترا كبيرا، بينما شهدت الفترة الانتقالية اختراقا كبيرا في العلاقة مع إسرائيل وهي تسعى لاستمرار هذه العلاقة وتطويرها، إذ تعلم جيداً أن المدخل هو وجود وضع مستقر في السودان، وتتطلع للعب دور في استقرار البلاد والمحافظة على المكتسبات التي تحققت جراء التحسن في العلاقات الثنائية.
تحدثتم في وقت سابق عن إعلان سياسي مشترك بين الحرية والتغيير ولجان المقاومة، أين وصلت هذه المساعي؟
الحرية والتغيير تعتقد أن المدخل لاستعادة المسار الديمقراطي هو وحدة قوى الثورة وتشكيل أوسع جبهة، وهذا يتطلب أن تتوحد قوى الثورة خلف رؤية سياسية وقيادة تعمل على التنسيق فيما بينها فيما يتعلق العمل السياسي والإعلامي والميداني.
هناك نقاشات مع هذه القوى لم تكتمل بعد، فضلاً عن وجود أطراف تعمل ضد تشكيل هذه الجبهة من قوى محسوبة على معسكر الثورة وأخرى للمجموعة الثانية.
هل أنتم جاهزون إذا قرر الجيش تسليم السلطة كاملة للمدنيين؟
قوى الحرية والتغيير نشرت رؤية سياسية متعلقة بتشخيص الواقع الحالي، والخطوات والأدوار المطلوبة لاستعادة المسار الديمقراطي.
كما تنشط في صياغة خارطة طريق تفصيلية لفترة ما بعد إسقاط قرارات الجيش سيتم نشرها في الأيام القليلة القادمة ومناقشتها مع كل قوى الثورة بغرض تطويرها وتوحيد تصور القوى المدنية حولها.
كيف تقيمون فترة مشاركتكم في السلطة؟
الحرية والتغيير خاضت تجربة بشرية، بالتأكيد شابتها أخطاء، ولكن لديها إيجابيات نعمل على تقييمها ومنفتحون على النقد الموجه من الآخرين لهذه التجربة، وأعتقد أن لدينا القدرة والوعي للاعتراف بهذه الأخطاء أمام الشعب السوداني.
هل بالفعل انتهى دور الحرية والتغيير في الملعب السياسي السوداني؟
الحرية والتغيير موجودة وستظل، أما التباين الذي يجري وسطها الآن ضروري ودليل عافية وهو في مصلحة تطوير التحالف.
aXA6IDUyLjE1LjE3MC4xOTYg
جزيرة ام اند امز