السودان.. طوابير الوقود تعود مجدداً
أزمة نقص الوقود تطل برأسها من جديد في السودان وذلك عقب انفراج نسبي استمر لحوالي أسبوعين.
أطلت أزمة نقص الوقود برأسها من جديد في السودان، وذلك عقب انفراج نسبي استمر لحوالي أسبوعين، وعاود أصحاب السيارات التكدس والاصطفاف بكثافة أمام محطات الخدمة بالعاصمة الخرطوم خلال الأيام الماضية للحصول على مادتي الجازولين والبنزين.
وأسقط برلمان السودان يوم الثلاثاء بياناً لوزير النفط والغاز ينفي وجود نقص في الوقود ولا يمس القضية الجوهرية –حسب توصيف النواب. وطلب مجلس الشعب من الوزير مده بتقرير آخر بشأن الأزمة التي ألقت بظلال سلبية على قطاعات هامة أبرزها الزراعة.
وحررت الحكومة في موازنة العام المالي 2018م المحروقات والقمح وسمحت للقطاع الخاص باستيرادهما قبل أن تتراجع وتتدخل مجددا لاستيراد السلعتين؛ خوفا من الندرة.
ووفقاً لسائقي مركبات تحدثوا لـ "العين الإخبارية"، فإن الأزمة بدأت منذ يوم الخميس بانعدام مادة الجازولين، وتبعها نقص البنزين في اليوم التالي مما اضطرهم إلى الوقوف ساعات طوال للتزود بالوقود.
وكانت البلاد قد شهدت أزمة مماثلة مطلع أبريل/ نيسان الجاري واستمرت لأكثر من أسبوع قبل أن تنفرج عقب وصول كميات من شحنات الوقود المستوردة.
وأعلن مسؤول بإحدى الشركات الكبرى لتوزيع البترول في السودان أن شركتهم لم تتسلم حصتها من الوقود منذ 3 أيام، الأمر الذي دفعهم لإغلاق محطات الخدمة التابعة لهم أمام المركبات.
وقال المسؤول الذي تحدث لـ "العين الإخبارية" مفضلاً عدم نشر أسمه لأنه غير مخول بالتصريح لوسائل الإعلام، إنه حسب المعلومات المتوفرة لديهم من الجهات الرسمية فإن عددا من السفن محملة بالوقود تقبع في عرض البحر الأحمر لأيام حال نقص النقد الأجنبي دون تفريغها، مما فاقم الأزمة.
وأشار الى أن عدم الحصول على الحصة تسبب لشركات التوزيع في خسائر كبيرة في ظل استمرار الشركة في دفع المصروفات الإدارية لمشغليها، مع توقف عمليات البيع.
وعزا وزير النفط السوداني، عبد الرحمن عثمان خلال حديث أمام البرلمان الأسبوع الماضي إلى الصيانة الجزئية في مصفاة الخرطوم وتلاعب في محطات الخدمة والتهريب بجانب عجز بعض الولايات في ترحيل حصتها من مستودعات بورتسودان شرقي البلاد، واعتبر أن الحل النهائي للأزمة لن يتم الا بإيجاد تمويل لزيادة الإنتاج.
وتوقفت مصفاة الخرطوم للبترول لأغراض الصيانة منذ نحو شهر ونصف الشهر، وهي المصفاة الرئيسي الذي يعتمد عليه السودان في تكرير الإنتاج النفطي المحلي الذي يصل إلى 80 ألف برميل في اليوم.
وتتخوف قطاعات واسعة بالسودان من فشل الموسم الزراعي الصيفي القادم نتيجة لنقص مادة الجازولين، بعد أن تعثرت عمليات حصاد الموسم الزراعي الشتوي لهذا السبب.
وتأتي أزمة الوقود في السودان بعد ارتفاع أسعار المواد الغذائية والكهرباء التي أدت إلى احتجاجات ضد الحكومة في يناير/كانون الثاني الماضي، وفي 2016 حدث نقص في الوقود في الخرطوم، لكن الأزمة الحالية تأتي مع استمرار الاقتصاد بالمعاناة من التضخم المتصاعد الذي وصل في يناير/كانون الثاني الماضي إلى 53%.
وتسبب شح الوقود في أزمة حادة في المواصلات الداخلية بالعاصمة الخرطوم مما أضطر المواطنين إلى الوقوف ساعات الطوال بالمحطات للتنقل إلى أماكن سكنهم.