حمدوك بـ"تشاد".. جهود لإصلاح عبث الإخوان بالجوار السوداني
محللون يؤكدون أن معاداة نظام الإخوان البائد لدول الجوار أضرت بأمن السودان، وساهمت في تمدد الحروب الأهلية وتباعد أحلام تحقيق السلام
أكد محللون سياسيون، الثلاثاء، أن زيارة رئيس الوزراء السوداني الدكتور عبدالله حمدوك، إلى تشاد تأتي في إطار جهود الحكومة الانتقالية لتعزيز العلاقات مع دول الجوار التي طالما عبث بها نظام الإخوان الإرهابي البائد طيلة 30 عاما.
وعلى مدى يومين أجرى حمدوك مباحثات في تشاد التي وصلها، الإثنين، في أول زيارة رسمية له، شملت الرئيس إدريس ديبي ومسؤولين اقتصاديين وأمنيين بإنجمينا.
وأوضح المحللون أن تعزيز العلاقات مع دول الجوار يمثل أهمية قصوى للبلاد لارتباطها بالأمن والاستقرار الداخلي، حيث أضرت معاداة نظام الحركة الإسلامية السياسية لدول الجوار كثيرا بأمن السودان وساهمت في تمدد الحروب الأهلية وتباعد أحلام تحقيق السلام.
واعتبر محللون أن الحكومة السودانية تسعى للتطبيع مع دول الجوار من خلال هذه الجولات لتقدم من خلالها نفسها كنظام حكم جديد ومختلف عن السلطة المعزولة، التي كانت تتدخل في شؤون الدول المحيطة بالسودان، وتقوض أمنها عبر إيواء الجماعات الخارجة عن القانون.
وبزيارة تشاد، يكون حمدوك قد طاف غالبية دول الجوار السوداني، حيث شملت جولته مصر، جنوب السودان، إثيوبيا، أريتريا، وتبقت فقط ليبيا وأفريقيا الوسطى.
والتقى حمدوك خلال تلك الزيارات زعماء تلك البلدان، وبشرهم بالعهد الجديد في السودان، قبل أن يطالبهم بالدعم والمساندة لتجاوز تحديات المرحلة الانتقالية لا سيما مسألة تحقيق السلام.
وفي تشاد بحث حمدوك، مع الرئيس ديبي ومسؤولين في الحكومة، سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وتركزت المباحثات السودانية التشادية على ملف السلام في الخرطوم وتأمين الحدود المشتركة وتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين.
وحصل حمدوك على دعم تشادي لمحادثات السلام السودانية، التي تجري في العاصمة جوبا بين الحكومة وحركات المعارضة المسلحة.
وبحث الوفد المرافق لرئيس الوزراء سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية مع نظيره في الحكومة التشادية، وشدد الجانبان على ضرورة زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين.
ووصف الصحفي والمحلل السياسي محمد الفاتح همت، زيارة حمدوك إلى تشاد بأنها "مهمة لأنها تأتي ضمن جولة لتعزيز العلاقات مع دول الجوار والتي شهدت توترات خلال فترة حكم الحركة الإسلامية بسبب ممارساتها السالبة وتدخلاتها السافرة في شؤون الآخرين".
وقال همت لـ"العين الإخبارية"، إن "النظام السابق ظل في حالة عداء مع غالبية دول الجوار خلال السنوات الماضية بسبب إيوائه للحركات الخارجة عن القانون ودعمه لتقويض الأمن والاستقرار بتلك الدول، وهذا الأمر انعكس بشكل سلبي على حالة الأمن الداخلي حيث تمددت الحروب الأهلية واحترقت البلاد".
وأضاف: "رغم التواصل الذي كان يتم بين النظام البائد مع تلك الدول فإن حالة التوتر في علاقات الخرطوم معها متوترة، لا سيما مع إريتريا وجنوب السودان ومصر وتشاد نفسها، الأمر الذي جعل مهمة الحكومة الانتقالية صعبة، فهي تحاول الآن أن تثبت للجوار أنها على عهد جديد عنوانه الانفتاح".
واعتبر همت أن "زيارة حمدوك لتشاد تصدرت أجندتها السلام في السودان، والأوضاع في أفريقيا الوسطى، حيث تجدد الصراع هناك وسط تنافس فرنسي روسي حول التحكم في المشهد في بانجي".
من جانبه، قال المحلل السياسي صلاح دامبا إن "تشاد تكتسب أهمية استراتيجية بالنسبة للسودان فهي ملمة بتفاصيل الواقع السوداني من خلال التداخل القبلي وتأثيراته على عدد من حركات الكفاح المسلح في إقليم دارفور، وسبق أن لعببت أنجمينا أدوارا إيجابية في ملف سلام الخرطوم.
وأضاف خلال حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن "المرجو من تشاد لعب دور أكبر في ملف السلام بالسودان بالتوسط لتقريب وجهات النظر بين الأطراف، مثلما كان يحدث في السابق، فاستقرار السودان ينعكس على أمنها الداخلي".
وتابع: "زيارة حمدوك ستعزز التعاون بين البلدين، فهناك كثير من المصالح المشتركة التي يجب أن تحرص عليها الخرطوم وإنجمينا، لا سيما عملية التبادل التجاري واتفاقيات النقل عبر ميناء بورتسودان".
واعتبر أن "الجهود التي يقودها رئيس الحكومة الانتقالية عبدالله حمدوك لتعزيز العلاقات الثنائية مع دول الجوار تمثل توجها إيجابيا، وتفكيرا سياسيا سليما، قد يزيل الصورة السالبة عن السودان، ويصلح ما أفسده النظام البائد".
ولفت إلى أن "النظام البائد عمل على تقويض الأمن والاستقرار بجواره الإقليمي، الشيء الذي زاد من عزلة البلاد وأدى لتدهورها أمنياً وسياسياً".
ولفت إلى أن "هذه توجهات تتماشى مع قيم وأهداف ثورة ديسمبر/كانون الأول المجيدة".