حكومة حمدوك في عيون السودانيين.. تفاؤل وتطلع لواقع جديد
سودانيون يؤكدون أن مبعث تفاؤلهم بالحكومة الجديدة الكفاءات التي ضمتها لا سيما في مجال الاقتصاد الذي يشكل همهم الأول
سادت حالة تفاؤل واسع في أوساط السودانيين بالحكومة الانتقالية الجديدة التي أعلنها رئيس الوزراء عبدالله حمدوك، الخميس، وسط تطلعات لتجاوز الأزمات المتراكمة في المستقبل القريب.
- الاتحاد الأفريقي يرحب بتشكيل حكومة السودان ويصفه بـ"الإنجاز"
- حمدوك يعلن تشكيل الحكومة السودانية الجديدة ويضم 18 وزيرا
ويقول سودانيون إن مبعث تفاؤلهم بالحكومة الجديدة، الكفاءات التي ضمتها، لا سيما في مجال الاقتصاد الذي يشكل همهم الأول، بجانب خلوها من الترهل كما كان يحدث في العهد السابق، وهو ما سيقلل من الإنفاق العام.
وتضمنت حكومة "حمدوك" 20 وزارة، تمت تسمية 18 وزيرا ويجري التشاور حول الاثنين الآخرين، حيث تم إرجاء إعلان وزيري البنية التحتية والثروة الحيوانية لمزيد من التوافق.
وهي أول حكومة تشكل بعد عزل نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، الذي أمضى في السلطة 3 عقود، مخلفا وراءه أزمات ودمارا في مختلف المجالات الحيوية بالبلاد، ما دفع السودانيين للانتفاضة ضده وإسقاطه.
وتبدو التشكيلة الحكومية الجديدة في نظر كثير من فئات المجتمع السوداني مثالية وممتازة إلى حد بعيد، مقارنة بعهد النظام البائد، وهو ما يجعل أحلامهم وتطلعاتهم على وشك التحقق.
ولكن مع حالة التفاؤل الواسعة لا يزال السؤال العريض يراود مخيلة السودانيين بمختلف انتماءاتهم، والذي يتلخص في "هل حكومة حمدوك قادرة على العبور بنا إلى بر الأمان؟".
الموظف المصرفي السوداني مدثر عباس يعرب عن سعادته الكبيرة بالحكومة الجديدة قائلا: "هذه اللحظة انتظرناها طويلا وتستحق أن نفرح ونحتفي بها على أوسع نطاق".
وأضاف عباس، خلال حديثه لـ"العين الإخبارية"، أنه "بمجرد إعلان الحكومة شعرت بأنني قد ولدت من جديد، فكانت لحظات سعادة لا توصف، فسوداننا الذي نحلم به ربما نشهده قريبا مع حمدوك ووزرائه".
وأضاف: "متفائل بالحكومة الجديدة، وأتطلع لأن تضع قضية تحسين الوضع المعيشي في سلم أولوياتها، لأننا اكتوينا بنيران الغلاء وأصبح غالبيتنا عاجزين عن توفير قوتهم بسبب ارتفاع الأسعار وضعف الأجور".
وتابع: "يقيني أن أسعار معظم السلع ستنخفض قريبا من واقع معونات نقدية متوقع وصولها من دول صديقة، وهي ستغطي فاتورة السلع الاستراتيجية كالقمح والبترول، وهو ما سيقلل الطلب على النقد الأجنبي وينعش قيمة الجنيه".
وتمتد حالة الفرح ذاتها إلى محمود الجيلي، وهو بائع متجول بالسوق الشعبي في أم درمان، والذي قرر ترك العمل لقضاء يوم الجمعة إجازة مع أسرته الصغيرة لأول مرة منذ سنوات، حيث كان يعمل طوال الأسبوع، وذلك احتفاء بالحكومة المدنية.
وتحدث الجيلي لـ"العين الإخبارية" وهو يجلس على كرسي أمام منزله بمنطقة الثورات: "حان لنا أن نستريح بعد أن رأينا حكومة الانتفاضة المدنية بأعيننا، فقد أرهقتنا سنوات حكم الإخوان العجاف، التي زادت الفقير فقرا والغني غنى بسبب الفساد وغسل الأموال والإرهاب".
وأضاف: "نريد من الحكومة الجديدة أن تهتم بنا كفئات محدودة الدخل عن طريق دعم اجتماعي سخي يخفف علينا الضائقة المعيشية ويحقق السلام الذي سيوفر كلفة الحرب العالية لخزينة الدولة، وأن تكافح الفساد وتسترد كل الأموال التي نهبها عمر البشير وجماعته".
ومن أمام منزل الجيلي، يمر عيسى سليمان وهو طالب جامعي ونشط في الحراك الثوري، حيث توقف ليشاركنا الحديث، مبديا التفاؤل ذاته بحكومة حمدوك، التي يرجو منها أن تحقق له مجانية التعليم والاستقرار الأكاديمي بعدما كانت مليشيات الإخوان تعبث بسلامتهم داخل الجامعات.
ويقول سليمان، خلال حديثه لـ"العين الإخبارية"، إن "البعض سارع إلى انتقاد الحكومة الانتقالية قبل أن تُشكل، ونحن نظن أن من يقوم بذلك النظام البائد وأعوانه الذين يشعرون بالغيرة السياسية حاليا، بعد النجاحات التي تحققت، فذهبوا يروجون أن ما حدث مجرد محاصصات حزبية".
وأضاف: "المحاصصة الحزبية إن حدثت ليست جرما يقود حكومة حمدوك إلى المشنقة في أولى ساعاتها، فهي مفوضة من الشعب وينبغي إعطاؤها فرصة لتعمل ومن ثم الحكم عليها".
وتابع: "خرجنا في ثورة شعبية ملهمة من أجل الحرية والسلام والعدالة والعيش الكريم، فمتى ما وجدنا مسؤولين يحققون لنا ذلك سنقف إلى جانبهم ولن نهتم بمن هم".