"لوبوان" الفرنسية: السودان يشهد تحولا تاريخيا نحو الديمقراطية
المجلة الفرنسية أكدت أن الاتفاق لاقى رضا عاما لدى المواطنين والجهات الفاعلة في السودان لعبور أسطوري نحو الديمقراطية.
أشادت مجلة "لوبوان" الفرنسية بتوقيع الاتفاق الدستوري بين المجلس العسكري الانتقالي السوداني وقوى إعلان الحرية والتغيير، واصفة تلك الخطوة بـ"التحول التاريخي" للانتقال إلى الديمقراطية.
وتحت عنوان "السودان بدأ الانتقال التاريخي نحو الديمقراطية"، قالت المجلة الفرنسية إنه "بموجب هذا الاتفاق التاريخي الذي تم وضع اللمسات الأخيرة له أمس، تم نقل السلطة إلى المدنيين".
واعتبرت أن هذه المرحلة خطوة نحو الانتقال إلى الديمقراطية الحقيقية في السودان، موضحة أن هذا الاتفاق تم التفاوض بشأنه تحت قيادة الاتحاد الأفريقي وإثيوبيا، لما يقارب 8 أشهر منذ اندلاع الثورة؛ حيث فقد خلالها 250 سودانيا حياتهم، وتحديداً منذ بدء الاحتجاجات على ارتفاع سعر الخبز في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وعبر السودان، أمس السبت، مرحلة جديدة في تاريخه بتوقيع المجلس العسكري الذي تولى إدارة البلاد منذ سقوط عمر البشير وقادة الاحتجاج على الاتفاق الدستوري، الذي تم التوصل إليه قبل بضعة أسابيع، بحسب "لوبوان".
ووصفت المجلة الفرنسية أجواء التوقيع بقولها: "أقيم حفل في قاعة الصداقة بالخرطوم أمام كاميرات من جميع أنحاء العالم، وجلس إلى المنصة زعيم المعارضة السودانية أحمد ربيع، الذي وقف إلى جانب الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، رئيس المجلس العسكري الانتقالي، بحضور قادة أفارقة".
وتابعت: "كما حضر مراسم التوقيع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد، وعدد من ممثلي الدول العربية"، مشيرة إلى التمثيل العربي رفيع المستوى لوزيري الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير والإماراتي أنور قرقاش ورئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي".
كما سلّطت المجلة الفرنسية الضوء على أجواء الحفل، الذي تم استهلاله بصوت النشيد الوطني السوداني وتلاوة آيات من القرآن الكريم وسطور من كتاب العهد القديم، ثم قام محمد حمدان (دقلو)، نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي، وأحمد الربيع ممثل قوى المعارضة بالتوقيع على الاتفاق الذي بموجبه تبدأ المرحلة الانتقالية لـ39 شهراً.
ولفتت إلى أن المجلس التشريعي المكون من 300 عضو ومجلس الوزراء المكون من 20 عضوا والمجلس السيادي سيقومون بتوجيه العملية الانتقالية التي يجب أن تؤدي في النهاية إلى انتخابات رئاسية.
وتتمثل أولى مهمات الحكومة المرتقبة في إنهاء الصراع واستعادة السلام بالبلاد، إلا أن 3 مجموعات مسلحة نأت بنفسها عن اتفاقية السلطة الانتقالية وطالبت بأن يتم تخصيص بعض المقاعد في المؤسسات التنفيذية لممثليهم، بحسب المجلة.
وأشارت المجلة الفرنسية إلى حالة الرضا العام لدى المواطنين والجهات الفاعلة في السودان عن هذا الاتفاق، منوهة بعنوان إحدى الصحف اليومية في السودان التي شاركت في هذا الحدث، وهي صحيفة التيار التي قالت: "اليوم.. بدأت البلاد انتقالها التاريخي إلى الديمقراطية".
أما بالنسبة للمعارض السوداني صادق المهدي فقد تحدث عن "يوم انتقالي إلى سلطة مدنية سيؤدي إلى السلام والتغيير الديمقراطي من خلال انتخابات حرة"، داعياً إلى عدم استبعاد أي شخص"، بحسب ما نقلت المجلة الفرنسية.
وفيما يتعلق بأجواء الاحتفالات في الشوارع، قالت "لوبوان": "في عطبرة، وهي مدينة وسط البلاد التي كانت الشرارة الأولى للثورة، حيث تجمعت المظاهرات الأولى ضد قرار رفع سعر الخبز إلى ثلاثة أضعاف في 19 ديسمبر/كانون الأول، رقص أهالي المدينة وغنوا على منصات المحطات قبل المغادرة إلى الخرطوم، وفقا للصور التي نشرها السودانيون على مواقع التواصل الاجتماعي".
وحول الخطوات التي ستعقب الإعلان الدستوري، ذكرت "لوبوان" أن المراحل الأولى من عملية الانتقال بعد التوقيع تتمثل في تشكيل المجلس السيادي الذي يجب أن يقود العملية الانتقالية، مشيدة باختيار الحرية والتغيير الخبير الاقتصادي عبدالله حمدوك لتولي مهام رئاسة الوزراء.
ووفقاً للمجلة، فإنه على المجلس السيادي أن يصدق على تعيين حمدوك الثلاثاء المقبل ما إذا وافق على ذلك الاختيار، موضحة أن مهمة الخبير الاقتصادي ستكون صعبة لإعادة بناء اقتصاد البلد المنهار منذ انفصال الجنوب عام 2011، وحرمها من ثلاثة أرباع احتياطيها من النفط، في ظل ارتفاع معدلات التضخم ونقص الموارد "المحركات الأساسية لحركة الاحتجاجات".
وبحسب ما هو متفق عليه، فإنه من المقرر إجراء انتخابات عام 2022، وهنا تعلق المجلة الفرنسية عليه بقولها: "سيتم تذكر تاريخ 17 أغسطس/آب في التاريخ السوداني باعتباره الأهم على الساحة الدولية لعدة سنوات، هذه الدولة التي كانت مهمشة على الصعيد الدولي في عهد البشير".
aXA6IDMuMTM4LjEyNi4xMjQg جزيرة ام اند امز