هل تنجح مبادرة «تقدم» في وقف حرب السودان؟ خبراء يجيبون «العين الإخبارية»
يشهد السودان تصاعدا كبيرا في وتيرة العنف وسط استمرار الصراع بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" الذي شارف على دخول عامه الثاني، وهو ما زاد الوضع تعقيدا مع تفاقم الأزمة الإنسانية.
ومع تصاعد المخاطر طرحت تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية "تقدم" مقترحات لإنهاء النزاع من أجل الحفاظ على وحدة البلاد وضمان قيام دولة مدنية، تبدأ بإطلاق عملية سياسية يُشارك فيها جميع الفرقاء سوى النظام السابق وواجهاته والداعمين للحرب.
وعقدت هيئة قيادة "تقدم"، في الفترة من 2 إلى 4 أبريل/نيسان الجاري، اجتماعات مكثفة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، توصلت خلالها إلى رؤية لإنهاء الحرب وإعادة بناء الدولة السودانية.
وقف إطلاق النار
وقال الكاتب والمحلل السياسي السوداني عباس عبدالرحمن إن القوى المدنية تضع ملف إنهاء الحرب في السودان ضمن أولوياتها، نظرا لتفاقم الأوضاع الإنسانية والتداعيات الكارثية للحرب المستمرة منذ 15 أبريل/نيسان الماضي.
وأضاف عبدالرحمن لـ"العين الإخبارية" إن "القوى المدنية ظلت مناهضة للحرب، وطالبت الدول الإقليمية والدولية للدفع بخيار وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب".
وأعرب عن اعتقاده أن مبادرة تنسيقية القوى المدنية يمكن أن تنجح حال استجابة العسكريين الذين يمثلون سلطة الأمر الواقع في السودان.
انعدم الثقة بين المدنيين والعسكريين
وبالنسبة إلى الكاتب والمحلل السياسي السوداني الهضيبي يس فإن مبادرة تنسيقية "تقدم" هي تفاعل مطلوب باتجاه إيقاف الحرب، أسوة بالمبادرات التي شهدتها البلاد لإحلال السلام وإنهاء الحرب من الناحية السياسية.
وقال يس لـ"العين الإخبارية" إنه "تظل مبادرة تنسيقية "تقدم" محاطة بالعديد من التحديات أولها وقوف سلطة الأمر الواقع العسكرية أمامها، وأود أن أستدل بخطوة تحريك الإجراءات القانونية من قبل الحكومة قبل أيام بحق قيادات "تقدم"، ما يشير لانعدام الثقة بين المدنيين والعسكريين".
وقيدَّت النيابة العامة في السودان، يوم الخميس الماضي، دعاوى جنائية ضد رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك وقادة تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية المدنية "تقدم" تصل عقوبتها إلى الإعدام.
وأوضح أن قيادات التنسيقية ليست في مقدرتها التسويق والترويج لمبادرتها وإنزالها وسط المجتمعات المحلية، مضيفا أن "هناك صعوبات تجابه مبادرة تنسيقية تقدم، وهي حالة التعبئة الاجتماعية لأنها فعل سياسي تحوم حوله الشكوك".
وأشار إلى أنه من حيث التوقيت الزمني مع اقتراب نهاية العام الأول للحرب سيكون من الصعوبة بمكان أن تحدث المبادرة اختراقا لإنهاء الحرب.
فجوة كبيرة بين الأطراف
من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي السوداني مصعب الشريف إن "الفجوة بين تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية "تقدم" والحركات المسلحة والإسلاميين باتت كبيرة جدا، وهم طرف أصيل في الحرب، لذلك لن تنجح مبادرة تقدم لا اليوم ولا الغد، ولا في أي عام من أعوام الحرب".
وأضاف الشريف، لـ"العين الإخبارية"، أن |النظام الذي يدير الدولة حاليا والذي يعترف بسلطة الأمر الواقع ينظر إلى تنسيقية "تقدم" على أنها شريك وطرف في الصراع الحالي، لذلك لا يمكن أن تنجح أي مبادرة لها، طالما تلك النظرة موجودة".
تحقيق السلام والمصالحة
وقالت تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية "تقدم" إن رؤيتها تشمل ضرورة التوافق على برنامج قابل للتنفيذ لتحقيق العدالة الانتقالية، ويسمح بتحقيق السلام والمصالحة والتعويضات وجبر الضرر.
واقترحت أن تناقش العملية السياسية القضايا الإنسانية، بما في ذلك الإغاثة والصحة والتعليم، إضافة إلى الترتيبات الأمنية والعسكرية، علاوة على القضايا السياسية التي تشمل ترتيبات ما بعد الحرب وهياكل فترة الانتقال ودستورها وآليات السلطة فيها والعدالة.
وتضمنت المقترحات اتخاذ تدابير لحماية المدنيين وتأسيس جيش قومي من القوات العسكرية شريطة أن ينأى عن الأمور السياسية والاقتصادية مع قبولهم والمنظومة الأمنية بمبادئ الإصلاح.
وتخطط تقدم لبدء العملية السياسية بالتزامن مع توصل طرفي النزاع إلى اتفاق وقف إطلاق نار في أي منبر تفاوضي، شريطة أن يشارك المدنيون في التفاوض.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان الماضي يخوض الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" حربا خلفت نحو 13 ألفا و900 قتيل، وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.
aXA6IDMuMTI5LjI0OS4xNzAg جزيرة ام اند امز