فصل جديد في مفاوضات جدة.. السودان إلى أين؟
مع استمرار المعارك في مناطق متفرقة، أعلن الجيش السوداني، الخميس، أن وفده إلى محادثات جدة التي تجرى برعاية سعودية أمريكية عاد إلى السودان "للتشاور".
جاء ذلك بعد أيام من قرار الجيش إرسال وفده إلى جدة مجددا للتفاوض على حل للأزمة السودانية المستمرة منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، بعد جولة أولى من المباحثات لم تحدث تقدما.
وأفاد شهود عيان لـ"العين الإخبارية"، صباح الخميس، بأن منطقة جنوبي العاصمة الخرطوم شهدت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بالأسلحة الثقيلة والخفيفة.
وتحاول قوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب منتصف أبريل/نيسان الماضي، السيطرة على "سباح المدرعات" للاستحواذ على الأسلحة الثقيلة وتحييدها في الحرب المشتعلة.
وحسب الشهود، فإن مدينة بحري شمالي العاصمة الخرطوم، شهدت أيضا اشتباكات عنيفة باستخدام كافة الأسلحة خاصة في منطقة "وادي سيدنا" العسكرية، التي شهدت تحليقا مكثفا للطيران الحربي والقصف المدفعي.
ومنذ أسابيع، تحاول قوات الدعم السريع السيطرة على قاعدة "وادي سيدنا" العسكرية، لتحييد الطيران الحربي. وأبلغ شهود عيان "العين الإخبارية" أيضا أن مدينة أم درمان، غربي العاصمة الخرطوم، شهدت أيضا قصفا مدفعيا، وتبادلا للنيران بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ما أدى إلى تعقيد الأوضاع الإنسانية على الأرض.
ووفقا للشهود، فإن الطيران العسكري حلق في سماء المدينة، مع سماع أصوات مضادات الطيران التابعة لقوات الدعم السريع، مع تصاعد ألسنة اللهب والدخان.
تدمير طائرات حربية
وأعلنت قوات الدعم السريع تنفيذ هجوم على قاعدة "وادي سيدنا" العسكرية، شمالي العاصمة الخرطوم، وتدمير 3 طائرات حربية، مضيفة في بيان: "نفذت القوات الخاصة بقوات الدعم السريع فجر اليوم مهمة عسكرية جديدة داخل قاعدة وادي سيدنا العسكرية بكرري أم درمان".
وأضافت: "وتمكنت القوات الخاصة من تدمير 3 طائرات حربية ومخازن للأسلحة والمعدات الحربية والمؤن ومقتل وجرح العشرات من قوات الجيش".
وأوضحت أن العملية الخاطفة "أحدثت دمارا وهلعا في صفوف القوات الانقلابية التي ولت هاربة إلى وجهات متفرقة تجرجر أذيال الخيبة في ظل الهجمات المكثفة في عمق معاقلها التي كانت تظن أنها محصنة".
وتابعت: "تؤكد قوات الدعم السريع أنها ستكثف عملياتها الخاطفة في جميع مواقع الجيش التي صارت جميعها أهدافاً مكشوفة لقواتنا المنتشرة في العاصمة والولايات".
تعثر المفاوضات
ومع استمرار القتال وتوسع نطاقها، أعلن الجيش السوداني، اليوم الخميس عودة وفده التفاوضي في جدة إلى البلاد للتشاور.
وذكر الجيش في بيان: "عاد وفدنا التفاوضي إلى السودان يوم الأربعاء 26 يوليو/تموز 2023 للتشاور، مع الاستعداد لمواصلة المباحثات متى تم استئنافها بعد تذليل المعوقات".
وتابع: "نثمن عاليا في هذا الإطار الجهود الكبيرة والمقدرة التي يبذلها الأشقاء في المملكة العربية السعودية من أجل إنجاح جميع جولات هذه المباحثات، ونؤكد رغبتنا في التوصل إلى اتفاق فاعل وعادل يوقف العدائيات ويمهد لمناقشة قضايا ما بعد الحرب".
وأوضح أنه "حرصا من القوات المسلحة على رفع المعاناة عن كاهل مواطنينا وإيمانا منها بالانفتاح على كافة المبادرات الساعية إلى إيجاد حلول تقود لإنهاء الأزمة الراهنة بالبلاد، قامت بتاريخ 5 مايو/أيار 2023 بإرسال وفد إلى مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية استجابةً لمبادرة مشتركة طرحتها كل من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية".
وتابع "انخرط الوفد في مباحثات غير مباشرة بتسهيل من المسهلين نتج عنها إعلان جدة لحماية المدنيين في السودان الموقع بتاريخ 11 مايو/أيار 2023، والذي نص على إخلاء المتمردين لمنازل المواطنين ومرافق الخدمات العامة والمستشفيات وغيرها من الالتزامات التي شكل عدم تنفيذها من قبلهم حجر عثرة أمام التفاهمات اللاحقة".
وأضاف: "كما عمل وفدنا أثناء تواجده في مدينة جدة على الاستجابة للاحتياجات الإنسانية المتزايدة لمواطنينا، مما دفعنا للقبول باتفاق هدنة لمدة 7 أيام بتاريخ 20 مايو/أيار 2023 وتم تمديدها لمدة خمسة أيام أخرى".
ومضى موضحا: "عقب عطلة عيد الأضحى انخرط وفدنا في إجراء مباحثات غير مباشرة برعاية الجانب السعودي، وقد تم التوصل إلى تفاهمات مبدئية حول اتفاقية إعلان المبادئ العامة للتفاوض وآلية المراقبة والتحقق وتتمثل في إنشاء (المركز المشترك لوقف إطلاق النار) الذي ستقوده المملكة العربية السعودية".
كما "تباحث الوفد حول مسودة وقف للعدائيات تم التوافق فيها على كثير من النقاط، إلا أن الخلاف حول بعض النقاط الجوهرية ومن بينها إخلاء المتمردين لمنازل المواطنين بكافة مناطق العاصمة وإخلاء مرافق الخدمات والمستشفيات والطرق، مما أدى إلى عدم التوصل لاتفاق وقف العدائيات"، وفق البيان ذاته.
الجيش قال في بيانه: "نتيجة لذلك عاد وفدنا إلى السودان يوم الأربعاء للتشاور، مع الاستعداد لمواصلة المباحثات متى تم استئنافها بعد تذليل المعوقات".
ويتبادل الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" اتهامات بارتكاب خروقات خلال سلسلة هدنات لم تفلح في وضع نهاية للاشتباكات، ومع اقترابها من شهرها الرابع، خلّف الصراع أكثر من 3 آلاف قتيل أغلبهم مدنيون، ونحو 3 ملايين نازح ولاجئ داخل وخارج إحدى أفقر دول العالم، بحسب وزارة الصحة والأمم المتحدة.
aXA6IDE4LjIyNy40OC4xMzEg جزيرة ام اند امز