السودان يداوي "سنوات الدم" باتفاق جوبا للسلام
مراسم توقيع اتفاق السلام في جوبا تشهد حضور رؤساء تشاد وجيبوتي والصومال ورئيسي وزراء مصر وإثيوبيا ووزير الطاقة الإماراتي.
تشهد جمهورية جنوب السودان، السبت، توقيع اتفاقية السلام بين الحكومة الانتقالية السودانية وتحالف الجبهة الثورية، وسط حضور دولي وأفريقي وعربي مميز.
ويحضر مراسم توقيع اتفاق السلام في جوبا، رؤساء كل من تشاد وجيبوتي والصومال، بجانب رئيسي وزراء مصر وإثيوبيا، ووزير الطاقة الإماراتي، والمبعوث الأمريكي الخاص لدولتي السودان وجنوب السودان وممثلين لعدد من الدول الغربية.
وقال نائب رئيس الحركة الشعبية السودانية، ياسر سعيد عرمان لـ"العين الإخبارية"، إن اتفاقية السلام تدمج أطرافا جديدة في العملية السياسية، وتمكن من إعادة نحو 4.5 مليون لاجئ ونازح سوداني.
وأكد عرمان أن الاتفاقية ستساهم في تحسين علاقات السودان الخارجية، ورفع العقوبات عن البلاد، لأن أهم شروط واشنطن لإزالة الخرطوم من قائمة الارهاب تتمثل في تحقيق السلام وتعزيز حقوق الإنسان والحريات الدينية وجميعها مضمنة بهذا الاتفاق.
وتسعى الاتفاقية إلى إصلاح المؤسسة العسكرية بالسودان من خلال عمليات دمج قوات الحركات المسلحة الواردة في بند الترتيبات الأمنية، بحيث سيتم تبادل للخبراء بين العسكريين القدامى والجدد، وفقاً لنائب رئيس الحركة الشعبية.
ونبه إلى أن السودان ظل يعاني من الحروب منذ الاستقلال، موضحاً أن توافق السلام لم يحدث مع الثورات الشعبية في أكتوبر/تشرين الأول 1964 ولا في أبريل/نيسان 1985 التي أطاحت بالراحل جعفر نميري.
وتبدو فرصة السلام الحالية مختلفة ومغايرة تماما لكل مسار تاريخ السودان؛ إذ تتجه بالبلاد إلى معالجة قضايا البناء الوطني والأزمات ذات الامتدادات الدولية والإقليمية، وستعمل على إصلاح الاقتصاد حتما وإعادة بناء الريف كقطاع منتج.
وقبل ساعات من توقيع الاتفاق، أجرى رئيس الوزراء السوداني الدكتور عبدالله حمدوك، الجمعة، مشاورات مكثفة مع قادة الحركات المسلحة في العاصمة جوبا.
وشملت لقاءات رئيس وزراء السودان في جوبا التي وصلها الجمعة للمشاركة في توقيع السلام، رئيس حركة تحرير السودان مني اركو مناوي، والأمين العام للجبهة الثورية جبريل إبراهيم.
والجمعة، أكدت وساطة جنوب السودان، اكتمال كافة الترتيبات لتوقيع اتفاق السلام النهائي بين حكومة الخرطوم وتحالف الجبهة الثورية.
خطوة باتت تقف على أرض صلبة بعد مفاوضات ماراثونية امتدت لما يقارب العام، أعقبها توقيع اتفاق بالأحرف الأولى مع الجبهة الثورية يتكون من 8 بروتوكولات غطت جوانب تقاسم السلطة والثروة والترتيبات الأمنية وتعويضات ضحايا الحرب وغيرها من القضايا.