السودان يعتقل أحد قادة "انقلاب البشير" في 1989
اعتقال عبدالفتاح جاء نتيجة لبلاغات قدمتها ضده وزيرة الشباب والرياضة ولاء البوشي تتعلق بتهم فساد في مشروع المدينة الرياضية السودانية
اعتقلت السلطات السودانية، الإثنين، الإخواني العميد يوسف عبدالفتاح، أحد قادة الانقلاب العسكري الذي استولى بموجبه الجنرال المعزول عمر البشير على السلطة عام 1989.
- الانقلابات.. سلاح "الإخوان" لزعزعة استقرار السودان
- "العسكري" السوداني: سنحاسب أي فاسد وانحيازنا للثورة حقيقي
وبحسب مصادر تحدثت لـ"العين الاخبارية"، فإن اعتقال عبدالفتاح جاء نتيجة لبلاغات قدمتها ضده وزيرة الشباب والرياضة ولاء البوشي، تتعلق بتهم فساد مالي في مشروع المدينة الرياضية السودانية.
البلاغات جاءت بحكم توليه منصب وزير الشباب والرياضة بولاية الخرطوم في وقت سابق، حيث خضع مشروع المدينة الرياضية لسلطاته.
وزيرة الشباب والرياضة في السودان، ولاء البوشي، كانت قد أعلنت فتح ملف مشروع المدينة الرياضية بالخرطوم الذي بدأ العمل فيه منذ 27 عاماً، ولم يكتمل حتى الآن بسبب الفساد المالي والإداري من سلطة الإخوان البائدة.
البوشي قالت، في تصريحات صحفية، إنها قدمت بلاغات جنائية ضد المتورطين في الفساد المالي والإداري بمشروع المدينة الرياضية، ووضعت الملف والمستندات الخاصة به أمام النائب العام تاج السر الحبر.
ومشروع المدينة الرياضية جنوبي الخرطوم كان عام 1992 بمثابة حلم لتطوير البنية التحتية الرياضية، لكنه تعرض لتعدٍ ممنهج من نافذين بالسلطة السابقة ليُسجل كأكبر عملية فساد مالي وإداري في تاريخ السودان.
وبحسب تقارير المراجع القومي التي عرضها أمام البرلمان السوداني خلال السنوات الماضية، فقد تم تخصيص مليار جنيه عام 1992 لتشيد المدينة الرياضية على مساحة 1.488.144 متر مربع، لكنها تقلصت بسبب التعديات إلى 406 آلاف متر مربع، وهو ما أكدته الوزيرة أيضاً.
وخلال الأسبوع الماضي، أصدر النائب العام السوداني تاج السر الحبر، قراراً بتشكيل لجنة للتحقيق في انقلاب الإخوان الذي قوض بموجبه الحكومة الديمقراطية برئاسة الصادق المهدي.
وشدد القرار على ضرورة رفع اللجنة تقريرها للنائب العام في مدة لا تتجاوز ثلاثة أشهر من تاريخ بداية عملها، ويجوز للنائب العام التمديد مرة واحدة أو أكثر على أن تقدم تقارير دورية عن سير عملها.
واستولت الحركة الإسلامية السياسية الإخوانية، التي يتزعمها الراحل حسن الترابي، على السلطة بانقلاب عسكري عام 1989 مبعدة الحكومة المنتخبة برئاسة الصادق المهدي، ومستخدمة في العملية جنرالاتها في الجيش يتقدمهم عمر البشير الذي نصبته رئيسا للبلاد، ليسقط بانتفاضة شعبية بعد حكم دام 3 عقود.
وبجانب لجنة التحقيق التي شكلها النائب العام، فهناك بلاغ جنائي قدمه محامون سودانيون منذ أشهر ضد قيادة انقلاب 1989.