اشتباكات السودان في الشهر الرابع.. خريطة السيطرة وبؤر المعارك
لا تزال العاصمة السودانية الخرطوم، تشهد معارك شرسة بين الجيش السوداني، وقوات "الدعم السريع" في محاولة للسيطرة على مساحات جديدة.
وأفاد شهود "العين الإخبارية"، صباح الثلاثاء، بأن معارك عنيفة اندلعت بالأسلحة الثقيلة والخفيفة في محيط "سلاح المدرعات" جنوبي العاصمة الخرطوم.
وحسب الشهود، فإن قوات "الدعم السريع" ما زالت تحاول السيطرة على "سلاح المدرعات"، رغم تمترس قوات الجيش السوداني، للحيلولة دون سقوطه واحتلاله.
وما زالت أحياء "جبرة" و"الصحافة"، و"الشجرة" و"الرميلة" جنوبي العاصمة الخرطوم، وفقا للشهود، تشهد أوضاعا إنسانية كارثية، جراء الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع".
وحسب الشهود، فإن مدينة بحري شمالي العاصمة الخرطوم، شهدت أيضا اشتباكات عنيفة باستخدام كافة الأسلحة خاصة في منطقة "وادي سيدنا" العسكرية، التي شهدت تحليق مكثف للطيران الحربي والقصف المدفعي.
وأبلغ شهود عيان "العين الإخبارية"، بأن مدينة أم درمان، غربي العاصمة الخرطوم، شهدت أيضا قصفا مدفعيا، وتبادلا للنيران بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ما أدى إلى تعقيد الأوضاع الإنسانية على الأرض.
وطبقا للشهود، فإن الطيران العسكري حلق بكثافة في سماء المدينة، مع سماع أصوات مضادات الطيران التابعة لقوات الدعم السريع، مع تصاعد ألسنة اللهب والدخان.
وأعلن الجيش السوداني، تنفيذ قواته ضربات جوية جنوبي العاصمة الخرطوم، خلفت "عشرات القتلى من قوات الدعم السريع".
ضربات جوية
وقال المتحدث الرسمي باسم الجيش، العميد نبيل عبد الله في تسجيل صوتي: "نفذت قواتنا الجوية ضربات ناجحة في منطقة سوبا ومناطق جنوبي الخرطوم، أدت إلى تدمير عشرات المركبات، ووقوع عشرات القتلى بين صفوف المليشيات المتمردة ( الدعم السريع)".
من جهته، نشرت قوات الدعم السريع، مقاطع مصورة لقصف الطيران الحربي على السوق المركزي جنوبي العاصمة الخرطوم، ما أدى إلى وقوع ضحايا في صفوف المدنيين.
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي، يخوض الجيش والدعم السريع، اشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، ما خلف أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، ونحو 3 ملايين نازح ولاجئ داخل وخارج البلاد، بحسب الأمم المتحدة.
السيطرة والاستحواذ
وفي رصد لـ"العين الإخبارية" لما أعلنه كل طرف بشأن مواقع سيطرته وإفادات شهود عيان يمكن رسم خارطة بواقع الحال في السودان على النحو التالي:
فمنذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل/ نيسان الماضي، سيطرت قوات الدعم السريع، على مصنع "اليرموك"، ومصفاة "الجيلي"، ومحطة "قري" الحرارية"، ومعسكر "طيبة الحسناب"، و"الدفاع الجوي"، ومعسكر "صالحة"، ومعسكر "فتاشة"، ومعسكر "النسور"، و"هيئة قيادة الأركان".
كما سيطرت على الجزء العربي والجنوبي من القيادة العامة للجيش، ومطار الخرطوم"، و"القصر الرئاسي"، و"اللواء الأول مشاة"، و"الإذاعة والتلفزيون"، و"أرض المعسكرات"، و"المدينة الرياضية"، و"فرع الرياضة العسكري"، ومعسكر "أبو كراتين" و"الإمدادات العسكرية"، و"معهد الأمن الوطني"، و"إدارة العمليات الخاصة"، والشرطة العسكرية".
و"اللواء الخامس مشاة"، و"المنطقة المركزية"، ومعسكر "السواقة" – الكدرو شمالي بحري، وكبري الحلفايا جهة بحري، وكبري "كوبر" وكبري "سوبا"، وكبري "المنشية"، وكلية الشرطة، والاستراتيجية، وكبري "الفتيحاب" جهة الخرطوم، والسوق العربي، والبنك المركزي، و"أكاديمية الأمن".
كما تسيطر قوات "الدعم السريع" على أجزاء واسعة من ولايات دارفور، خاصة مطار "الجنينة"، وحاميات "كتم" و"زالنجي العسكرية".
ولا تزال قوات "الدعم السريع"، تحاصر "سلاح المدرعات"، و"سلاح المهندسين"، والقيادة العامة للجيش، و"سلاح الإشارة".
مواقع الجيش
بينما يحكم الجيش السوداني سيطرته، على جزء من القيادة العامة، وكبري أم درمان، والحلفايا جهة أم درمان، وكبري "الحديد" وكبري "كوبر"، وأجزاء واسعة من مدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم، والأجزاء الجنوبية من مدينة الخرطوم، وجبل أولياء.
كما أغلق الجيش السوداني، طريق الصادرات "أم درمان – بارا". ويحكم سيطرته أيضا على عدد من الولايات الأخرى بشكل كامل.
ولم يتسن لـ"العين الإخبارية" التأكد من صدقية تلك المعلومات من الطرف الآخر أو مصدر مستقل.
الموقف في دارفور
تعيش معظم مدن ولايات دارفور غربي السودان، أوضاعا إنسانية بالغة التعقيد جراء استمرار الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وأفاد شهود عيان "العين الإخبارية"، بأن مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، ما زالت تشهد اشتباكات دامية جراء استمرار العنف، ما أدى مقتل وإصابة مدنيين.
وحسب الشهود، فإن خدمات المياه والصحة تأثرت بشكل كبير، ما أدى إلى مضاعفة المعاناة في صفوف المدنيين.
كما أن مدينة الفاشر، طبقا لشهود عيان، ما زالت تعاني أيضا نقص الخدمات الضرورية، مثل الكهرباء والمياه والدواء.
وذكرت هيئة محامي دارفور، أن منطقتي "سربا" وأبو سروج" بولاية غرب دارفور شهدت مقتل أكثر من مائتي مواطن وإصابة العديد من سكان المنطقة، ونزوح الآلاف إلى مناطق أخرى ودولة تشاد.
الحل السلمي
وفي سياق متصل، أعلن السفير الأمريكي بالخرطوم جون غودفري في تغريدة على "تويتر"، عن زيارة سوف يقوم بها لمصر للتشاور بشأن جهود وقف إطلاق النار، دون تفاصيل حول موعد الزيارة أو مدتها.
وأعرب عن شكره لمصر على جهودها التي تبذلها لإيقاف القتال بالسودان.
والجمعة، وصل السفير غودفري، إلى السعودية للتشاور بشأن جهود حل أزمة السودان.
والخميس، أعلن الجيش السوداني عودة وفده التفاوضي إلى البلاد للتشاور، فيما قالت قوات “الدعم السريع” إن وفدها باق في مدينة جدة السعودية.
وترعى السعودية والولايات المتحدة منذ 6 مايو/أيار الماضي، مفاوضات غير مباشرة بين الجيش وقوات “الدعم السريع” أسفرت في 11 من الشهر ذاته عن أول اتفاق في جدة بين الجانبين للالتزام بحماية المدنيين.
ويتبادل الجيش و”الدعم السريع”، بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، اتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال وارتكاب انتهاكات خلال الهدنات المتتالية.
aXA6IDUyLjE1LjIzOC4yMjEg جزيرة ام اند امز