اشتباكات السودان.. كر وفر يدخل مرحلة الجمود
يقفز السودان بعمق في المائة يوم الثانية للقتال الدائر منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، لكن كر وفر أطراف الصراع يبدو أنه دخل مرحلة الجمود.
إذ إن التطورات العسكرية على الأرض أصبحت نادرة، بل لا يمكن التحقق منها من أطراف مستقلة على الأرض في ظل الوضع الأمني، والمفاوضات لم تربح مرحلة الحديث غير المباشر والوساطات متعددة العناوين.
وذكرت تقارير صحفية صباح الثلاثاء، أن قوات الجيش السوداني قامت بقصف مواقع قوات الدعم السريع جنوب وشرق العاصمة الخرطوم، في حدث بات متكررا مع اختلاف المواقع والمدن.
وأمس الإثنين، أفاد الجيش بإحباط هجوم لقوات الدعم السريع على مقر شرطة الاحتياطي المركزي بأم درمان، وسط قصف مدفعي متوسط وبعيد المدى استهدف به الجيش مواقع الدعم السريع في محيط العاصمة.
إلى ذلك، نشرت قوات الدعم السريع على صفحاتها بمواقع التواصل الاجتماعي، أمس، مقطع فيديو لمواطنين يتحدثون عن دمار سببه قصف مقاتلات الجيش للسوق المركزي في الخرطوم، لكن الأخير لم يعلق على الأمر.
ومنذ الأحد الماضي، نزح مئات من سكان حي جبرة جنوب الخرطوم، بسبب احتدام القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بحسب ما أفاد شهود. كذلك اضطر سكان في حي الصحافة المجاور لجبرة إلى المغادرة بسبب العنف المتواصل.
بالتزامن مع ذلك، أعلن مطار الخرطوم الدولي أن سلطة الطيران المدني السودانية قررت تمديد إغلاق المجال الجوي أمام كافة حركة الطيران حتى 15 أغسطس/آب المقبل.
لكن القرار استثنى رحلات المساعدات الإنسانية ورحلات الإجلاء بعد الحصول على تصريح من الجهات المختصة، وفق رويترز.
وتم إغلاق المجال الجوي السوداني أمام حركة الطيران بعد اندلاع صراع عسكري بين جيش البلاد وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل/نيسان، ويمدد الإغلاق منذ ذلك الحين.
سياسيا، دخلت المحادثات غير المباشرة بين طرفي الصراع في جدة مرحلة الجمود قبل أيام، مع عودة وفد الجيش السوداني للخرطوم للتشاور.
وقال الجيش السوداني في بيان الخميس الماضي إن وفده في محادثات مدينة جدة السعودية عاد إلى السودان "للتشاور".
وأضاف في البيان أن الوفد سيكون مستعدا لمواصلة المباحثات "متى ما تم استئنافها بعد تذليل المعوقات"، دون ذكر تفاصيل.
وأسفرت الاشتباكات المتواصلة من دون أي أفق للحل، عن مقتل 3900 شخص على الأقل حتى الآن، بحسب منظمة أكليد غير الحكومية، علما بأن مصادر طبية تؤكد أن الحصيلة الفعلية أعلى بكثير.
وأبرم طرفا النزاع أكثر من هدنة، غالبا بوساطة الولايات المتحدة والسعودية، سرعان ما كان يتمّ خرقها.
يُعد السودان الذي يقدّر عدد سكانه بنحو 48 مليون نسمة، من أكثر دول العالم فقرا حتى قبل اندلاع النزاع الحالي الذي دفع نحو 3,5 مليون شخص للنزوح، غادر أكثر من 700 ألف منهم إلى خارج البلاد، خصوصا إلى دول الجوار.