السينما السودانية تعود للحياة في 2019 بثلاثة أفلام مهمة
3 أفلام سودانية طافت العالم شرقا وغربا وحصدت العديد من الجوائز المهمة وشاركت في مهرجانات دولية عدة.
سيظل عام 2019 علامة فارقة في مسيرة السينما السودانية، فبعد أن ظلت الحركة السينمائية في البلاد تعاني من الشلل التام، جاءت مجموعة من الشباب لتبعث الأمل من جديد في وجود سينما سودانية تعبِّر عن مشاكل وأحلام المواطن السوداني، وتغزو في الوقت نفسه المهرجانات السينمائية الكبرى وتحصد عشرات الجوائز.
كانت السينما السودانية على موعد مع المجد والانتصار في 2019، عندما اختارت إدارة مهرجان فينسيا السينمائي الدولي (أقدم مهرجان سينمائي في العالم) الفيلم السوداني "ستموت في العشرين" للمخرج الشاب أمجد أبوالعلا ليشارك في دورته الـ76 ضمن قسم "أيام فينسيا".
وتمثلت المفاجأة المدوية في فوز الفيلم بجائزة "أسد المستقبل" كأفضل عمل أول، ليصبح أول فيلم في تاريخ السودان يحظى بجائزة مهمة في مهرجان سينمائي دولي.
ولم يقتصر نجاح الفيلم عند حد المشاركة في مهرجان فينسيا والفوز بإحدى جوائزه المهمة، لكنه واصل النجاح شرقاً وغرباً، فحصد الجائزة الذهبية في مهرجان الجونة في مصر، و3 جوائز في مهرجان قرطاج بتونس (أفضل عمل أول، أفضل سيناريو، وجائزة الاتحاد الدولي للنقاد "فيبريسي")، والجائزة الكبرى بمهرجان الرباط لسينما المؤلف في المغرب، كما شارك في العديد من المهرجانات المهمة منها "تورنتو" في كندا، و"هامبورج" في ألمانيا.
وتدور أحداث الفيلم المأخوذ عن قصة للأديب حمور زيادة بعنوان "الموت عند قدمي الجبل" حول شاب يواجه نبوءة أنه سيموت عندما يكمل عامه العشرين، لكن حياته تتغير بعد أن يظهر في حياته مصور سينمائي.
ولم تتوقف إنجازات السينما السودانية في 2019 عند محطة الفيلم الروائي الطويل، فالسينما الوثائقية بدأت تكشف عن مواهب شابة تستحق الاهتمام ومنهم المخرج صهيب قسم الباري الذي قدَّم فيلمه المهم "الحديث عن الأشجار".
يتتبع الفيلم مغامرة 4 من قدامى السينمائيين السودانيين لإعادة تأهيل وتشغيل دار عرض سينمائي بعد أن اختفت كل مقومات صناعة السينما من البلاد منذ سنوات طويلة.
وشارك الفيلم في العديد من المهرجانات المهمة منها مهرجان برلين، إذ نال جائزة أفضل فيلم وثائقي وجائزة الجمهور ضمن قسم البانوراما، كما شارك في مهرجان الجونة وحصد جائزة أفضل فيلم وثائقي طويل، فضلاً عن مشاركته في مهرجان قرطاج، إذ فاز بجائزة التانيت الذهبي لأفضل فيلم وثائقي.
وتكتمل ملحمة السينما السودانية هذا العام بالفيلم الوثائقي "خرطوم أوفسايد"، الذي عرض للمرة الأولى ضمن قسم المنتدى بمهرجان برلين السينمائي الدولي.
ويتعرَّض الفيلم لقصة مجموعة من الفتيات اللاتي يمارسن رياضة كرة القدم ويحلمن بأن يمثلن بلادهن في بطولة كأس العالم للسيدات، ولكنهن يصطدمن بمشاكل اجتماعية كثيرة.
وبعد مشاركة فيلم "خرطوم أوفسايد" في مهرجان برلين حظي باهتمام العديد من المهرجانات، إذ عرض بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وكذلك مهرجان قرطاج وفاز بجائزة خاصة من القناة الخامسة الفرنسية، كما عرض بمهرجان مالمو للسينما العربية بالسويد وفاز بجائزة لجنة التحكيم.