قيادي سوداني لـ«العين الإخبارية»: نجاح «جنيف» مرهون بالضغط الدولي
قبل نحو 10 أيام من انطلاق مفاوضات فرقاء السودان في جنيف، قال سياسي بارز إن نجاحها مرهون بالضغط الدولي.
ودعا القيادي في تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) شهاب الطيب، في حوار مع "العين الإخبارية" طرفي النزاع في السودان إلى عدم تخييب آمال السودانيين في وقف الحرب، لافتا إلى أن فرصة محادثات جنيف قد لا تتكرر.
ومنذ أبريل/نيسان من العام الماضي تتواصل الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، متسببة في انهيار مؤسسات البلاد التي تعاني أصلا الفقر وتردي الخدمات.
وأوضح أنه في ظل وضع إقليمي متشابك ومحتدم لابد من وضع حد للصراع في البلاد، لكن نجاحها (مفاوضات جنيف) يتوقف على الضغوط الكبيرة التي يجب أن يفرجها المجتمع الدولي.
وأوضح الطيب أن تعدد المنابر يعقد إمكانية التوصل للحلول ويصعبها، بالتالي يجب أن تدفع المبادرات الأطراف إلى منبر واحد وتدعمه.
وفي يوليو/ تموز الماضي، دعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الجيش وقوات الدعم السريع إلى مفاوضات جديدة في 14 أغسطس/ آب الجاري في سويسرا، تحت رقابة الأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي، والإمارات، ومصر.
وأواخر الشهر الماضي، وافقت الحكومة السودانية على الدعوة لعقد مفاوضات جنيف للتوصل إلى وقف إطلاق النار في البلاد. كما رحب قائد قوات الدعم السريع في السودان، محمد حمدان دقلو "حميدتي"، بالدعوة الأمريكية لإجراء محادثات في سويسرا، مؤكدا المشاركة فيها.
وضع إقليمي معقد
وحذر الطيب من أن التقارب السوداني – الإيراني بعد قطيعة استمرت نحو 8 سنوات "هو جزء من التوجهات التي يمكن أن تقود هذه الحرب إلى صراع إقليمي ودولي على أرض السودان."
وأضاف أن "إيران تحاول أن تستغل الأوضاع الهشة في السودان في صراعاتها الإقليمية مقابل إمدادات السلاح للجيش السوداني."
وفي يوليو /تموز الماضي، تبادل السودان وإيران السفراء، إذ تسلم رئيس مجلس السيادة، قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، أوراق اعتماد السفير الإيراني، والمفوض فوق العادة لبلاده، حسن شاه حسيني، كما ودع البرهان سفيره إلى إيران، عبد العزيز حسن صالح.
وفي يناير/ كانون الثاني 2016، وخلال حكم الرئيس السوداني السابق عمر البشير (1989- 2019)، قطع السودان علاقاته الدبلوماسية مع إيران، ردا على اقتحام محتجين لسفارة السعودية في طهران وقنصليتها بمدينة مشهد (شرق).
وقبل قطع العلاقات بين البلدين كانت طهران مصدرا وموردا للأسلحة إلى الخرطوم منذ تسعينيات القرن الماضي، كما تضمنت العلاقات آنذاك اتفاقيات تعاون عسكرية ودفاعية بالإضافة إلى مشاريع مشتركة.
خطر المجاعة
وبشأن المتطلبات لإنقاذ البلاد من شبح المجاعة الذي يدق أبواب السودانيين إثر استمرار الحرب، شدَّد الطيب على ضرورة فتح ممرات الإنسانية الآمنة لتوصيل المساعدات الإنسانية وكذلك حماية المزارعين في مناطق الزراعة وتوفير المدخلات الزراعية.
ووفق خبراء ومسؤولين في الأمم المتحدة فإن تصنيف البلاد على أنها دولة مجاعة قد يؤدي إلى صدور قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يمنح الوكالات القدرة على توصيل الإغاثة عبر الحدود إلى المحتاجين.
وأشارت شبكة الإنذار المبكر، أن مخيم زمزم للنازحين قرب مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، يواجه مجاعة كما يحتمل وقوعها في مخيمين آخرين.
وذكرت الشبكة، في تقرير، أن لجنة مراجعة المجاعة التابعة للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أفادت بأن المجاعة مستمرة حاليا في مخيم "زمزم".
وأشار التقرير إلى احتمال وقوع مجاعة في مخيمي أبو شوك والسلام، حيث تقلل الأدلة المتاحة والمحدودة من القدرة على تأكيد أو نفي وقوعها.
وتوقع التقرير استمرار المجاعة في المخيمات الثلاثة حتى أكتوبر/تشرين الأول المقبل على الأقل، وسط تحذيرات من استمرار الأزمة إلى ما بعد هذا الشهر في حال غياب المساعدات الغذائية.
ويبلغ عدد سكان معسكر زمزم، الذي يقع جنوب مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، على بعد نحو 12 كيلومتراً زهاء نصف مليون نازح.
ونفت الحكومة السودانية أن يكون المعسكر يعاني من المجاعة.