قمة دول الجوار بميزان محللين سودانيين: نجاح بانتظار خطوات عملية
خطوات نجاح لقمة دول جوار السودان، تبشر بتقدم مهم نحو إنهاء الصراع المستمر من أبريل/نيسان الماضي.
واختتمت قمة القاهرة لدول الجوار السوداني أعمالها بالتوافق على 8 نقاط أساسية لحل الأزمة، تبرز نجاح مهمة القمة التي عقدت بالعاصمة المصرية، القاهرة، وكذلك "وضع حد للتداعيات السلبية لها على دول الجوار، ووضع آليات فاعلة بمشاركة دول الجوار، بالتنسيق مع المسارات الإقليمية والدولية الأخرى لتسوية الأزمة".
- "حل للأزمة".. دبلوماسيون يوضحون لـ"العين الإخبارية" آلية دول جوار السودان
- قمة دول جوار السودان.. 8 بنود تتضمن "تشكيل آلية وزارية" وإطلاق حوار جامع
وشارك في القمة رؤساء دول وحكومات جمهورية أفريقيا الوسطى، وتشاد، وإريتريا، وإثيوبيا، وليبيا، وجنوب السودان، وبحضور رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فكي، وأمين عام جامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط، لبحث كيفية معالجة الأزمة السودانية".
ويقول المحامي والمحلل السياسي السوداني، الدكتور محمد عبدالله ودأبوك، إنه "يجب أن نؤكد على أهمية مصر الدولة الجارة والداعية إلى القمة وأنها على إلمام بتفاصيل المشهد وتعقيداته ومن هنا تأتي أهمية القمة وأهم ما ورد وكأنه إجماع هو رفض التدخلات الخارجية وهذا موقف يحسب لصالح القمة".
المحامي والمحلل السياسي السوداني أوضح في حديث لــ" العين الإخبارية" أن "القمة تحاول أن تستفيد من الجهود السابقة سواء كانت على صعيد المبادرة السعودية الأمريكية والاتحاد الأفريقي والإيغاد، وقمة دول الجوار في القاهرة تتحدث عن آليات تواصل قوية وفعالة".
وأشار إلى أن "القمة وبيانها الختامي أحدثا حراكا كبيرا لم يحدث منذ بداية الحرب ودون شك هي تواجه تحديات كبيرة لتحصينها من أصحاب الأجندات ومطلوب منها كذلك أن تلتزم الحياد وتتبنى أفكارا موضوعية وواقعية".
وحول نجاح القمة رأى ودأبوك، أن "نجاح القمة من عدمه يتحدد بقدرتها على وقف طويل أو دائم لإطلاق النار وهذا تحد آخر واجه كل محاولات الهدنات السابقة".
وأشار إلى أنه مطلوب تحرك مخرجات القمة وبشكل واضح لتوحيد الجهود منعا للاجتهادات وتضارب التحركات لاحتواء المشكلة.
ومن جانبه رأى رئيس تحرير -صحيفة الحراك السياسي المستقلة السودانية، طاهر المعتصم، أن "البيان الختامي للقمة بداية جيدة ومتوقع أن يصل بالشكل المتفق عليه لآمال الكثير من السودانيين".
وشدد المعتصم في حديث لــ"العين الإخبارية" على أن "أهم نقطة هي تشديد المناشدة للأطراف المتحاربة على وقف التصعيد والالتزام بالوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار، وإنهاء الحرب وتجنب إزهاق أرواح السودانيين وإتلاف الممتلكات".
وتابع أن "ذلك يعد أهم مطلب لأهل السودان الآن"، مشيرا إلى أن "وضع خطة تنفيذه ومتابعة المخرجات مشكلة في لجنة وزارية سوف تجتمع في تشاد".
واستطرد: "أعتقد أن تلك اللجنة قادرة على إنهاء الأزمة ووقف إطلاق النار مع إمكانية تحرك أكبر واستكمال الجهود التي بذلت سابقا سواء من جدة أو الاتحاد الأفريقي أو الولايات المتحدة".
ولفت إلى أن البيان الختامي نجح في وضع نقط مهمة وخطة تنفيذ مما ينبئ في القريب العاجل بوجود خطط على الأرض لوقف إطلاق النار وإنهاء الأزمة الكبيرة التي آسى منها السودانيون".
الكاتب والمحلل السياسي السوداني المثنى عبدالقادر، أكد هو الآخر نجاح قمة جوار السودان في تحقيق إجماع منقطع النظير يظهر ذلك في الحضور الرئاسي لجميع قادة الدول الذين أكدوا على احترام سيادة الجيش السوداني والتعامل مع النزاع باعتباره شأناً داخلياً".
عبد القادر يشير في حديثه لــ" العين الإخبارية" إلى أن "أبرز نقطة في البيان كانت تشديد دول الجوار على عدم التدخل في الشأن السوداني".
وأكمل: "ومن جانب آخر أكد رؤساء دول الجوار على أهمية الحفاظ على منع تفكك السودان ومنع عوامل الفوضى"، في إشارة واضحة للمذابح والقتل العنيف الذي وقع في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور ومنع الإرهاب خاصة بعدما جرى بعملية اغتيال حاكم الولاية خميس أبكر بالإضافة إلى إرهاب المدنيين بإخراجهم من منازلهم.
وتابع أن "أهم نقطة في القمة ركزت على حل الأزمة السياسية بالبلاد وذلك من خلال دعوة الرؤساء لإطلاق حوار جامع للأطراف السودانية يلبي طموحات وتطلعات الشعب السوداني وهذا ما يعزز استقرار الوضع السياسي الانتقالي ويجعل للقوى السودانية دوراً بعد أن غابت عن المشهد بخروجها من الأراضي السودانية عقب الحرب".
الكاتب والمحلل السوداني أوضح أن "القمة أيضا شكلت آلية متابعة وزارية على مستوى وزراء خارجية دول الجوار ستعقد اجتماعها المقبل في تشاد لمتابعة هذه النقاط للتأكد من عدم دعم طرف في السودان ضد الآخر بالإضافة إلى بدء الحوار (السوداني السوداني)، هذا غير أن دول جوار السودان اتفقوا على عقد قمة أخرى تعقد لاحقا لمتابعة ما توصل إليه وزراء خارجية الدول المعنية".
واختتم قائلا: "إن مخرجات القمة توضح أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تمكن من تحقيق إجماع رئاسي إقليمي لإنهاء الحرب في السودان".
aXA6IDMuMTQ5LjIzMS4xMjIg جزيرة ام اند امز