حرب السودان.. صراع على «بحري» وحميدتي يتوعد البرهان بالمحاكمة
تصعيد عسكري مستمر في مدينة بحري شمالي العاصمة السودانية الخرطوم، يتزامن مع تهديد قائد قوات الدعم السريع بمحاكمة قائد الجيش.
أفادت مصادر عسكرية لـ"العين الإخبارية"، الجمعة، بأن عناصر الجيش السوداني سيطرت على كامل حي "العزبة" في شرق بحري، وتتقدم نحو مربعات حي "كافوري" الراقي.
ووفق المصادر العسكرية فإن عناصر الجيش اقتحمت مربع 3 بحي "كافوري"، وسيطرت على الجزء الشمالي منه، بينما تراجعت قوات الدعم السريع للجزء الجنوبي من المنطقة.
المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، أضافت أن عناصر "الدعم السريع" أوقفت فيما بعد تقدم الجيش السوداني في مدينة بحري، بسبب القصف المدفعي الثقيل وانتشار "القناصة" على أسطح البنايات العالية.
وتعرضت قوات "الدعم السريع" لخسائر بالغة خلال الفترة الماضية بعد سيطرة الجيش السوداني على مواقع عسكرية كانت تنتشر فيها في الخرطوم والجزيرة وسنار وشمال كردفان.
مناطق السيطرة
وما زالت قوات "الدعم السريع" تسيطر على مواقع استراتيجية بالعاصمة الخرطوم، أبرزها "القصر الرئاسي"، و"جياد الصناعية"، و"مطار الخرطوم"، و"بنك السودان المركزي"، و"برج شركة زين للاتصالات"، و"برج الفاتح"، ومبنى "رئاسة الوزراء"، ومنطقة "السوق العربي"، ومقر "الاستراتيجية العسكرية"، و"أرض المعسكرات سوبا"، و"المدينة الرياضية".
وفي أول تعليق على إنهاء الجيش السوداني الحصار على مقر "القيادة العامة" وسط الخرطوم، "وسلاح الإشارة" بمدينة بحري، قال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي"، في خطاب مصور بثته منصات الدعم السريع، "نريد أن نُحرر مناطق محددة، والقادة الميدانيين سيبلغونكم بالأمر ولن أذيعه في الإعلام".
وأضاف "هم كانوا (أي عناصر الجيش) معنا داخل الخرطوم في المقرن وبنك السودان والاستراتيجية وطردناهم وسنطردهم مرة أخرى، لكن هذه المرة ليست كسابقاتها".
وفي 25 يناير/كانون الأول الجاري أعلن الجيش السوداني إكمال المرحلة الثانية من عملياته العسكرية في العاصمة الخرطوم بربط قواته القادمة من أم درمان وشمال بحري بجنوده الموجودين في "سلاح الإشارة"، وهي خطوات أنهت حصار قوات "الدعم السريع" على القيادة العامة للجيش بوسط الخرطوم، الذي استمر لأكثر من 20 شهرا.
تهديد بالمحاكمة
إلى ذلك، هدّد حميدتي قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان، بتقديمه للمحاكمة، وقال "سوف تُحاكم أنت ومن معك.. الشعب سوف يحاكمكم ونحن أيضا، ولن نترككم، هل ترى أن المتظاهرين لدعمك يمثلون الشعب؟ صحيح هم جزء من الشعب لكنهم المستفيدين وهم أصحاب الامتيازات التاريخية".
وكشف حميدتي عن إلمامه بتحركات الأمين العام للحركة الإسلامية علي كرتي، وقال "نحن نتابعه ونعرف أين يقيم في الكلية الحربية ووادي سيدنا (قاعدة عسكرية شمالي مدينة أم درمان) هو وأحمد هارون وأسامة عبدالله (قيادات في الحركة الإسلامية)".
وفي 25 أبريل/نيسان 2023، بعد أيام من بدء الحرب بين الجيش و"الدعم السريع" غادر قادة نظام الإخوان السابق على رأسهم علي عثمان محمد طه، وأحمد هارون، ونافع علي نافع، وعوض الجاز، سجن كوبر بعد أن قررت السلطات إطلاق سراح النزلاء عقب موجة احتجاج عارمة قادها المحتجزون لانعدام الغاز وانقطاع المياه.
وقال أحمد هارون (وقتها) آخر رئيس مكلف لحزب الرئيس السابق عمر البشير، الموقوف منذ سقوط النظام في أبريل/نيسان 2019، في تسجيل صوتي، إن مغادرتهم سجن كوبر شمالي الخرطوم كانت لحماية أنفسهم بعد تدهور الأوضاع في السجن وانعدام الماء والخبز وانقطاع الكهرباء.
وتتهم قوات "الدعم السريع" الحركة الإسلامية السودانية بالوقوف وراء إشعال الحرب المستمرة منذ 15 أبريل/نيسان 2023 علاوة على سيطرتها على قرار المؤسسة العسكرية.
وتقول الأمم المتحدة إن السودان الذي كان، حتى قبل الحرب، من أفقر بلدان العالم، يشهد "واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم، وهو مرشح لأن يشهد قريبا أسوأ أزمة جوع في العالم".
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب في السودان، بما يجنب البلاد كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال.
aXA6IDMuMTUuMzEuNTAg
جزيرة ام اند امز