السودان عالق بين الحياة والاشتباكات.. من ينقذ أشقاء النيل؟
٢٤ ساعة مربكة عاشها السودان بين اشتباكات في مناطق محدودة في الخرطوم، وعودة الحياة لطبيعتها جزئيا في أم درمان، وسط آمال بحل سياسي.
فما بين تقارير إعلامية محلية تحدثت عن تراجع قليل للاشتباكات على الأرض، بين الجيش وقوات الدعم السريع، في الخرطوم خلال الـ24 ساعة الماضية، مقارنة بالأيام التي سبقتها، وغارات جوية استهدفت تجمعات "الدعم السريع" في المدينة، كان السودانيون يرقبون أملا جديدا يزيح عتمة الصراع.
وشملت الضربات الجوية التي نفذها الجيش، تحديدا، محيط سلاح "المدرعات" جنوب الخرطوم، ومناطق في جنوب شرق العاصمة، فيما ردت الدعم السريع بالمضادات الأرضية.
ومساء الأربعاء، وقعت اشتباكات على الأرض بين الجيش والدعم السريع في منطقة "الذخيرة" جنوب الخرطوم، دون أن يتضح مسار الاشتباكات أو مدى تحقيق أي طرف تقدم من عدمه.
على النقيض، عادت مظاهر الحياة والأنشطة التجارية جزئيا إلى بعض أحياء أم درمان، لا سيما منطقة كرري، وفق موقع "ألترا سودان" الإخباري السوداني، فيما شهدت شوارع المدينة حركة طبيعية.
الأكثر من ذلك، عادت بعض خطوط المواصلات الداخلية بين أحياء أم درمان في مناطق واسعة من المدينة، وفق ما نقله الموقع عن شهود عيان.
ومنذ اندلاعها في 15 أبريل/نيسان الماضي، أسفرت الاشتباكات بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان والدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي"، عن مقتل ثلاثة آلاف شخص على الأقل وشردت أكثر من ثلاثة ملايين شخص، بحسب أرقام حقوقية وطبية.
وتتركز المعارك في العاصمة وضواحيها وإقليم دارفور بغرب البلاد، حيث يعيش ربع سكان السودان البالغ عددهم 48 مليونا.
أملٌ على وتر القتال
والسبت الماضي، عاد ممثلون للجيش السوداني إلى مدينة جدة السعودية لاستئناف المفاوضات مع قوات الدعم السريع بالتزامن مع دخول الاشتباكات بين الطرفين شهرها الرابع.
وكان طرفا النزاع أبرما هدنات عدة، بوساطة الولايات المتحدة والسعودية، لكنها شهدت خروقات كثيرة.
كما يحاول كل من الاتحاد الأفريقي ومنظمة إيغاد للتنمية بشرق أفريقيا التوسط لحل الأزمة السودانية.
وفي هذا الإطار، توقع عضو المكتب التنفيذي لقوى الحرية والتغيير (تكتل مدني) والعضو السابق في مجلس السيادة الانتقالي، محمد الفكي سليمان، أن تخرج مفاوضات جدة باتفاق يؤدي إلى وقف القتال بالسودان.
وقال الفكي في تصريحات لوسائل إعلام محلية، إن مفاوضات جدة تأتي هذه المرة في ظل ضغوط دولية ورغبة في وقف الاشتباكات.
وأضاف: ”الطرفان أكثر استعدادًا للتفاوض، والعالم أكثر اهتمامًا بضرورة وضع حد للحرب في السودان، ولذلك فالمفاوضات مختلفة هذه المرة”.
ومضى قائلا "الجميع رغم تباين المنصات أكدوا أن المعركة لا يمكن أن تحسم عسكريًا، ولذلك نحن أكثر تفاؤلًا بتوقف القتال في السودان”.