شهدت السياسات الخارجية السودانية حالة من النشاط المكثف الذي قاد البلاد إلى تحقيق إنجازات سجلت للقيادة السودانية الحالية.
خلال الأيام القليلة الماضية عاش السودان بداية مرحلة جديدة في سياسته الخارجية، عنوانها مصلحة السودان أولاً وذلك عبر حل كل المعوقات والتي كانت سبباً في تراجع السودان بسبب إرث السياسة الإخوانية الإرهابية السابقة لعقود طويلة.
السودان الآن عمل بكل جهد على تغيير السياسة الخارجية، خاصة للتخلص من تركة الفشل المتراكمة من النظام السابق، والتي كانت سبباً في وقف تقدم البلاد واستمرار العقوبات الاقتصادية عليه، وقبل كل ذلك رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب الأمريكي، لتنتهي بذلك فصول أسوأ مرحلة قاتمة كانت تعيق تقدم السودان واستقراره.
وفي هذه الأثناء أعلن الرئيس ترامب عن اتفاق سلام جديد بين السودان وإسرائيل، والذي يصب في مصلحة السودان وشعبه، ولو قمنا بالبحث عن المستفيد نجد أن السودان هو الرابح الأكبر من توقيع هذا الاتفاق. ومن أبسط حقوق السودان السيادية أن يقيم علاقات مع أي دولة بالعالم ترى حكومته أن ذلك يصب بمصلحتها وهذا ما تقوم به الحكومة السودانية الحالية من خطوات في الاتجاه الصحيح.
لقد عانى الشعب السوداني على مدى عقود طويلة من سياسة إخوانية فاشلة جعلت السودان والذي يمتلك من الثروات الشيء الكثير بلداً فقيراً يعيش تحت طائلة العقوبات خاصة وضع السودان على قائمة الإرهاب، حيث كانت هذه الخطوة بمثابة حجر عثرة لوقف أي تقدم أو ازدهار للسودان وتداعياتها بالغة الخطورة على الاقتصاد الذي يعيش ما يشبه العزلة عن الاقتصاد العالمي.
لقد عاش السودان مرحلة حكم الاخوان الإرهابيين في عقود الفوضى والحروب والضعف الاقتصادي في بلد يملك من الخيرات ما تجعله من أغنى دول القارة الأفريقية، من خيرات الزراعية والحيوانية والنفط والذهب واليورانيوم ووجود الأنهار، وكلها من المفترض أن تجعل السودان يعيش وضعاً اقتصاديا هو الأفضل بالقارة السمراء، لكن كل هذه الثروات لم يستفد منها إلا أعضاء الحكومة الإخوانية الإرهابية السابقة، بينما عاش السودانيون الحروب التي كانت سبباً في انقسام الدولة، سببت وضعا اقتصاديا متأزما، وارتفاع ديون السودان والتي انعكست على الحياة المعيشية للشعب السوداني نتيجة السياسة الفاشلة للحكومة السابقة.
والآن تغير الوضع منذ الإطاحة بنظام البشير، وكانت أولى خطوات الحكومة الجديدة القضاء على كافة المسببات والسياسات الفاشلة، والتي لم يكسب السودان منها سوى الخراب والدمار، حيث شعار الحكومة الحالية هو مصلحة السودان أولا وأخيرا وقبل كل شيء، فكانت أولى ثمارها رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب، وهذا الخطوة بالذات خطوة عظيمة سوف تفتح للسودان مستقبلا زاهرا ليعيش مرحلة جديدة بعد عقود من المآسي والحروب والضعف الاقتصادي.
وأنا شخصياً أراهن على سرعة نهوض السودان ليأخذ مكانته بين كبار الدول الاقتصادية في القارة الأفريقية تحت قيادة الحكومة السودانية الحالية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة