انتشرت مؤخرا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، الكثير من التعليقات والآراء المسيئة التي تستهدف دول الخليج العربي.
الحسد، يأكل صاحبه، كما تأكل النار الحطب، وقد لا تكون هناك دول "محسودة" في العالم كما هي دول الخليج العربية، فالموقع الجغرافي والموارد الطبيعية، والشعب الواعي، والنظام السياسي، والتضاريس المتنوعة، والتاريخ والحضارة والإرث الضارب في عمق التاريخ، مميزات حبا الله بها منطقة لم تكن يوماً هامشية منذ حضارات ماجان وأم النار ودلمون وحتى بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، إلى اكتشاف أهم مورد عرفه الإنسان- النفط.
الحقيقة أن الحسد مصدره دول ومجموعات وأفراد، بعضهم قريب وبعضهم لا يعرف من هم العرب أصلاً، لكن ما يثير الدهشة "ظلـم ذوي القربـى" حيث أنه " أشد مضـاضـة من وقع الحسام المهند " كيف لا ووسائل التواصل الاجتماعي ورثت سنوات من المقالات والآراء التي كانت تهاجم دول الخليج في العواصم المجاورة، لينتقل الحسد إلى جيل آخر من المغردين الذين لا شغل لهم سوى التهجم على دول لم تدخر جهداً في تنمية بلدانهم، ودعمها في شتى المجالات سياسياً واقتصادياً، لكن ما يريح النفس ويثلج الصدر أنهم قلة وإن حاولوا التأثير في البقية.
إن ظاهرة التهجم المقيت الذي يحركه الحسد عبر وسائل التواصل الاجتماعي إزاء كل ما تقوم به هذه الدول، لهو أمر يدعو إلى التساؤل عن محركات هؤلاء من دول وجماعات، وكيف يمكن للمرء مهاجمة دول شغلها الشاغل دعم الإنسان ورفعة الأوطان، ليس في الداخل فحسب بل في كل أرجاء المعمورة.
ليس من طبع عرب الجزيرة أن يمنوا إذ ما قدموا، أو أن يذكروا، فهم لا يرتجون الثواب الدنيوي من ذلك "ياما عطينا ما ندور مثوبة .. إلا من اللي من ترجــاه ما خاب"، ولعل ذلك أدى إلى نسيان البعض للخدمات والمساعدات والتبرعات الفلكية والمواقف السياسية في المحافل الدولية، لكن من الواضح أن هذا الأمر لم يعد يجدي في ظل وجود متربصين يسعون إلى إظهار هذه الدول وكأنها تراجعت عن دورها التي "ألزمت نفسها" به، والواجب أن يعرف العالم حجم المساعدات التي تقدمها هذه الدول إلى كافة دول العالم عربية وغير عربية، حتى لا تنسى.
في الختام، لم يؤدي الحسد إلا إلى مزيد التراجع في ظل تجربة خليجية رائدة وتنمية غير مسبوقة، ولعل المواقف الأخيرة أثبتت أن الذين هاجموا دول الخليج على مواقفها لم يكن هجومهم إلا بغضاً وحسداً، ولذا فإن التعامل مع هؤلاء مستحيل ولن يرضيهم إلا زوال المال وتبدل الحال وكما قال الشاعر "كل العَداوات قد ترجى مودتها .. إلا عداوة من عاداك من حسد."
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة