تحالف نداء السودان يدعو للسلام وتطهير فساد الإخوان
التحالف يدعو لدعم التفاوض بين أطراف النزاع في السودان للوصول لاتفاق سلام وعقد مؤتمر كجزء من العملية السلمية يوفر لها الدعم الشعبي.
دعا تحالف "نداء السودان"، أحد الكتل المكونة لقوى الحرية والتغيير، إلى تحقيق السلام الشامل، وإنهاء نظام الإخوان السابق، ووضع خطة شاملة لإصلاح القطاع الأمني وبناء جيش وطني يعكس المصالح الوطنية.
- السلام المستدام.. بوصلة "السيادي" السوداني نحو الحرية والمساواة
- حمدوك يطالب واشنطن باستجابة سريعة لرفع "السودان" من قائمة الإرهاب
وأنهى "نداء السودان" وهو تحالف يضم قوى مسلحة ومدنية، الإثنين، اجتماعات لمجلسه القيادي، عقدت في مدينة "العين السخنة" المصرية، بمشاركة جميع الكتل المكونة للتحالف؛ حيث عقدت الاجتماعات برئاسة الصادق المهدي.
وأكدت الاجتماعات أن الانتصار الذي تحقق بالثورة السودانية فتح الطريق أمام نهضة السودان وبناء نظام جديد، بعد تصفية دولة التمكين والفساد التي أسس لها النظام الإخواني السابق.
وقال البيان الختامي للاجتماعات، الذي تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه، إن الاجتماعات توصلت إلى أن أولويات الشعب السوداني وقوى التغيير، هي تحقيق السلام الشامل الذي ينعكس إيجاباً على إصلاح الاقتصاد والعلاقات الخارجية، وتوفير الطاقات البشرية والموارد المادية لبناء وطن جديد.
وأكد البيان أن إنهاء وجود النظام الإخواني السابق يرتبط بشكل وثيق بعملية السلام وإنهاء الحروب إلى الأبد، داعياً للإسراع بالعملية السلمية بمشاركة وطنية ودعم شعبي لمعالجة جذور الحروب والأزمة وقضايا المتضررين.
كان وفد من المجلس السيادي السوداني بقيادة الفريق محمد حمدان حميدتي وقّع مع الحركات المسلحة بدارفور والمنطقتين، في 11 سبتمبر/أيلول الجاري، على "إعلان جوبا" الذي تضمن إجراءات الثقة، وحدد موعد انطلاقة التفاوض.
ودعا البيان إلى دعم التفاوض بين أطراف النزاع للوصول لاتفاق سلام شامل وعقد مؤتمر للسلام كجزء من العملية السلمية، يوفر لها الدعم الشعبي والإطار القومي العريض للمصالحة وتضميد جراحات الحرب وإشاعة ثقافة السلام.
ورحب بإرسال وفد على مستوى عالٍ من الجبهة الثورية الى الخرطوم، ليعمل مع القوى السياسية بالداخل على دعم أجندة السلام والتغيير وتوحيد قوى الثورة صوب السلام والمواطنة والديمقراطية والمصالحة الشاملة.
يشار إلى أن تحالف "الجبهة الثورية"، الذي سبق وعقد اجتماعات بنفس مدينة "العين السخنة" بمصر، قد أقر في ختام اجتماعاته إرسال وفد رفيع إلى العاصمة السودانية، لبحث عملية السلام مع الأطراف بالداخل.
وقال بيان "نداء السودان" إن مفاوضات السلام من ضمن قضايا أخرى مهمة يجب أن تؤدي إلى خطة شاملة لإصلاح القطاع الأمني وبناء جيش وطني مهني واحد يعكس مجموع المصالح الوطنية ويضع القوات النظامية وقوى الكفاح المسلح في خدمة الشعب والنظام الديمقراطي.
وأعلن البيان أن فريق من الخبراء بنداء السودان سيشارك في دعم التفاوض وإجراء المشاورات اللازمة، داعياً إلى الإسراع في تكوين آليات السلام ووفد التفاوض بتنسيق كامل بين مجلسي السيادة والوزراء، للوصول إلى سلام شامل وبدعم من قوى الثورة.
وبحثت اجتماعات نداء السودان تفويض الاتحاد الأفريقي ومجلس الأمن الدولي للآلية الرفيعة برئاسة ثابو أمبيكي، وبعثة حفظ السلام المشتركة في دارفور "يوناميد"، وأقر الاجتماع أهمية إصدار الاتحاد الأفريقي وبمباركة دولية تفويضاً جديداً لعملية السلام الحالية.
قبول استقالة المهدي
ودعت اجتماعات "نداء السودان"، بحسب البيان الختامي، مجلس الوزراء إلى اعتماد سياسات شاملة لبناء نظام جديد والتصدي للضائقة المعيشية وإدخال إصلاحات عميقة وجوهرية في مجالات الاقتصاد والخدمات والأمن والسياسة الخارجية.
وحثت الاجتماعات لإعادة النظر في قانون العمل الطوعي ومؤسسات العون الإنساني وإحداث الإصلاحات والسياسات التي تلبي احتياجات النازحين وقضايا العون الإنساني.
ودعا "نداء السودان" السلطة الانتقالية لمحاسبة النظام السابق على الانتهاكات والجرائم التي ارتكبها، كما دعا لتفعيل عمل لجنة التحقيق المنصوص عليها في الوثيقة الدستورية، للكشف عن المسؤولين عن فض الاعتصام والانتهاكات التي وقعت طوال فترة حكم الإنقاذ.
وحول الهيكلة الداخلية لتحالف "نداء السودان"، قال البيان إن الاجتماعات تداولت الاستقالة التي قدمها الإمام الصادق المهدي من رئاسة التحالف، قبل أن توافق عليها كمدخل إيجابي للتعامل مع المناخ الوطني الجديد الذي أحدثته الثورة، والإسهام في تطوير الحياة السياسية.
وأشار البيان إلى أن المهدي رأى أن الحياة السياسية ونداء السودان يحتاجان إلى إصلاحات جذرية وتطوير يخاطب المرحلة الحالية وإعادة هيكلة نداء السودان، ليتجاوب مع مهام الحاضر، لا سيما أنه قد أصبح شريكاً في الحكم.
وكان الصادق المهدي الذي ترأس تحالف "نداء السودان" على مدى سنوات تقدم باستقالته في وقت سابق من سبتمبر/أيلول الجاري عن رئاسة التحالف، داعياً إلى إعادة الهيكلة ومراجعة المواقف.