"الدعم السريع" يسيطر على ثالث قاعدة عسكرية للجيش في دارفور
أعلنت قوات الدعم السريع في السودان توسيع سيطرتها في إقليم دارفور، السبت، فيما سقط 15 قتيلا في قصف بالعاصمة الخرطوم.
وتتقدم قوات الدعم السريع نحو قواعد للجيش في إقليم دارفور، الذي يعاني أصلا من تداعيات عقود من النزاع.
وأعلنت قوات الدعم السريع، السبت، أنها "حررت" قاعدة عسكرية في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور.
وفر أكثر من نصف مليون شخص من العنف الدائر في دارفور إلى تشاد المجاورة التي تبعد 30 كيلومترا فقط عن الجنينة، منذ بدء الصراع العنيف بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل/نيسان الماضي.
والقاعدة العسكرية في الجنينة هي الثالثة التي تعلن قوات الدعم السريع السيطرة عليها خلال أسبوع، بعد قاعدة زالنجي عاصمة وسط دارفور، وقاعدة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور وثاني أكبر مدينة في السودان.
من جانبه، أصدر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بيانا شديد اللهجة الإثنين الماضي، حذر فيه من مؤشرات على "هجوم وشيك واسع النطاق" في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
وقال بلينكن إن هذا الهجوم "من شأنه أن يعرّض لأقصى درجات الخطورة مدنيين بينهم مئات آلاف النازحين فر العديد منهم مؤخرا إلى الفاشر من مناطق أخرى".
ودارفور منطقة تعادل مساحتها مساحة فرنسا، ويسكنها ربع سكان السودان البالغ عددهم 48 مليون نسمة.
الخرطوم
وفي الخرطوم قتل 15 مدنيا على الأقل، السبت، إثر تعرض منازلهم للقصف، حسب ما أكد مصدر طبي.
وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن جثامين الضحايا المدنيين وصلت إلى مستشفى النو بمنطقة أم درمان في ضاحية الخرطوم.
ويحتدم القتال في مناطق مكتظة بالسكان بين قوات الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان ونائبه السابق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي".
وأدى الصراع بين الجنرالين المتنافسين إلى شلّ الخدمات الأساسية في السودان، وتدمير أحياء بأكملها في العاصمة وإقليم دارفور الشاسع في غرب البلاد.
وأسفرت الحرب عن سقوط 10400 قتيل، وفقا لمنظمة أكليد المعنية بإحصاء ضحايا النزاعات، كما أدت إلى نزوح ولجوء أكثر من 6 ملايين سوداني، وفق الأمم المتحدة.
واستؤنفت المحادثات بين الطرفين برعاية أمريكية-سعودية في مدينة جدة الأسبوع الماضي.
وقالت الرياض إن الهدف من المباحثات "تسهيل وصول المساعدات الإنسانية والتوصل إلى وقف لإطلاق النار وإجراءات أخرى لبناء الثقة من أجل التقدم نحو وقف دائم للقتال".
وفي المفاوضات السابقة، تبادل الجانبان الاتهامات بشأن انتهاك الهدنات المتفق عليها، كما اتُهم كلاهما بعرقلة توزيع المساعدات.
ونشرت قوات الدعم السريع الإثنين الماضي مقطع فيديو لقائدها حميدتي الذي ظل بعيدا عن الأنظار خلال الفترة الماضية، ألقى فيه باللوم على البرهان في الحرب، وهنأ قواته بـ"انتصاراتها" في دارفور وكردفان.
كما قال حميدتي "ليست عندنا أي مشكلة في السلام"، لكن "لن نقبل أي سلام يتيح لك إعادة تجهيز نفسك لأجل حرب جديدة".