الجنود الأطفال بجنوب السودان.. تحديات لاستعادة أحلام الصغار
الحرب تسفر عن مقتل ما يقرب من 400 ألف شخص، ويشعر البعض بالقلق من تجدد القتال، ما لم يتم إعادة دمج الجنود الأطفال بشكل صحيح في المجتمع.
تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى وجود ما يقدر بنحو 19 ألف جندي من الأطفال في جنوب السودان، ويأتي هذا ضمن أعلى المعدلات في العالم.
ومع خروج البلاد من حرب أهلية دامت 5 سنوات، أسفرت عن مقتل ما يقرب من 400 ألف شخص وتشريد الملايين، يشعر البعض بالقلق من احتمالية تجدد القتال، ما لم يتم إعادة دمج الجنود الأطفال السابقين بشكل صحيح في المجتمع.
في تقرير موسع لوكالة "أسوشيتد برس" حول أوضاع هؤلاء الجنود الأطفال التقت الوكالة بعدد منهم، تحدثوا خلالها عن تجاربهم مع العصابات المسلحة في جنوب السودان والمصاعب التي يواجهونها في الوقت الراهن.
منذ اندلاع القتال عام 2013، تمكنت وكالة الأطفال التابعة للأمم المتحدة من تأمين الإفراج عن أكثر من 3200 من الجنود الأطفال في صفوف القوات الحكومية وقوات المعارضة.
يقول أحد هؤلاء الجنود إنه عندما فر من الجماعة المسلحة التي اختطفته في سن الـ15، أقسم ألا يعود أبدًا، لكنه لا يزال يفكر في العودة إلى الأدغال، بعد 6 أشهر من تمكن الأمم المتحدة من تأمين إطلاق سراحه.
وقال الشاب الذي طلب عدم ذكر اسمه خوفا على سلامته: "إن طلب قتل شخص ما أمر صعب للغاية".
لكن وجوده ضمن الجيش وفر له نوعًا من الاستقرار لم يتمكن من إيجاده بعد.
وقال: "كان لدي كل شيء، فراش وملابس، كنت فقط أسرق ما أحتاجه، لكن هنا لم أحصل على ما كنت أتوقعه".
وقالت لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنوب السودان في بيان صدر في وقت سابق من هذا الشهر، إنه حتى بعد توقيع اتفاق سلام قبل عام، إلا أن معدل تجنيد الجنود الأطفال القسري على كلا الجانبين في ازدياد.
تتبعت الأسوشيتد برس عددا من جنود أطفال من بين 121 تم إطلاق سراحهم في فبراير/شباط، وقال كثيرون إن ماضيهم لا يزال يطاردهم، ولا يستطيعون التحدث عن تجاربهم خشية التعرض للانتقام وباتوا غير قادرين في كثير من الأحيان على السيطرة على غضبهم.
أحد هؤلاء الجنود كان في الـ11 من عمره عندما اختطفه رجال مسلحون، وكان يعمل كجاسوس لصالح جماعة معارضة، وفي بعض الأحيان أُجبر على الشهادة والاشتراك في أعمال مروعة، راقب جندياً يقتل طفلاً لرفضه القيام بالأعمال المنزلية، وأُرغم على إشعال النار في منزل، وحرق كل من بداخله أحياء.
وقال: "أسمع صرخات هؤلاء الناس في أحلامي".
بمجرد إطلاق سراح الأطفال الجنود السابقين، يتم إدخالهم في برنامج إعادة دمج مدته 3 أشهر يمنحون خلالها الغذاء وفرصة الدعم التربوي والنفسي الاجتماعي.
في هذه الأثناء، تقوم العائلات التي عاد أطفالها من القتال ببذل قصارى جهدهم لمنعهم من المغادرة مرة أخرى.
وقال وليام دينج دينج، رئيس اللجنة الوطنية لنزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج في جنوب السودان: "إن لم نتمكن من الحصول على الدعم فستكون النتيجة هي عودة هؤلاء الأطفال إلى الثكنات ليبدأوا في خلق حالة من انعدام الأمن".
aXA6IDMuMTQ0LjI1Mi41OCA= جزيرة ام اند امز