"الجبهة الثورية" بالسودان تطرح مبادرة لوأد "فتنة دارفور"
طرحت الجبهة الثورية بالسودان، الثلاثاء، مبادرة للمصالحة المجتمعية في ولايات دارفور لحل الصراعات القبلية بالإقليم.
وقال رئيس الجبهة الثورية الدكتور الهادي إدريس، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية" إن "المبادرة ستبدأ بحشد كل الإدارات الأهلية وأعيان الولايات ويتم تدشينها من مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور" .
- بعد مدينة "الجنينة".. ولاية جنوب دارفور تنزف بمواجهات قبلية
- "جنينة" دارفور.. حصيلة عنف كارثية ومطالب بإعلانها منكوبة
وطالب إدريس الحكومة الانتقالية بـ"ضرورة إرسال تعزيزات أمنية كبيرة للسيطرة على الوضع بمدينة الجنينة في ولاية غرب دارفور"، لافتا إلى أن "الأوضاع هدأت نسبيا في المدينة".
وناشد رئيس الجبهة الثورية، الحكومة الانتقالية وولايات دارفور الأخرى بـ"ضرورة توفير الطائرات لإجلاء الحالات الحرجة من المصابين بسبب قلة الكوادر الطبية والأجهزة الطبية والأسرة، وأن بعض المصابين يفترشون الأرض".
وأشاد بـ"الجهود الكبيرة من الأجهزة الأمنية خاصة قوات الدعم السريع التي دفعت بتعزيزات أمنية من ولاية وسط دارفور"، مشيرا إلى أن "التعزيزات التى وصلت الجنينة، يمكن أن تسهم بشكل كبير في استتاب الأمن بالولاية" .
وكشف عن تحرك قوة من الجيش السوداني من الخرطوم لمساندة ودعم القوات الأمنية بالجنينة، بعد أن مهاجمة غرب دارفور من كل الاتجاهات.
وأعلن رئيس الجبهة الثورية عن نزوح أعداد كبيرة نتيجة للأحداث من المعسكرات إلى داخل المدينة، موضحا أن "الأطفال والنساء يواجهون أوضاعا إنسانية خطيرة".
وطالب الحكومة والمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بـ"ضرورة تقديم المساعدات ومواد إيواء وتوفير الحماية للنازحين جراء الأحداث".
ولفت إلى أن حسم الأوضاع يحتاج لمصالحات وطنية ومعالجة الاحتقان بين الأطراف المتصارعة حتى لا تتكرر هذه المشكلات في الجنينة".
وكانت وزارة الخارجية السودانية أعربت عن أسفها "لسقوط قتلى وجرحى وتشريد كثيرين من سكان الجنينة، وتخريب الممتلكات".
وأوضحت أن "الحكومة وشركاء السلام يقومون حاليا بجهود كبيرة للوفاء بهذه المسؤوليات عبر تفعيل عمل الآلية الثلاثية المشتركة وتنفيذ الخطة الوطنية لحماية المدنيين".
وثمنت الخارجية السودانية "تعاطف المجتمع الدولي مع ضحايا الأحداث ومع الجهود المبذولة لاحتوائها".
وبينت أن "الحكومة ستتابع مساعيها وخططها لضمان عودة الاستقرار والنظام في ولايات دارفور وإحلال السلام في كل أرجاء البلاد".
وتمكنت قوات عسكرية مشتركة من السيطرة على أحداث عنف أهلي تجدد، الإثنين، في ولاية جنوب دارفور بين قبيلتي "الرزيقات" و"الفلاتة"، على خلفية مقتل أحد الرعاة بالمنطقة.
وأكد موسى مهدي، والي ولاية جنوب دارفور، في تصريحات صحفية، وقوع أحداث صراع قبلي بالمنطقة مخلفا عشرات القتلى والجرحى بعد مهاجمة مسلحين قرية (الطويل) شرق محلية قريضة التي تبعد (٨٥) كيلومتر جنوب مدينة نيالا حاضرة الولاية.
وأشار مهدي إلى إرسال قوات إضافية من ولاية شرق دارفور الحدودية حتى لا يتوسع نطاق الحرب ويحصد مزيدا من أرواح الأبرياء .
وكانت ولاية جنوب دارفور قد نشرت قوات عسكرية كبيرة بالمنطقة الشهر الماضي بعد تزايد أحداث الصراع القبلي جنوب الولاية بين قبيلتي الفلاتة والمساليت من جهة والرزيقات والفلاتة من جهة أخرى.