صلاح مناع .. "بلدوزر" الفترة الانتقالية يفتك بإخوان السودان
مناع يتعرض لحملة شعواء من فلول نظام الإخوان البائد في محاولة لإبعاده عن لجنة تفكيكهم، لخطورته وتحركاته المزعجة لهم.
يتصدر السياسي السوداني، صلاح مناع المشهد بقوة في بلاده حاليا من خلال تحركاته عبر اللجنة الحكومية لتفكيك نظام المعزول عمر البشير، والتي ضربت العمق الاقتصادي لجماعة الإخوان الإرهابية في مقتل، وفق مراقبين.
ويتعرض الرجل، الذي يصفه البعض ببلدوزر الفترة الانتقالية، إلى حملة شعواء من فلول نظام الإخوان البائد وهم يحاولون بذلك إبعاده من لجنة تفكيكهم، ومرد ذلك خطورته وتحركاته المزعجة لهم.
ويحسب لمناع، فضل سقوط مسثمريين سريين للحركة الإسلامية السياسية في طائلة "التفكيك" كالإخوانيين عبدالباسط حمزة والحاج عطا المنان وآخرين، إذ مكنه عمله في السوق السوداني كرجل أعمال خلال الفترة الماضية من معرفة خبايا التنظيم الإرهابي في المشهد الاقتصادي.
ويصفه كثيرون بأنه يمتاز بذكاء خارق، يجمع بين فنون السياسية والعمل التنظيمي والإلمام بدهاليز وخبايا سوق المال والأعمال، الشي الذي مكنه من جمع ثروة مقدرة من خلال العمل الحر، بينما ارتفع وزنه السياسي لدرجة جعلته من بين أحد الشخصيات المختارة لتفكيك نظام البشير عقب نجاح الثورة الشعبية في بلاده.
- البرهان يوجه حكام الولايات السودانية بمواصلة تفكيك تنظيم الإخوان
- السودان يشكل قوات مشتركة تتبع لجنة "تفكيك الإخوان"
ينحدر صلاح مناع نحو 52 عاما، من إقليم دارفور غربي البلاد من أسرة عريقة، وعرف كقيادي في حزب الأمة القومي بزعامة الصادق المهدي، لكن ظل بعيد عن الأضواء ودائرة الفعل السياسي حتى حلول العام 2010م، عندما ظهر مرشحا للبرلمان في إحدى الدوائر الجغرافية بالعاصمة.
لكنه لم يخض الغمار الانتخابي بسبب الانسحاب المفاجئ لحزبه من العملية الانتخابية قبل انطلاقتها بأيام بعد أن تيقن بأن حزب المؤتمر الوطني بقيادة البشير سيقوم بتزوير نتائجها كما درج على ذلك منذ صعوده للسلطة بانقلاب عسكري عام 1989م.
ومنذ ذلك الحين برز صلاح مناع بقوة في المشهد السياسي السوداني حتى وصل في عام 2013 درجة مساعد لرئيس حزب الأمة القومي.
ويقول عنه زميله في حزب الأمة القومي، عروة الصادق الذي تحدث لـ"العين الإخبارية" إن مناع شخص جريء وشجاع وصاحب مواقف قوية ولا يخشى أي شي، وهو كان من القلائل الذين يوجهون النصح لزعيم الحزب الصادق المهدي.
وأضاف: "صلاح لديه معلومات واسعة حول رؤوس أموال النظام البائد وتعاقداته خاصة في مجال البترول بفضل عمله في شركات كبرى بالصين، الشي الذي مكنه من خلال لجنة التفكيك من ضرب العمق الاقتصادي للجماعة المعزولة، وتحولت شركات كبرى وواجهات من تغذية الإخوان إلى خزينة الدولة، مما جعله عرضة للحملة الشعواء".
وعمل "صلاح مناع" رئيسا لمجلس إدارة شركة سوان العالمية بالصين، ورئيسا لمجلس إدارة شركة ألفا العالمية بإندونيسيا، ورئيسا لمجلس إدارة شركة ألفا العالمية في مقاطعة شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية، هذا إلى جانب كونه كان مالكاً ورئيساً لمجلس إدارة شركة أخرى كبيرة.
وأضاف عروة الصادق أن "أهمية صلاح مناع في لجنة إزالة التمكين وتفكيك نظام البشير، تكمن في إلمامه بتفاصيل دقيقة حول أنشطة الإخوان الاقتصادية وقدرته على المصادمة، فنحن كشباب ثائر، نرى بأن تحركاته تمثل تطلعاتنا تماما".
وسقط في طائلة لجنة التفكيك المستثمريين السريين للحركة الإسلامية السياسية عبدالباسط حمزة والحاج عطا المنان، وعدد من الشركات والعقارات الاستثمارية، وهو ما شكل ضربة قاضية للتنظيم الإرهابي.
وليس ببعيد من عروة الصادق، يرى المحلل السياسي ماهر أبوالجوخ أن مناع يملك معلومات ولديه ذكاء خارق في توظيفها لصالح مساعي استرداد الأموال التي نهبها رموز الحركة الإسلامية السياسية، مما جعله هدفا لفلول الإخوان البائد.
وقال أبوالجوخ، خلال حديثه لـ"العين الإخبارية"، إن "الإخوان دائما يخافون من الأشخاص الذين يمتلكون عنهم وعن أنشطتهم معلومات، لذلك اعتبروا صلاح مناع عدو لهم وقادوا حملة ضده، لكنهم لن يفلحوا في مسعاهم، فقد انضرب عمقهم الاقتصادي والسياسي".
ورغم المدة الزمنية القصيرة لبروزه في المشهد السياسي، الإ أن مناع استطاع أن يحجز مرتبة متقدمة في حزب الأمة القومي، فعينه الإمام الصادق المهدي مساعدا له وبعث به ممثلا للحزب في المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير".
وكان له إسهامات مقدرة في بناء تكتلات مناهضة لنظام الإخوان البائد الشي الذي حرمه من العودة إلى داخل السودان وظل متنقلا في منفاه بين الصين وأمريكا وعدد من البلدان.
شارك مناع في صياغة مشروع "الفجر الجديد" وهو ثاني ميثاق يدعو لإسقاط نظام الإخوان وقتها عقب التجمع الوطني الديمقراطي، والذي جرى توقيعه في العاصمة الأوغندية كمبالا عام 2012م بين قوى سياسية مدنية وحركات كفاح مسلح.
وامتدت إسهامات مناع، إلى تكوين تحالف "نداء السودان" الذي ما يزال قائما، وهو يضم في طياته حركات مسلحة وقوى سياسية ومنظمات مجمع مدني، إذ قاد أنشطة أرهقت نظام نظام الإخوان المعزول سياسيا.
وبحسب القيادي في حزب الأمة القومي عروة الصادق، فإن مناع، شكل حلقة الوصل بين حزبه وحركات الكفاح المسلح وتمكن من بناء علاقات وطيدة قادت إلى تكوين تحالفات للعمل النضالي المشترك ضد جماعة الإخوان الإرهابية.