بالصور.. الذكرى الـ5 لـ"الحوت".. تأبين استثنائي لفنان الشباب السوداني
عشاق فنان الشباب السوداني محمود عبدالعزيز، الشهير بـ"الحوت"، توافدوا بالمئات لإحياء ذكرى رحيله.. ماذا فعلوا؟
"جمهوري سيزداد، وسيحبني الناس عقب موتي".. مقولة أطلقها فنان الشباب السوداني محمود عبدالعزيز، الشهير بـ"الحوت"، قبل رحيله، ولم تخب توقعاته، فمنذ وفاته قبل 5 أعوام ظل جمهوره ومعجبوه يتنامون بشكل مطرد، ويحرصون على إقامة تأبين سنوي يشارك فيه الآلاف، لدرجة تجعل سعة استادات كرة القدم تضيق بهم.
وفي مشهد يتكرر يوم 17 يناير/كانون الثاني من كل عام عقب رحيل "الحوت"، امتلأت جنبات استاد الخرطوم الدولي ليل الأربعاء؛ لإحياء الذكرى الخامسة لوفاة الفنان محمود عبدالعزيز، وسط حالة من الصراخ الهستيري.
ورددت جماهير الفنان الراحل محمود عبدالعزيز، الذين يطلقون على أنفسهم "الحواتة"، كناية عن محبوبهم الحوت، أغنياته التي يحفظونها بدقة متناهية مع فرقة موسيقية تم إحضارها خصيصاً لهذا الغرض، بينما زينوا ساحة الاحتفال بحركة "عبدالعزيز" التي تقضي برفع اليدين متخالفتين على هيئة "مقص" وهي ترمز للصمود الذي تغنى له بـ"أبقوا الصمود".
ولا يطيب لـ"الحواتة" سماع أغنيات الحوت بصوت فنان آخر لا سيما في يوم إحياء ذكراه، الأمر الذي يتوجب إحضار فرقة موسيقية لتعزف مقطوعات أغنيات محمود عبدالعزيز ويردد خلفها الجمهور.
وسطع نجم الفنان محمود عبدالعزيز الذي رحل في العام 2012م، آواخر ثمانينيات القرن الماضي بعد أن اختار لنفسه طريقاً متفرداً عن فناني جيله، بأن ينتج ويتغنى بأغنياته دون أغاني الآخرين في بادئ الأمر، قبل أن يبدع لاحقاً في ترديد أغنيات قدامى الفنانين في السودان.
وأنتج محمود عبدالعزيز أكثر من 100 أغنية خلال فترة وجيزة، ولا يخلو منزل سوداني من وجود معجبين "حواتة" يرددون أغنياته. وينطبق الشيء نفسه على المركبات العامة والمقاهي التي يندر أن تجدها غير صادعة بـ"أبقوا الصمود"، "قائد الأسطول"، "الأهيف"، "ناعس الأجفان" كأجمل أغنيات الفنان الراحل.
تلك الإبداعات خلقت لمحمود قاعدة جماهيرية، ومعجبين أبدعوا بدورهم في إطلاق الألقاب عليه، فيسمونه بـ"حوتة – الحوت – الجان – سيدا – قائد الأسطول"، ومن ثم "الفنان الإنسان"؛ لدوره الإنساني الذي كان يقوم به تجاه فئات المجتمع السوداني المختلفة.
ومنذ رحيله تشكلت مجموعتا "أقمار الضواحي"، و"محمود في القلب" لتتولى عملية الترتيب وقيام الذكرى السنوية، التي تتم بحضور والدته الحاجة فايزة محمد طاهر، وابنيه حاتم وحنين، وبمشاركة أحد القيادات الرسمية بالدولة في أغلب الأحيان.
ويرى الصحفي المتخصص في الشؤون الفنية عبدالرحمن جبر، أن الطريق المتفرد الذي سلكه محمود عبدالعزيز وصوته المتميز وإنسانيته كانوا سبباً في حصوله على العدد الكبير من المعجبين دون أبناء جيله من الفنانين.
وقال جبر لـ"بوابة العين" الإخبارية إن الحوت استطاع تحطيم كل النظريات والحقائق السائدة لدى المجتمع الفني، وشدد على أن محمود كان الفنان الإنسان بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وتستحق ذكراه العطرة الإحياء والتجسيد، لافتاً إلى أن الآلاف الذين يتجمعون كل عام لتأبينه لا يوفونه حقه.
أما بالنسبة لعضو اللجنة المنظمة للتأبين، محمد بابكر فإن التأبين السنوي يأتي كتنفيذ لرغبة جماهير الفنان الإنسان؛ لمعانقة أغنياته حتى لا تُنسى.
وشدد بابكر في تعليق لـ"بوابة العين" الإخبارية، على أن محمود الذي وهب شبابه لخدمة مجتمعه، لن يكون كثيرا عليه إقامة ليلة من كل عام، "وهي لا تكفي ما كان يقوم به من عمل إنساني، حيث ينظم الحفلات الخيرية لمساعدة الأيتام والأرامل، وتوفير الوجبات لطلبة العلم".