حملة في السودان يقودها المعلمون تضغط لوقف الحرب
أطلقت لجنة المعلمين السودانيين، حملة على وسائل التواصل الاجتماعي من أجل الضغط لإيقاف الحرب المستعرة في البلاد.
وتهدف الحملة لإبراز الوجه القبيح للحرب، وتأثيراتها على التعليم في البلاد، وتدعو لإيقافها.
كما تركز الحملة على إظهار الأصوات الرافضين للحرب، ومقارعة الأصوات الداعية لاستمرار القتال.
وتخاطب الحملة أيضا المجتمع الدولي والإقليمي والجهات التي تعمل على إيقاف الحرب، للتأكيد على أن الشعب السوداني يصطف لإيقاف الحرب ويطالب بالسلام.
ولاقت الحملة تفاعلا واسعا من قوى السياسية ذات ثقل في الساحة السودانية وكيانات نقابية ومهنية وازنة وشخصيات عامة.
ومن أبرز القوى السياسية الدعم للمبادرة، أحزاب الأمة القومي، التجمع الاتحادي، البعث العربي الاشتراكي، الحركة الشعبية/ التيار الثوري الديمقراطي، مؤتمر البجا المعارض، الاتحادي الموحد، وتيار الوسط للتغيير، ونقابات الصحفيين، والمهندسين، والأطباء، والجبهة الديمقراطية للمحامين.
وتأتي حملة لجنة المعلمين السودانيين، بعد أيام من إعلان وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، دعوة الجيش وقوات "الدعم السريع" إلى مفاوضات جديدة في 14 أغسطس/ آب المقبل في سويسرا.
وقال المتحدث الرسمي باسم لجنة المعلمين السودانيين، سامي الباقر إن "التجاوب الواسع الذي وجدته هذه الحملة يؤكد أن هذه هي رغبة الشعب السوداني ولن يستطيع أحد أن يذهب في أي اتجاه دون رغبة الشعب السوداني، والآن كل المزاج العام والرغبة الأكيدة من كل قطاعات الشعب السوداني هي إيقاف هذه الحرب".
وأضاف، "الحرب دمرت حاضر الشعب السوداني، واستمرارها أكثر يدمر مستقبله".
بالنسبة إلى الكاتب والمحلل السياسي، محمد لطيف، فإن حوالي 6 آلاف مدرسة تحولت إلى مأوى مؤقت للنازحين بسبب الحرب في السودان.
وأوضح لطيف في حديثه لـ"العين الإخبارية"، إن الحملة تدعو لإيقاف الحرب ليعود المواطنين إلى مساكنهم وحياتهم الطبيعية وتأهيل المدارس."
وأضاف، "هناك مدارس مُحتلة من قبل طرفي الصراع، جعلوها منصات إطلاق القذائف وانطلاق للعمليات الحربية، وتعرضت الكثير من المدارس للقصف المباشر من الطرفين."
وتابع، حوالي 350 ألف معلم لم يتقاضوا رواتبهم الشهرية لأكثر من 16 شهرا، عدا بعض الولايات الآمنة."
من جهته يقول الكاتب والمحلل السياسي، محمد الأسباط، إن حملة المعلمين السودانيين تعتبر جزءا من حراك المجتمع المدني للتنبيه بخطورة الحرب والمآلات التي تنتظر السودانيين والمآسي التي يعانونها حاليا، وهي أيضا جهد يأتي ضمن سلسلة من الجهود لإيقاف الحرب.
وأضاف الأسباط في حديثه لـ"العين الإخبارية"، "تأتي حملة المعلمين بزخم أكبر إذ التحقت بها منظمات مجتمع مدني مهمة مثل نقابة الصحفيين والأطباء ومنظمات مدنية مختلفة، بالإضافة إلى الأحزاب السياسية."
وتابع، "من المتوقع على أقل تقدير ان تسلط المبادرة الضوء على أهوال الحرب والمعاناة التي يعيشها السودانيين، بالتالي تفتح نافذة لإيقاف الحرب في السودان."
وتقول الأمم المتحدة، إن السودان الذي كان، حتى قبل الحرب، أحد أفقر بلدان العالم، يشهد "واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم، وهو مرشح لأن يشهد قريبا أسوأ أزمة جوع في العالم".
ويعاني 18 مليون سوداني، من بين إجمالي السكان البالغ عددهم 48 مليونا، من نقص حاد في الغذاء.
وبات مئات الآلاف من النساء والأطفال معرضين للموت جوعا، في أزمات يشعر العاملون في المجال الإغاثي بالعجز حيالها بسبب رفض منحهم تأشيرات دخول وفرض رسوم جمركية باهظة على المواد الغذائية، إضافة إلى نهب المخازن وصعوبة الوصول إلى العالقين قرب جبهات القتال.
وانهار النظام الصحي بشكل شبه كامل في السودان. وتقدّر الخرطوم الخسائر في هذا القطاع بقرابة 11 مليار دولار.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني و"الدعم السريع" حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.
aXA6IDE4LjIyMi43OC42NSA= جزيرة ام اند امز