عيد تأسيس الجيش الـ69.. السودان بين ميدان ملتهب وحلول غائبة
على أنغام أصوات المدفعية والضربات الجوية المكثفة والانفجارات القوية، ووسط ميدان ملتهب، يحتفي الجيش السوداني بعيد تأسيسه الـ69.
احتفال يأتي هذا العام بنكهة المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، التي اندلعت في 15 أبريل/نيسان الماضي، ولا تزال سيد الموقف في ثالث أكبر بلد أفريقي من حيث المساحة، بعد أن رفع طرفا الأزمة شعار التصعيد العسكري طريقاً لحل الأزمة.
وبمناسبة العيد الـ69 جدد رئيس مجلس السيادة في السودان عبدالفتاح البرهان التأكيد على بذل الجهود في سبيل أمن واستقرار وكرامة البلد الأفريقي، متهماً قوات الدعم السريع بـ"ارتكاب جرائم حرب"، منذ اندلاع الأزمة في 15 أبريل/نيسان الماضي.
وتأسست أول نواة للجيش السوداني عام 1925، إبان فترة الاحتلال البريطاني لمصر والسودان، فيما كان يُعرف آنذاك بـ"قوة دفاع السودان" التي تكونت من عدد من الجنود السودانيين تحت إمرة الجيش البريطاني.
إلا أنه في أغسطس/آب 1954 أصبح اللواء أحمد محمد أول قائد سوداني للجيش الحديث لبلاده، وعندما نال السودان استقلاله في عام 1956 كون جيشاً وطنياً جديداً بفرقه كافة، ابتداء بفرقة للمشاة، ثم تأسست القوات البحرية والجوية.
تعهدات واتهامات
وفي كلمته، قال البرهان إن "بلاده تواجه أكبر مؤامرة في تاريخها الحديث تستهدف كيانها وهويتها ومصير شعبها"، متهماً قوات الدعم السريع بـ"التضليل وتزييف الحقائق".
وشدد على أن "القوات المسلحة ستظل كعهدها على مدى تاريخها، الذي يقترب من المئة عام، قوات محترفة تقف مع خيارات شعبنا العظيم وحقه المشروع في دولة القانون والديمقراطية والمؤسسات".
وتعهد رئيس مجلس السيادة بـ"دولة الحرية والسلام والعدالة بعد توافق يتم فيه تفادي كل تجاوزات وأخطاء ما قبل 15 أبريل/نيسان الماضي، لنصل إلى صيغة سياسية محكمة وعادلة ومقبولة لدى شعبنا، تصل بالبلاد إلى محطة الانتخابات التي يختار فيها من يحكمه بجدارة واستحقاق".
وجدد تأكيده على مواصلة "القوات المسلحة، أداء واجبها الوطني في حماية الأرض والعرض، ومواصلة مسيرة التحديث والتطوير، جيشاً واحداً موحداً خالياً من أي تشوهات تهدد الأمن الوطني السوداني مستقبلاً".
وفيما تعهد البرهان بالاحتفال "قريباً جداً بالنصر المؤزر". وجه الشكر إلى دول الجوار وأصدقاء السودان الذين يسعون لإعادة الأمن والاستقرار إلى بلاده.
وقدمت عدة بلدان مبادرات لإعادة السودان إلى المسار الديمقراطي، بينها إثيوبيا ومصر، والسعودية والولايات المتحدة، إلا أنها جميعاً لم تصل إلى هدفها المنشود، وإن كان بعضها قوبل بترحيب من طرفي الأزمة.
واندلعت يوم الإثنين معارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق مختلفة من الخرطوم وفي إقليم دارفور، بحسب شهود عيان، أكدوا سماع دوي "ضربات جوية مكثفة وانفجارات قوية" في العاصمة.
وفي جنوب دارفور، استيقظ السكان مجدداً "على أصوات المدفعية وواصلوا الفرار من المدينة" التي تتعرض لهجوم من قوات الدعم السريع، كما أفاد شهود لوكالة فرانس برس.
لكن ماذا نعرف عن قدرات الجيش السوداني؟
قبل اندلاع الأزمة الحالية، نشر موقع "غلوبال فاير باور" المختص بالشؤون العسكرية إحصائية عام 2023، قال فيها، إن الجيش السوداني يحتل المرتبة الـ75 عالميا في قائمة أقوى جيوش العالم.
ووفقاً لإحصائية "غلوبال فاير" الأحدث، فإن عدد أفراد الجيش السوداني وصل إلى 100 ألف جندي فاعل، إضافة إلى 50 ألف جندي في قوات الاحتياط.
ويمتلك الجيش السوداني 191 طائرة حربية متنوعة، بينها 45 مقاتلة، و37 طائرة هجومية، و25 طائرة شحن عسكري، إضافة إلى 12 طائرة تدريب، و72 مروحية عسكرية منها 43 مروحية هجومية.
كما يمتلك الجيش السوداني 170 دبابة ونحو سبعة آلاف مركبة عسكرية مدرعة و289 مدفع مقطور و20 مدفع ذاتي الحركة و40 راجمة صواريخ وأسطولا بحريا مكونا من 18 وحدة.
aXA6IDE4LjIyNy4wLjU3IA== جزيرة ام اند امز