مقتل والي غرب دارفور.. رواية لـ"الدعم السريع" تتعقب اتهام الجيش السوداني
رغم مرور أيام على مقتل والي غرب دارفور، فإن الحادث الذي أثار اتهامات متبادلة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ما زال يتفاعل.
فالجيش السوداني الذي اتهم قوات الدعم السريع قبل أيام باختطاف واغتيال والي غرب دارفور، خميس عبد الله أبكر، على الرغم من أنه "لا علاقة له بمجريات الصراع" الدائر منذ شهرين بين الطرفين، دفع الأخيرة إلى الرد بتسجيل صوتي نفت فيه تلك الاتهامات، وأوضحت فيه بعض ما قالت إنها "حقائق".
رواية الدعم السريع
وقال قائد قطاع الدعم السريع غرب دارفور اللواء عبدالرحمن جمعة بارك الله، في المقطع الذي بثته قوات الدعم السريع، عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إنه "بعد المعارك (التي نشبت في الجنينة، فر (أبكر) هاربا تجاه الاحتياطي المركزي، وناس (عناصر) الاحتياطي اتصلوا بي، وأخبروني أن الوالي يجلس في العربية، ولو تعرفوا عليه سوف يقتلوه، وفعلا في ناس عرفت بالأمر".
قائد قطاع الدعم السريع أضاف: "عندما قابلت والي غرب دارفور، قال لي يا عبدالرحمن، أنا أرسلت لك داير (أريد) أن تنجدني وتحفظني، في هذه الولاية لا يوجد زول (شخص) يحفظني غيرك، أنا ثقتي فيك كبيرة، وأراد الرحيل إلى تشاد، قلت له سوف أجعلك تعبر إلى تشاد سالما غانما، ثم أخذته في العربية (السيارة)".
وتابع: "عندما شافوه (رأوه) معي في العربية، طاردوني بأكثر من 50 عربية، وأنا حاولت الفرار به لتهريبه، لكن لم أستطع، فرجعت إلى القطاع وأدخلته المكتب، لكن تم حصاري من قبل المتفلتين، من قبل عدد كبير لا يحصى ولا يُعد".
وأردف "المطاردون قتلوا اثنين من حراستي، وخرج الوضع عن السيطرة، فطلبت من ناس أثق بهم إحضار سيارة عادية لإخراج أبكر بعيدا عن سيارات الأمن؛ لأنني لو خرجت بعربيتي سيعرفونني، والوالي طلب جهازا للاتصال مع ناسه".
وأضاف: "بعد أن خرجوا به، كانوا يسيرون بشكل كويس (جيد)، ومروا على الكمين الأول والثاني والثالث، لكن تم تثبيت العربية بالتكييف، وفتحوا العربية وأخذوه، ولم أر أي شخص بعيني قتله، وإلى هنا تنتهي معلومتي حول موضوع الوالي".
"أنا أمرت بتشكيل لجنة تحقيق، لكن مع من سأحقق؟ مع كم ألف، أنا لم أر أي شخص بعيني قتله، أنا فقط سلمته بنفسي للسيارة وذهب، وكل ما حصل بعد ذلك كان بعيدا عني، فمع من أحقق؟، 50 ألفا أو 100 ألف شخص؟"، يقول قائد قطاع الدعم السريع.
وتابع: "أنا جاهز لأي مساءلة، الفبركة كثيرة وخاصة وسائل الإعلام، وأي زول عنده إثبات أنا جاهز لمجلس التحقيق، إذا وجدوا إدانة يشنقوني اليوم قبل الغد، وإذا لم يجدوا يشوفوا من المتسبب بالمشكلة".
أحداث سابقة
إلا أن مقتل والي غرب دارفور سبقته بعض الأحداث، بحسب قائد قطاع الدعم السريع الذي قال: "ناشدت لجنة الأمن لعقد اجتماع حول الجنينة، لوضعيتها الخاصة، فهي تضم 41 قبيلة، وبلد حدودية.. قلنا نتعامل بعقلانية كبيرة جدا مع الأوضاع هناك، لكن استخبارات الجيش خاصة العميد وليد، عملوا على تسليح العرب من أجل إحداث الفتنة بين الناس".
وأوضح قائد قطاع الدعم السريع: "لكن نحن تدخلنا لمنع هذه الفتنة بن العرب، وعندما شاف (رأى) موضوعه فشل، قام بتسليح 1500 فرد من قبيلة المساليت، وألف آخرين، وهذا موجود بإثبات".
وتابع: "بعد ذلك، نفذ مسلحو الجيش اعتداءات على العرب، وقتلوا منهم 14، وكنا نجتمع في لجنة الأمن لحل المشكلة؛ لكن كل يوم كانت المشكلة تزيد، لغاية ما انفجرت المشكلة بين العرب والمساليت، وباتت قبلية".
ويقول العسكري المنتمي لقوات الدعم السريع: "اجتهدنا أن نعمل هدنة، لكن الوضع لم يسمح؛ لأن المساليت تسلحوا وكسروا مخازن الشرطة وجهاز الأمن، وقتلوا مدير شرطة غرب دارفور، والناس تسلحت وتمردت، واعتدوا على العرب، كانت حربا عنيفة".
وأضاف: "أنا كقائد للدعم السريع، قوات الدعم السريع لم تتدخل أو تشارك بأي شكل في حرب الصراع القبلي، بل كنا ندعو لوقف العدائيات، لكن لم نستطع السيطرة عليها".
لكن ماذا قال الجيش السوداني؟
في بيان صدر قبل أيام، اتهم الجيش السوداني، قوات الدعم السريع باختطاف واغتيال والي غرب دارفور، مضيفة أنها تستهجن "بأشد عبارات الاستهجان التصرف الغادر الذي قامت به ميليشيا الدعم السريع المتمردة، باختطاف واغتيال والي ولاية غرب دارفور خميس عبد الله أبكر"، على الرغم من أنه "لا علاقة له بمجريات الصراع" الدائر منذ شهرين بين الطرفين.
وكان أبكر أحد زعماء حركات التمرد الموقعة على اتفاق جوبا للسلام مع الحكومة عام 2020، سعيا إلى وضع حد للنزاع في الإقليم امتد زهاء عقدين.
مقتل أبكر جاء بعد ساعات من تصريحات أدلى بها لقناة "الحدث" التلفزيونية، واتهم فيها قوات الدعم السريع بـ"تدمير" مدينة الجنينة، قائلا خلال اتصال هاتفي وأزيز الرصاص يسمع قربه: "الآن أنا أتكلم معكم والهجوم مستمر"، متهما قوات الدعم بإطلاق قذائف "على رؤوس المواطنين" في الجنينة حيث كان موجودا.