السودان 2020.. عام الخروج من قائمة الإرهاب
وسط جملة من الصعاب عاشها السودان في 2020، حل القرار الأمريكي الخاص بحذفه من قائمة الإرهاب ليضمد جراح هذا البلد.
ومع اقتراب 2020 من إسدال ستاره على أيام حُبلى بأحداث مثقلة فاقمها فيروس كورونا، شهد العام نفسه انفراجة بإزالة اسم السودان من اللائحة الأمريكية السوداء.
وبدأت رحلة السودان للتخلص من القائمة السوداء، فور عزل نظام الإخوان الإرهابي بثورة شعبية ملهمة في 6 أبريل/نيسان 2019، عندها عدلت الولايات المتحدة موقفها تجاه الخرطوم وأصبحت تتعاطى معها بشكل إيجابي، وصولا لتحسن العلاقات الثنائية.
وبعد محادثات سرية وعلنية بين الخرطوم وواشنطن، زف الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترمب في أكتوبر/تشرين الأول الماضي البشرى للسودانيين، بأنه قرر حذف اسم بلادهم من قائمة الدول الراعية للإرهاب، بعد توصل الحكومة الانتقالية لتسوية مع عائلات ضحايا سفارتي بلاده بنيروبي ودار السلام.
وقضت التسوية بأن تدفع حكومة الخرطوم لهذه العائلات مبلغ 335 مليون دولار، على أن يتم إيداع المبلغ في حساب محايد لحين صدور قانون "الحصانات السيادية" من الكونجرس والذي يمنع ملاحقة السودان بقضايا إرهاب سابقة مستقبلا.
ومنتصف الشهر الجاري أكدت الإدارة الأمريكية خروج السودان رسميا من قائمتها للدول الراعية للإرهاب بعد انقضاء فترة إخطار الكونجرس بقرار رفع السودان من قائمة الإرهاب البالغة 45 يوما.
وبحسب مراقبين، فإن خروج السودان من قائمة الإرهاب المدرج بها منذ العام 1993، يمثل أهم الإشراقات للعام 2020، لكونه سينهي العزلة الدولية للبلاد ويعيدها للبيت العالمي من واقع الفوائد التي يتيحها القرار الأمريكي.
وتكتسب مغادرة السودان لقائمة الإرهاب أهميتها من واقع الأضرار الجسيمة التي تركتها في البلاد خلال 27 عاما ماضية، إذ بلغت الخسائر المادية للخرطوم من هذا الحظر 400 مليار دولار، وفق إحصائية حكومية.
وقد تسببت القائمة التي أتت بفضل الممارسات الإرهابية لنظام الإخوان البائد، في عزلة اقتصادية وسياسية كبيرة؛ إذ أوقفت التعاملات المصرفية، وحرمت البلاد من برامج التمويل التنموي وإعفاء الديون، لكن هذه الأمور أوشكت على العودة.
رئيس تحرير صحيفة السوداني عطاف محمد مختار اعتبر أن رفع اسم بلاده من قائمة الإرهاب الذي توج العام 2020، يعد انتصارا جديدا لثورة ديسمبر وما تخللها من تضحيات، وتتويجا لكفاح الشعب مع هذه اللائحة التي كبلت السودان لمدة 27 عاما.
وشدد على أن قرار رفع السودان من قائمة الإرهاب سيشكل فتحا جديدا للبلاد، شريطة أن تحسن الحكومة الانتقالية وحاضنتها السياسية التعامل معه وتوظفه بالصورة المثلى، لكونه يتيح فرصا سياسية واقتصادية واستثمارية كفيلة بوقف التدهور المعيشي.
وعلى ذات المنحى، يؤكد المحلل السياسي، عمر شعبان، أن قرار رفع السودان من قائمة الإرهاب الأمريكية شكل بداية حقيقية لعودة الخرطوم للمنظومة الدولية سياسيا واقتصاديا.
وقال شعبان إن "الخطوة تمثل إنجازا كبيرا لحكومة الفترة الانتقالية بعد تحقيق السلام، وأسهمت في إنعاش آمال السودانيين الذين عانوا نوعا من الإحباط نتيجة تدهور الأوضاع المعيشية".
وأضاف: "شطب السودان من قائمة الإرهاب يعتبر ضربة قوية لفلول نظام الإخوان البائد وقوى الثورة المضادة الذين كانوا يعولون على استمرار العقوبات على البلاد وأن تستمر عزلتها لضمان عدم تحسن الأوضاع المعيشية حتى يتمكنوا من الانقضاض على السلطة مجددا".
ولفت إلى أن "القرار جاء متأخرا بعد عام ونصف من التغيير في وقت كنا نترقبه فور عزل البشير، لكن ما تم اليوم يؤكد اعتراف الإدارة الأمريكية بسلمية الشعب السوداني وأنه ظل على الدوام نابذا للعنف والإرهاب، ويحتكم للقانون في كل تصرفاته".
aXA6IDUyLjE0LjE2Ni4yMjQg
جزيرة ام اند امز