«قتل جماعي وعنف عرقي».. دعوات للتحقيق في انتهاكات خطيرة بالسودان
عنف بدوافع عرقية، وخطاب عنصري يحض على الكراهية، وعمليات قتل جماعي، كلها جرائم رصد الاتحاد الأفريقي اتساع نطاقها في السودان.
وفي وقت حذر الاتحاد الأفريقي من وصول تلك الجرائم إلى مستويات لا تُطاق، ارتفعت وتيرة العنف والقتال في السودان، ومعدلات النزوح خصوصا في ولايتي الجزيرة في الوسط، ودارفور في الغرب.
وأفادت مصادر عسكرية لـ "العين الإخبارية"، باندلاع مواجهات عسكرية عنيفة في الولايتين، لافتة إلى أنها احتدمت في قرى وبلدات شرق ولاية الجزيرة وسط السودان، ما أدى إلى نزوح الآلاف هربا من القتال والعنف.
وأبلغ شهود عيان "العين الإخبارية"، بأن مدن حلفا الجديدة، والفاو، والقضارف وكسلا وبورتسودان، وشندي وعطبرة، استقبلت آلاف النازحين الفارين من القتال شرقي ولاية الجزيرة.
وقال المتحدث الرسمي باسم مؤتمر الجزيرة (كيان مدني)، هيثم الشرق، لـ "العين الإخبارية"، إن عدد القرى المُهجرّة كليا بلغ 400 قرية، فيما بلغ عدد القرى المُهجرّة جزئيا 115 قرية من جملة 515 قرية بمحلية شرق ولاية الجزيرة.
محور دارفور
وأفادت مصادر عسكرية لـ "العين الإخبارية"، باندلاع مواجهات عسكرية جديدة بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان.
وحسب المصادر، فإن قوات "الدعم السريع"، تقدمت عبر عدد من المحاور العسكرية، بهدف التوغل إلى عمق المدينة، والسيطرة على مقر الفرقة السادسة مشاة.
وتسعى قوات "الدعم السريع" للحسم في الفاشر كونها آخر المدن في إقليم دارفور غير الخاضعة لها، بعد أن سيطرت منذ أواخر العام الماضي على ولايات جنوب ووسط وغرب وشرق دارفور.
وطبقا للمصادر العسكرية، فإن الطيران الحربي التابع للجيش السوداني، نفذ غارة جوية على مدينة "كباكية" بولاية شمال دارفور، ما أدى إلى وقوع إصابات وتدمير كلي وجزئي للمنازل.
من جانبها، طالبت منظمة مناصرة ضحايا دارفور، المجتمع الدولي بفرض حظر للطيران بإقليم دارفور.
وأكدت المنظمة في بيان، أن الطيران الحربي التابع للجيش السوداني، قصف مدينة كباكية، وأعلنت إجراء تحقيق شامل وإصدار تقرير مفصل حول الحادثة.
وأضافت: "يشير هذا التصعيد المستمر إلى سياسة ممنهجة من قبل الجيش السوداني لاستخدام القوة العسكرية ضد المدنيين، وهو ما يطرح تساؤلات جدية حول مسؤولية القادة العسكريين والسياسيين عن هذه الجرائم".
الاتحاد الأفريقي على الخط
في غضون ذلك، دعا مسؤول في الاتحاد الأفريقي إلى التحقيق في جميع الانتهاكات المزعومة لحقوق الإنسان وملاحقة المسؤولين عنها من خلال عمليات عادلة ونزيهة لإنهاء دائرة العنف في السودان.
وأكد المبعوث الخاص للاتحاد الأفريقي لمنع الإبادة الجماعية، أداما دينغ، التزام الاتحاد الأفريقي الثابت بالسلام والاستقرار وحماية حقوق الإنسان في جميع أنحاء السودان.
وأعرب المسؤول الأفريقي، في بيان له، عن قلقه العميق إزاء تصاعد العنف والخسارة المأساوية للأرواح في مختلف أنحاء السودان، وخاصة العنف المستمر في ولاية الجزيرة ومنطقة الدمازين، في الجنوب.
ولفت إلى ظهور تقارير عن جرائم خطيرة، بما في ذلك عمليات القتل الجماعي والإعدام بإجراءات موجزة والاعتداء الجنسي والاختطاف والتعذيب والنهب، وحذر أداما من "خطاب الكراهية والكراهية العنصرية والتحريض على العنف بدوافع عرقية"، لافتا إلى أن تلك الجرائم وصلت إلى "مستويات لا تطاق".
وتتصاعد الدعوات الأممية والدولية لإنهاء الحرب في السودان، بما يجنب البلاد كارثة إنسانية.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني و "الدعم السريع" حربا خلّفت نحو 20 ألف قتيل وأكثر من 14 مليون نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.
aXA6IDE4LjExNi41Mi40MyA= جزيرة ام اند امز