خبراء لـ«العين الإخبارية»: حرب السودان أمام كل الاحتمالات
كل الاحتمالات باتت مطروحة، بدءا من السلام حتى التقسيم، هذا ما رآه خبراء استطلعت "العين الإخبارية" آراءهم بعد إعلان الجيش السوداني السيطرة على مدينة "ود مدني".
استعاد الجيش السوداني، أمس، عاصمة ولاية الجزيرة بوسط السودان بعد عبور قواته وحلفائه جسر "حنتوب" شرقي مدينة "ود مدني"، الذي استخدمته قوات "الدعم السريع" لدخول المدينة، قبل أن تخضع معظم مناطق ولاية الجزيرة لسيطرتها.
وأقر قائد قوات "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو "حميدتي"، مساء أمس السبت، بخسارة قواته "ود مدني"، ووجه بإعادة تنظيم الصفوف.
وقال حميدتي، في تسجيل صوتي، بثه حساب "الدعم السريع" على تطبيق "تليغرام"، إن المطلوب من قواته "إعادة تنظيم صفوفها ومراجعة نفسها"، مضيفا أنهم خسروا جولة وليس المعركة.
وأكد حميدتي أن "قوات الدعم السريع ظلت تقاتل 21 شهرا وعلى استعداد للقتال 21 عاما".
التوازن العسكري والمعنوي
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي محمد لطيف إن "دخول الجيش السوداني إلى ود مدني حقق اختراقا كبيرا، وله تأثيره المباشر على مسرح العمليات العسكرية وعلى السيطرة والانتشار لكل طرف".
وأوضح لطيف، لـ"العين الإخبارية"، أن "دخول ود مدني أعاد التوازن المعنوي وإلى حد كبير العسكري، وربما يجعل الجيش أكثر استعدادا للنظر في إمكانية التفاوض مع الطرف الآخر".
وأضاف أنه "لفترة طويلة كان يبدو أن المانع من الانخراط في المفاوضات هو تراجع الجيش ميدانيا، لكن الآن مع دخول ود مدني كسب إضافة نوعية في موقفه العسكري والمعنوي، وهذا ما يجعله يفكر في العودة إلى التفاوض".
لكنه لم يستبعد أيضا أن يقود دخول الجيش إلى ود مدني إلى نتيجة مختلفة، فقد يفتح شهيته لمزيد من العمليات العسكرية وهذا يعني استمرار الحرب.
وقال إن "سيطرة الجيش على مدني قد تعقبها انسحابات متبادلة، حيث يتمركز الدعم السريع في الغرب، والجيش في الوسط والشرق، وخطورة ذلك إذا حصل سيفتح الباب أمام التقسيم ويُكرّس له".
تنفيذ الخطة (ب)
من جهته، قال مستشار رئيس الوزراء السابق فائز الشيخ إن فقدان قوات الدعم السريع مدينة ود مدني "ضربة عسكرية موجعة بدأت بسنار وجبل مويا وتشتت قواتها بعد انتشارها في مساحات واسعة بلا غطاء جوي".
وأوضح الشيخ، لـ"العين الإخبارية"، أن "المؤسف أن الحرب لن تتوقف والسيناريو الأقرب هو تمدد الجيش والمليشيات الداعمة له شمالا حتى تطويق قواته الخرطوم، ومن هنا تبدأ الخطة (ب) بالعمل على تقسيم البلاد".
وفي السياق ذاته، قال الكاتب والمحلل السياسي أنور سليمان "أتوقع أن تحاول قوات الدعم السريع تشديد قبضتها في الخرطوم وأن تحاول استعادة ما فقدته في العاصمة، وأن تعزز وجودها في منطقة الجيلي حيث مصفاة النفط".
وأضاف سليمان، لـ"العين الإخبارية"، أنه "قد تكثف قوات الدعم السريع القصف على مناطق شمال أم درمان (كرري) وأن تضغط للاستيلاء على القاعدة الجوية، وتعمل على استعادة ما فقدته في وسط أم درمان، وتشد الخناق حول مقر القيادة العامة وسلاح المدرعات".
وتابع "خارج الخرطوم ستسعى قوات الدعم السريع لانتزاع مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، لتكمل سيطرتها على الإقليم الغربي كله، لكن مع الأسف أي انتصار إذا لم يصاحبه عمل سياسي لإحداث تسوية سياسية سلمية فسيكون مجرد حافز للمنتصر لتحقيق المزيد ودافع للطرف الآخر لتعويض خسارته، وسيتحول الأمر إلى معارك انتقامية وحرب لأجل الحرب في ذاتها".
aXA6IDMuMTM3LjE2NC4yMDAg جزيرة ام اند امز