أزمة السودان في يومها الـ99.. معارك عنيفة وحل سلمي مُنتظر
معارك مستمرة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" في العاصمة الخرطوم وعدة مدن أخرى، تشير إلى انسداد أفق الحوار وبوادر الحل السلمي.
وتوسعت رقعة المواجهات المسلحة بين الأطراف المتصارعة في مُدن العاصمة الخرطوم وولايتي شمال كُردفان وجنوب دارفور، بالأسلحة الثقيلة والخفيفة، أسفرت عن عدد من القتلى والجرحى.
وخلال الأيام الماضية، ازدادت وتيرة العنف بين الطرفين، وتسببت في ازدياد أعداد القتلى من المدنيين وتدمير هائل طال البنى التحتية في مناطق مختلفة من العاصمة الخرطوم، رغم دعوات التهدئة من قبل جهات دولية وإقليمية، تنشد الحل السلمي.
وأفاد شهود عيان لـ"العين الإخبارية" باندلاع مواجهات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، جنوبي وشرقي العاصمة الخرطوم، وغرب مدينة أم درمان، بالإضافة إلى قصف مدفعي للجيش استهدف معسكرات الدعم السريع في "المدينة الرياضية" و"أرض المعسكرات" بضاحية سوبا شرقي الخرطوم.
وطبقا للشهود، فإن الجيش السوداني نفذ طلعات جوية استهدفت قوات الدعم السريع، ما أدى إلى انهيار منازل في الأحياء السكنية.
وذكرت منصات إعلامية على موقع "فيسبوك" تتبع لتنسيقات "لجان المقاومة" أن قذائف مدفعية سقطت في حي مايو تسببت في وقوع إصابات وسط المواطنين، وتدمير عدد من المنازل.
وظلت أحياء "جنوب الحزام" والتي تضم "الأزهري" و"السلمة" و"عد حسين" ومربعات مايو المختلفة منذ بدء الحرب في منتصف أبريل/نيسان الماضي تتعرض لقصف مدفعي عنيف لقربها من أحد أكبر معسكرات قوات الدّعم السريع في المدينة الرياضية وقتل خلالها ما يقرب على الخمسين شخصا.
وحسب الشهود، فإن مدينة أم درمان، غربي العاصمة الخرطوم، شهدت أيضا اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة، مع تحليق للطيران الحربي.
كما أفاد شهود في الميدان لـ"العين الإخبارية"، أن مدينة بحري شمالي العاصمة الخرطوم، شهدت اشتباكات بالأسلحة الثقيلة في منطقة "الكدرو" ومحيط "جسر الحلفايا"، مع تصاعد ألسنة اللهب والدخان.
وخارج العاصمة الخرطوم تجدد القصف الجوي لليوم الثاني على التوالي في مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان، حيث قصفت الطائرات الحربية أهدافا تابعةً للدعم السريع جنوب المدينة وغربها، فيما ردت قوات الدعم السريع بقصف مدفعي استهدف مركز المدينة.
وكشف المدير الطبي لمستشفى الأبيض عبدالرحيم هارون، في تصريحات إعلامية، عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، إثر المعارك الميدانية بمدينة الأبيض، (مركز ولاية شمال كردفان) أمس الجمعة.
وفي نيالا مركز ولاية جنوب دارفور أفاد شهود عيان "العين الإخبارية" بأن قوات الدعم السريع قصفت قيادة الفرقة 16 التابعة للجيش السوداني، بمدافع "الكاتيوشا" وقذائف "الهاون".
شروط التفاوض
ومع اتساع دائرة العمليات الحربية، اشترط وزير الخارجية السوداني علي الصادق، مساء الجمعة، للقبول بهدنة جديدة مع قوات "الدعم السريع"، التزام الأخيرة بإخلاء المرافق العامة والخروج من بيوت المواطنين.
وقال الصادق إن "المعلومات التي يتم تداولها بشأن احتمالات التوصل إلى هدنة في مسار مفاوضات جدة (السعودية)، غير دقيقة ولا تعكس واقع الحال".
وذكر في تصريحات لوكالة الأنباء السودانية أن "المفاوضات غير المباشرة لم تستأنف أعمالها بصورة جدية بعد، مضيفا أن "القبول بهدنة أخرى مشروط بالتزام المتمردين (الدعم السريع) بإخلاء المرافق العامة والخروج من بيوت المواطنين والكف عن عمليات السلب والنهب وقطع الطرقات وتعطيل حياة الناس".
وأواخر مايو/أيار الماضي، علق الجيش السوداني مشاركته في المفاوضات الجارية في مدينة جدة السعودية، احتجاجا على ما اعتبره "خروقات" قوات الدعم السريع للهدنة.
والسبت الماضي، أعرب رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان، عن "استعداد الحكومة لوقف إطلاق النار متى تم إخلاء مساكن المواطنين ومراكز خدمات المياه والكهرباء والطاقة والمقرات الحكومية من قبل الدعم السريع".
ويتبادل الجيش و"الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي" اتهامات ببدء القتال في 15 أبريل/نيسان الماضي، وارتكاب خروقات خلال سلسلة هدنات لم تفلح في وضع نهاية للاشتباكات.
وبين البرهان وحميدتي خلافات، أبرزها بشأن المدى الزمني لتنفيذ مقترح لدمج "الدعم السريع" في الجيش، وهو بند رئيسي في اتفاق مأمول لإعادة السلطة في المرحلة الانتقالية إلى المدنيين.
ومع دخول المعارك يومها الـ99 خلّفت الاشتباكات أكثر من 3 آلاف قتيل أغلبهم مدنيون، ونحو 3 ملايين نازح ولاجئ داخل وخارج إحدى أفقر دول العالم، بحسب الأمم المتحدة.
aXA6IDE4LjIxNi41My43IA== جزيرة ام اند امز