أسبوع السودان.. تقارب مع واشنطن ومساع لتحقيق السلام
أحداث متفرقة فرضت نفسها على المشهد السياسي في السودان خلال الأسبوع الماضي أبرزها زيارة رئيس الحكومة عبدالله حمدوك للولايات المتحدة
أحداث متفرقة فرضت نفسها بقوة على المشهد السياسي في السودان، خلال الأسبوع الماضي، من أبرزها الزيارة التاريخية لرئيس الحكومة الانتقالية عبدالله حمدوك للولايات المتحدة، وما أحدثتها من تقارب.
- تبادل السفراء ينعش آمال السودانيين بالتطبيع مع الولايات المتحدة
- حمدوك: النظام السابق هو من دعم الإرهاب وليس السودانيون
بجانب استمرار الجهود الرامية لتحقيق السلام الشامل، وسط ترقب واسع لجولة المفاوضات القادمة بين الحكومة وحركات الكفاح المسلح، المقرر عقدها في عاصمة دولة جنوب السودان 10 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
وواصلت الحكومة السودانية وقوى الثورة محاصرة نظام الإخوان البائد واجتثاثه من مؤسسات الدولة، ومحاسبة رموزه على الجرائم التي ارتكبوها خلال ثلاثين عاما ماضية لا سيما جرائم القتل.
وفي منتصف الأسبوع، انطلقت مسيرة حاشدة في العاصمة الخرطوم تطالب بتنفيذ قانون تفكيك نظام الإخوان، والقصاص من قتلة شهداء الثورة، الشيء الذي زاد من قلق ومخاوف فلول الإخوان.
ونفذ الصحفيون السودانيون وقفة احتجاجية أمام وزارة الثقافة والإعلام بالخرطوم، تطالب بتطهير أجهزة الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة، من عناصر تنظيم الإخوان ومراجعة ملكية الصحف والقنوات.
تقارب أمريكي سوداني
بعد سنوات من القطيعة والتوتر، قررت الإدارة الأمريكية تبادل السفراء مع السودان برفع تمثيلها الدبلوماسي من قائم بالأعمال إلى سفير، في خطوة وصفها محللون بالمهمة، وتعكس مؤشرات إيجابية بقرب التطبيع، وإنهاء العقوبات التي تفرضها واشنطن على الخرطوم.
الخطوة التي أعلنها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، جاءت بالتزامن مع زيارة يجريها رئيس الوزراء عبدالله حمدوك لواشنطن أجرى خلالها محادثات مع مسؤولين بالإدارة الأمريكية.
وقال بومبيو في تغريدة على تويتر: "يسُرنا إعلان أن الولايات المتحدة والسودان قررا بدء عملية تبادل السفراء لأول مرة منذ 23 عاما"، ووصف الخطوة بأنها "تاريخية" لتعزيز العلاقات الثنائية.
وقال رئيس الحكومة الانتقالية عبدالله حمدوك في تغريدة على "تويتر": "إن بدء عملية تبادل السفراء بين الخرطوم وواشنطن خطوة مهمة نحو إعادة بناء السودان وتقديمه للعالم بصورته الحقيقية".
وقال السفير المتقاعد بوزارة الخارجية السودانية الطريفي أحمد كرمنو إن رفع أمريكا تمثيلها الدبلوماسي في السودان إحدى أهم ثمار زيارة حمدوك إلى واشنطن، ويعكس رغبة الولايات المتحدة في التعاون الإيجابي مع السلطة الجديدة في الخرطوم.
وأضاف كرمنو خلال حديثه لـ"العين الإخبارية": "رفع التمثيل الدبلوماسي يؤكد أن العلاقات السودانية الأمريكية انتقلت من مربع العداء إلى التعاون الذي سيقود للتطبيع في المدى القريب".
السلام الشامل
وشهد الأسبوع الماضي استمرار السلطة الانتقالية في سبيل تحقيق السلام الشامل، حيث نفذ وفد رفيع من مجلس السيادة السوداني بقيادة الفريق أول محمد حمدان "حميدتي" جولة شملت إريتريا وتشاد، في إطار جهود دفع محادثات السلام.
وأطلع "حميدتي" الرئيس الإريتري أسياس أفورقي والتشادي إدريس ديبي على جهود السلام وجولة المفاوضات القادمة مع حركات الكفاح المسلح المقرر عقدها في عاصمة دولة جنوب السودان جوبا يوم 10 ديسمبر/كانون الأول الجاري، وحصل على دعم من الرئيسين.
وأثارت عودة وفد من الجبهة الثورية المسلحة بقيادة نائب رئيس الحركة الشعبية ياسر عرمان، بجانب القيادي خميس جلاب إلى الخرطوم، كثيرا من التفاؤل بنجاح جولة المحادثات القادمة، من واقع حسن النوايا الذي ظهر في أفعال الأطراف السودانية.
ويؤكد الصحفي والمحلل السياسي حافظ المصري أنه لا سبيل أمام الأطراف السودانية غير التوصل لاتفاق سلام خلال الجولة القادمة، لأن السلام أصبح مزاجا شعبيا وأي طرف يتعنت أو يحاول القيام بأي عمليات تسويف وتماطل ستنبذه الجماهير.
ويرى حافظ الذي تحدث لـ"العين الإخبارية" أن خطوات تحقيق السلام لا تزال بطيئة، حيث نصت الوثيقة الدستورية على تحقيق السلام خلال 6 أشهر من بداية الفترة الانتقالية، والآن انقضت نصف المدة دون تقدم ملموس.
وقال: "نتوقع أن تكون الجولة القادمة حاسمة ومفصلية، وأتمنى أن تدرك الأطراف خطورة مضي الوقت وضياعه، فالسلام يمثل أحد أهم مطالب الثورة الشعبية التي أسقطت نظام عمر البشير".
كارثة مصنع السيراميك
ووسط فرحة السودانيين بانتصارات الثورة، حلت كارثة احتراق مصنع السيراميك في مدينة بحري شمالي الخرطوم، لتعيد أجواء الحزن للبلاد، بسبب عدد الضحايا.
وخلفت كارثة مصنع سالموني للسيراميك 26 قتيلا و130 مصابا على الأقل، وفق الإحصاءات الرسمية.
ولفتت الكارثة انتباه السلطة الجديدة في السودان إلى خطورة تواجد المصانع بجوار الأحياء السكنية، حيث وعد وزير التجارة والصناعة مدني عباس مدني بمراجعة الأمر، لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث.
aXA6IDMuMTM1LjIwMi4zOCA= جزيرة ام اند امز