حمدوك في واشنطن.. مساعٍ سودانية لإصلاح ما أفسده الإخوان
رغم حالة الود بين واشنطن والخرطوم حاليا يرى مراقبون أن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لاجتثاث الإخوان ستعطي دفعة ايجابية للمحادثات
وصل رئيس الوزراء السوداني، عبدالله حمدوك، إلى الولايات المتحدة في زيارة رسمية تستغرق أسبوعاً، ضمن مساعي السلطة الانتقالية لتطبيع العلاقات بين البلدين، بعدما تدهورت لثلاثة عقود بسبب ممارسات نظام الإخوان.
- حمدوك يغادر إلى واشنطن لبدء زيارة رسمية تستغرق 6 أيام
- واشنطن تكشف عن مساع لإزالة اسم السودان من قائمة الإرهاب
حمدوك الذي يعد أول مسؤول سوداني يرحب به في واشنطن، ووصل إليها بدعوة رسمية منذ سنوات، يحمل في حقيبته منجزات حكومته في التخلص من نظام الإخوان، وخطوات التغيير والسلام، بجانب مطالبته برفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
ورغم حالة الود بين واشنطن والخرطوم حاليا، يرى مراقبون أن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لاجتثاث الإخوان ستعطي دفعة إيجابية للمحادثات التي سيجريها حمدوك مع المسؤولين الأمريكيين.
واستهل عبدالله حمدوك زيارته إلى واشنطن بلقاء مع الجالية السودانية، حيث استمع إلى رؤاهم بشأن تجاوز تحديات المرحلة الانتقالية والعبور بالبلاد إلى بر الأمان.
وبحسب المتحدث الرسمي للخارجية السودانية، السفير منصور بولاد، فإن رئيس الوزراء سيلتقي خلال الزيارة بعدد من المسؤولين بينهم نائب وزير الخارجية الأمريكي ووزير المالية، وسفير الولايات المتحدة للحريات الدينية، ومدير المعونة الأمريكية.
وسيعقد لقاءات مع لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب ومع رئيس الأغلبية في مجلس الشيوخ، واللجنة الأمريكية للحريات الدينية إضافة للقاء البنك العالمي، ومدير صندوق النقد الدولي، ومسؤولين آخرين.
وتوقع المتحدث أن يقدم رئيس الوزراء عرضاً للأوضاع في السودان على خلفية مسؤوليات الحكومة في الفترة الانتقالية بما فيها الوصول إلى سلام وبناء الدولة.
السودان الجديد
ووصف السفير المتقاعد بوزارة الخارجية السودانية، الطريفي أحمد كرمنو، زيارة حمدوك لواشنطن بـ"المهمة" وتحتاجها الخرطوم أكثر من أي وقت مضى.
وقال كرمنو في تصريحات لـ"العين الإخبارية": "المرجو من الزيارة الحصول على وعد أمريكي وبتاريخ محدد لإزالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب".
وأضاف: "حذف السودان من القائمة سيشكل المدخل لتطبيع علاقاته مع العالم وأمريكا، حيث يعاني منها حاليا على المستوى السياسي والإعلامي بتشويه صورته، والاقتصادي بحرمانه من التمويل، والتعامل مع مؤسسات التمويل الكبرى".
وتابع: "التغيير السياسي وخطوات السلام وتفكيك نظام الإخوان نقاط ستدفع الإدارة الأمريكية إلى موقع إيجابي تجاه إنهاء العقوبات الأمريكية وتطبيع العلاقات".
وشدد على أنه لم يعد هناك إرهاب في السودان، فقد انتهى مع زوال نظام الإخوان، والإدارة الأمريكية تعلم ذلك، وتجب إزالة الخرطوم من اللائحة السوداء.
السوداني المقيم في أمريكا صلاح شعيب، يرى أن زيار حمدوك تكتسب أهميتها من كونها ستشكل فرصة لواشنطن للتعرف على قدرة القيادة الجديدة في السودان على حماية مصالحها بالخرطوم، وإكمال عملية الانتقال السياسي.
وقال خلال حديثه لـ"العين الاخبارية": "الزيارة ستركز على ملف العقوبات الأمريكية والسلام في السودان، لكونهما الأكثر أهمية في الوقت الراهن، وإبراز التحديات التي تواجه الحكومة الانتقالية".
وأضاف: "من واقع التصريحات المتواترة من الدبلوماسيين والمسؤولين الأمريكيين، فإن حمدوك ربما يحصل على وعود برفع العقوبات، ولكن الإدارة ستنتظر قليلا حتى إصدار القرار".
وشهدت العلاقات الأمريكية - السودانية تدهورا خلال 3 عقود ماضية بسبب ممارسات تنظيم الإخوان المعزول، الذي عمل على إيواء ودعم الجماعات الإرهابية، ما دفع واشنطن لإدراج الخرطوم في قائمة الدول الراعية للإرهاب منذ 1993.
وألحقت واشنطن هذه العقوبات بحظر اقتصادي شامل على السودان عام 1997، قبل رفعه في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2017.
aXA6IDE4LjE4OC45Ni4xNyA=
جزيرة ام اند امز