معارك الخرطوم تحتدم.. ومصادر: الجيش في «البنك المركزي»

في ظل احتدام المعارك بالعاصمة السودانية الخرطوم، أفادت مصادر عسكرية بأن الجيش سيطر على المقر الرئيسي للبنك المركزي بالمدينة.
وأكد مصدران عسكريان لـ«رويترز»، السبت، أن الجيش السوداني سيطر على المقر الرئيسي للبنك المركزي.
جاء ذلك بعد يوم من إعلان الجيش السيطرة على القصر الرئاسي ومنطقة وسط الخرطوم، عقب معارك ضارية مع قوات «الدعم السريع» استمرت عدة أيام، وهو ما نفته قوات الدعم السريع مؤكدة أنها لا تزال في محيط القصر.
ولم يصدر حتى الآن بيان رسمي من الجيش السوداني حول السيطرة على البنك المركزي، غير أن مقاطع مصورة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تُظهر قوات الجيش داخل البنك وفي محيطه، بينما لم تُصدر قوات الدعم السريع أي نفي أو تأكيد بهذا الشأن.
وفي وقت لاحق، أعلن الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة، العميد الركن نبيل عبدالله، عن تمكن وحدات الجيش من السيطرة على مواقع مهمة مثل عمارة زين، وبنك السودان المركزي، ومصرف الساحل والصحراء، وبرج التعاونية، وكلية البيان، والمتحف القومي، وجامعة السودان، وقاعة الصداقة، وهي من أبرز المنشآت في قلب الخرطوم.
وأضاف أن «وحدات الجيش تمكنت من السيطرة على فندق كورنثيا وإدارة المرافق الاستراتيجية، إضافة إلى مباني رئاسة جهاز المخابرات الوطني بالكامل»، بحسب قوله.
وظل القصر الرئاسي والمناطق المحيطة به مسرحًا لعمليات عسكرية واسعة منذ أسابيع، وازدادت حدة المواجهات بدءًا من 16 مارس/آذار الجاري، عندما التحمت قوات سلاح المدرعات مع الجيش في مقر القيادة العامة، مما أدى إلى قطع خطوط إمداد «الدعم السريع» في وسط الخرطوم، وعزلها عن مناطق انتشارها في الجزء الجنوبي والشرقي من العاصمة.
وقال المتحدث باسم الجيش السوداني، العميد نبيل عبدالله، في بيان، إن القوات سيطرت على وسط العاصمة، بما في ذلك السوق العربي ومباني القصر الجمهوري.
في المقابل، نفت قوات الدعم السريع ذلك، مؤكدة أنها لا تزال متمركزة في محيط القصر الرئاسي، وأضافت في بيان: «المعركة مع الجيش لم تنتهِ بعد، وقواتنا لا تزال في محيط المنطقة، تقاتل بكل شجاعة وإصرار».
وذكرت مصادر عسكرية لـ«العين الإخبارية» أن قوات الدعم السريع انسحبت تدريجيًا من القصر الرئاسي إلى منطقة المقرن وسط الخرطوم، إضافةً إلى جزيرة توتي ومنطقة جبل أولياء جنوب العاصمة.
سيطرة الجيش
بحسب مصادر عسكرية، يسيطر الجيش السوداني حاليًا على عدة ثكنات عسكرية ومواقع استراتيجية، من بينها القصر الجمهوري وسلاح الإشارة، إلى جانب معسكرات الكدرو، والأسلحة، وحطاب، والعيلفون في مدينتي بحري وشرق النيل.
كما يسيطر على مقر القيادة العامة وسط الخرطوم، إضافة إلى سلاح المدرعات وسلاح الأسلحة جنوب العاصمة، وسلاح المهندسين، والسلاح الطبي، وكلية القادة والأركان، والاحتياطي المركزي.
وفي أم درمان، يفرض الجيش سيطرته على قاعدة وادي سيدنا العسكرية، بجميع وحداتها وثكناتها.
سيطرة الدعم السريع
وفقًا للمصادر، لا تزال قوات «الدعم السريع» تسيطر على مواقع استراتيجية مهمة، تشمل مطار الخرطوم وشركة زين للاتصالات، بالإضافة إلى برج الفاتح، ومبنى رئاسة الوزراء، ومنطقة السوق العربي، وأرض المعسكرات في سوبا، والمدينة الرياضية، ومعسكر الدفاع الجوي.
كما تحتفظ بسيطرتها على معسكر طيبة ومقر جهاز الأمن والمخابرات ومباني فرع الرياضة العسكري ومعهد الاستخبارات العسكرية وأكاديمية الأمن العليا وإدارة العمليات الخاصة ومقر الشرطة العسكرية.
وتشمل سيطرتها أيضًا وزارتي الداخلية والخارجية، مما يمنحها موطئ قدم قويا في مناطق حساسة من العاصمة.
خريطة السيطرة على الجسور
يسيطر الجيش السوداني حاليًا على أغلب الجسور في الخرطوم، ومن أبرزها جسور كوبر، والحديد، والحلفايا، والسلاح الطبي، والفتيحاب، وشمبات، وسوبا، والمنشية، مما يعزز من قدرة قواته على التحرك في العاصمة وقطع الإمدادات عن خصومه.
في المقابل، تحتفظ قوات الدعم السريع بسيطرتها على جسر توتي وسط الخرطوم، وجسر جبل أولياء جنوب العاصمة، إضافة إلى مداخل ولاية الخرطوم من اتجاه مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة، ومدخل الخرطوم من ناحية ولاية النيل الأبيض، ما يمنحها ميزة لوجستية في تحركاتها العسكرية.
خريطة الولايات
مع توسع رقعة القتال، أعلنت قوات «الدعم السريع»، الخميس الماضي، سيطرتها على منطقة المالحة في شمال دارفور، بما في ذلك المعسكر الرئيسي للجيش في الولاية. وتعد المالحة منطقة استراتيجية تربط شمال دارفور بالحدود الليبية، مما يمنحها أهمية عسكرية ولوجستية.
ومنذ أشهر، تشهد ولاية شمال دارفور مواجهات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع، في حين تمكن الجيش، في 11 يناير/كانون الثاني الماضي، من استعادة السيطرة على مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، والتي كانت تحت قبضة قوات الدعم السريع لأكثر من عام.
حاليًا، يسيطر الجيش السوداني بالكامل على ولايات البحر الأحمر، وكسلا، والقضارف، وسنار، ونهر النيل، والشمالية، والجزيرة، بينما تفرض قوات الدعم السريع سيطرتها على ولايات جنوب دارفور، وشرق دارفور، وغرب دارفور، ووسط دارفور، وأجزاء واسعة من الحدود مع تشاد وأفريقيا الوسطى، كما تتحرك بحرية على الحدود الشمالية الغربية مع ليبيا.
أما الولايات المتنازع عليها بين الطرفين، فتشمل الخرطوم، وشمال دارفور، وجنوب كردفان، وشمال كردفان، وغرب كردفان، والنيل الأزرق، والنيل الأبيض، حيث يتقاسم الجيش وقوات الدعم السريع السيطرة على أجزاء واسعة منها، وسط استمرار المعارك والمواجهات المسلحة.
aXA6IDMuMTQ3LjY4Ljg5IA== جزيرة ام اند امز