السوق السوداء للدولار في مرمى نيران "المركزي السوداني".. رصاصة الرحمة
قرر بنك السودان المركزي، اتخاذ إجراء جديد للحفاظ على سعر صرف الجنيه، والسيطرة على السوق الموازية غير الرسمية "السوداء".
وقال بنك السودان المركزي في بيان، الخميس، إنه بصدد إطلاق نظام لعطاءات العملات الأجنبية في إطار تعويم مرن ومحكم للجنيه السوداني.
وأضاف أن البنوك السودانية، ومكاتب الصرافة اشترت عملات أجنبية بقيمة 1.2 مليار دولار منذ خفض قيمة الجنيه في فبراير/شباط الماضي، والذي جعل السعر الرسمي متفقا مع سعر "السوق السوداء"، بحسب رويترز.
- ديون السودان.. "حمدوك" يتحدث عن إعفاء قيمته 45 مليار دولار
- العالم يدعم السودان.. شطب ديون ومنح بالمليارات
واستقر سعر الدولار لدى بنك السودان المركزي، اليوم الخميس، عند 408.79 جنيه للشراء و 411.85 جنيه للبيع، وهو نفس سعر الأمس.
ومن المتوقع طرح العطاء الأول الأسبوع القادم، حسبما ذكره مصدر كبير بالبنك المركزي لرويترز، مضيفا أن من المنتظر أن يزيد الإجراء الجديد حجم المعروض للمستوردين ويعيد الاستقرار إلى سعر الصرف.
وقال تعميم من البنك المركزي إن العملة الصعبة المشتراة يجب استخدامها في الغرض المعلن أثناء العطاء، وإن الحد الأدنى للمشاركة 20 ألف دولار لكل عميل مصرفي.
وأضاف أن نظاما إلكترونيا يسمح لجميع المتعاملين في السوق بتداول العملات الأجنبية سيطبق قريبا.
يأتي النظام الجديد، المطبق على المستوردين فحسب، في وقت بدأ فيه السعر الرسمي وسعر السوق السوداء يتفاوتان قليلا على مدار الشهر الأخير بعد أن قارب بينهما خفض قيمة العملة في فبراير شباط.
وقال البنك المركزي في بيان إن من السابق لأوانه الحكم على نتائج السياسات الاقتصادية الجديدة مثل توحيد سعر الصرف.
أعلى سعر للدولار
وصعد سعر الدولار في السوق الموازية غير الرسمية "السوداء" إلى 415 جنيها مقابل 413 جنيها، أمس.
وهذا هو أعلى سعر وصل إليه الدولار في "السوق السوداء" بالسودان منذ سنوات، حسب وسائل إعلام محلية.
وتجاهلت الأسواق الموازية مخرجات مؤتمر باريس الداعم للاقتصاد السوداني خلال الساعات الماضية، بشكل محير للغاية رغم أن النتائج جميعها تصب في صالح قوة القدرات السودانية على امتلاك العملات الأجنبية.
تعويم جزئي للجنيه
واستمر بنك السودان المركزي في زيادة تدريجية لسعر الدولار، بعد تحريره سعر صرف الجنيه جزئيا، لتبلغ الزيادة حتى الآن نحو 37 جنيهاً.
و"التعويم الجزئي" للجنيه، طبقته الحكومة السودانية يوم 21 فبراير/شباط الماضي ضمن حزمة إصلاحات اقتصادية يشرف عليها صندوق النقد الدولي، وتم تحريك السعر الرسمي للدولار من 55 جنيها إلى 375 جنيها في أكبر تخفيض لقيمة العملة الوطنية.
شطب 80% من الديون
واقترب السودان من التخلص من 80% من ديونه عقب نجاحه في تنفيذ 5 شروط دولية وفقا لما أعلنه رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، أمس.
وتوقع السودان شطب نحو 45 مليار دولار من ديونه الخارجية في إطار مبادرات تخفيف أعباء الديون عن الدول الفقيرة في العالم.
وقال رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، في تصريحات صحفية بالعاصمة السودانية الخرطوم، إن السودان سيصل إلى لحظة اتخاذ القرار بشأن ضمه إلى مبادرة مساعدة الدول الفقيرة المثقلة بالديون بحلول أول يونيو/حزيران المقبل، ليبدأ بعدها تخفيف أعباء الديون عن السودان تدريجيا.
كان حمدوك يتحدث للصحفيين بعد عودته من فرنسا حيث شارك في مؤتمر دولي لدعم المرحلة الانتقالية في السودان، سعت من خلاله الحكومة إلى التوصل لاتفاق مع المانحين الدوليين لتسوية ديون السودان القديمة والتي تقدر بأكثر من 60 مليار دولار.
وفاقت نتائج مؤتمر باريس لدعم السودان التوقعات، بعد أن أعلنت بعض الدول إعفاء السودان من الديون، أو إلغاء بعضها، بالإضافة لمنح ضخمة.
كما أعلن عبدالله حمدوك يوم الإثنين، إعفاء كامل متأخرات مديونية السودان لكل من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وبنك التنمية الأفريقي، مما يفتح الباب واسعا لعودة السودان المستحقة للمجتمع الدولي، حسبما أفادت وكالة الأنباء السودانية (سونا).