السودانيون الأقباط.. ترانيم تظلل صلوات اعتصام مقر قيادة الجيش
مشهد يعكس أبهى صور التسامح يظهر قيام السودانيين الأقباط بتغطية رؤوس المعتصمين المسلمين من أشعة الشمس الحارقة، أثناء صلاة الجمعة.
في مشهد يعكس أبهى صور التسامح بين كل أطياف الشعب السوداني، احتفى نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، بصور وفيديوهات تظهر قيام السودانيين الأقباط بتغطية رؤوس المعتصمين المسلمين بالأقمشة من أشعة الشمس الحارقة، أثناء تأديتهم لصلاة الجمعة بساحة الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش.
وشكل السودانيون الأقباط حضورا لافتا في الحركة الاحتجاجية التي تشهدها بلادهم منذ 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي؛ طلبا لسودان جديد عنوانه: الحرية والسلام اللذان ظلوا ينشدونهما مع إخوتهم في المكونات السودانية الأخرى.
- زعيم حزب الأمة السوداني يؤدي صلاة الجمعة بساحة اعتصام القيادة
- مستقبل السودان.. بين "سلطة" المجلس العسكري وزخم الاحتجاجات
ولكن السودانيين الأقباط تحولوا إلى واحدة من أيقونات الحراك الشعبي، بعد انتقالهم للاعتصام أمام قيادة الجيش بوسط العاصمة الخرطوم، حيث مثلوا مكون لافت للروح التي تغذي جسد الاعتصام من خلال الصلوات والترانيم التي تنشد انتصار الثورة وعودة الحقوق غير منقوصة.
ووفق شهود عيان تحدثوا لـ"العين الإخبارية" فإن ما قام به السودانيون الأقباط وجد استحسانا وتفاعلا من قبل المصلين، مؤكدين أن هذا الشيء ليس غريبا على أقباط السودان الذين تميزوا بالتسامح والتواصل الإنساني على مدى تاريخهم.
ونقل الشهود أن السودانيين الأقباط شكلوا حضورا لافتاً في ساحة الاعتصام منذ بدئه في 6 أبريل/نيسان الماضي، حيث يشاركون بعوائلهم ويسهمون بدعواتهم وصلواتهم في دعم الحراك الذي أدى لتنحي البشير عن السلطة وتشكيل مجلس عسكري لقيادة البلاد.ويعود تاريخ الأقباط السودانيين إلى الدولة المسيحية الأولى، وكان الإنجيل في مملكتي علوة وسوبا بلغتهم، ولهم تاريخ ضارب في التسامح والتواصل الإنساني مع بقية مكونات المجتمع السوداني الأخرى.
ويرى مراقبون أن من أهم ثمار الثورة السودانية أنها أظهرت تلاحما وترابطا بين مكونات المجتمع السوداني، والتي وحدت أهدافها لأجل التغيير وبناء دولة العدالة والحرية والسلام والعيش الكريم.
aXA6IDMuMTQ5LjI1LjExNyA=
جزيرة ام اند امز