لأول مرة.. صحفيون سودانيون يحتجون ضد البشير
عشرات الصحفيين السودانيين تظاهروا اليوم الإثنين بوسط العاصمة الخرطوم، لدعم الحراك الشعبي المطالب برحيل الرئيس عمر البشير.
في بادرة نادرة من نوعها، تظاهر عشرات الصحفيين السودانيين، الإثنين، بوسط العاصمة الخرطوم، لدعم الحراك الشعبي المطالب برحيل الرئيس عمر البشير.
- احتجاجات عمالية بالخرطوم تطالب بتنحي البشير.. والشرطة تطلق الغاز
- مظاهرات جديدة بالسودان تطالب بتنحي البشير والشرطة تفرقها بقنابل الغاز
ووفق شهود عيان تحدثوا لـ"العين الإخبارية" فإن الصحفيين المحتجين طافوا بشوارع رئيسية بالسوق العربي وسط الخرطوم، ورددوا شعارات المظاهرات السودانية المعهودة.. "حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب".
وحمل المحتجون لافتات مكتوب عليها "الصحافة صوت الشعب وليس بوقاً للطغاة" في إشارة لمساندة الصحفيين السودانيين للحراك الشعبي الذي تشهده البلاد منذ 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي، والداعي لتنحي النظام الحاكم.
وجاءت احتجاجات الصحفيين التي لم يتم إعلانها مسبقاً- كما جرت العادة- بتنظيم من "شبكة الصحفيين السودانيين" وهي كيان موازٍ "لاتحاد الصحفيين" الجسم المحسوب على النظام الحاكم.
وبحسب الشهود فإن الموكب الاحتجاجي وجد تفاعلاً من أصحاب المحال التجارية، وانفض تلقائياً قبل تدخل الشرطة السودانية.
وقال عضو شبكة الصحفيين السودانيين خالد فتحي، لـ"العين الإخبارية" إن الاحتجاجات تأتي في إطار التزامهم بخط تجمع المهنيين السودانيين الذي تعتبر "الشبكة" من المؤسسين له والموقعين على ميثاقه، والقاضي بتنويع أساليب المقاومة السلمية.
وأضاف فتحي، وهو مدير تحرير جريدة "التيار" المحلية، أن هذا أول موكب جماهيري تنفذه شبكة الصحفيين السودانيين منذ انطلاق شرارة الاحتجاجات، وحقق مكاسب عديدة بينها الوصول إلى منطقة وسط الخرطوم التي لم يسبق أن وصلها المتظاهرون بعد إعلان حالة الطوارئ.
وأشار إلى أن الموكب يمثل تطويراً للوقفات الاحتجاجية التي كان ينفذها الصحفيون ضد المضايقات على حرية التعبير في وقت سابق، ويحفز قطاعات مهنية أخرى لتنفيذ تظاهرات نوعية مماثلة. كما يعطي المواطن العادي إحساس وقوف الصحفيين مع قضيتهم ومطالبهم في تغيير النظام.
وتشكو الصحافة السودانية من قيود أمنية تمنعها من تناول حركة الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها البلاد.
ويفرض الأمن السوداني عقوبات رادعة على الصحف التي تتجاوز ما يسميه بـ"الخطوط الحمراء" التي تصل مصادرة النسخ المطبوعة، ويترتب على ذلك خسائر مالية فادحة لملاكها، ويلجـأ الأمن إلى حرمان الصحف من الصدور لأشهر كما حدث مع صحيفتي "الجريدة" و"التيار".
ويشهد الشارع السوداني تصعيداً في مواجهة حلول سياسية تقوم بها الحكومة السودانية، ورفض المحتجون وقوى المعارضة دعوات الحوار مع النظام الحاكم.
وأطلق تجمع المهنيين السودانيين، الجمعة الماضي، حملة لمقاطعة صحف وقنوات تلفزيونية ومنتجات لشركات محسوبة على النظام الحاكم، وذلك في إطار تنويع أساليب المقاومة السلمية لإفقار ومحاصرة الحكومة اقتصادياً– حسب توصيفه خلال بيان صحفي.
والأسبوع الماضي، قرر تحالف قوى "نداء السودان" المعارض الانسحاب من المفاوضات مع الحكومة السودانية، التي وقع معها، في وقت سابق، "خارطة طريق" تفاوضي تحت إشراف الاتحاد الأفريقي، والتمسك بدعم الحراك الشعبي لحين إسقاط النظام الحاكم.