تفجير الأوضاع.. سياسي سوداني يكشف لـ"العين الإخبارية" مخطط الإخوان
بثوا الفتنة وأشعلوا نيران الأزمة ثم تسلقوا دخان نيرانها أملا بمطية وقودها مصائب السودانيين، أملا بالعودة لحكم انتهى بأمر الشعب.
هكذا هم إخوان السودان، فلولٌ من النظام السابق يحاولون نسج جسر عبور في نار حرب قربانها أمن البلاد واستقرارها، في أجندة لا تزال سارية وسط الفوضى الراهنة.
بصمات إدانة يؤكدها الواثق البرير، الأمين العام لحزب الأمة القومي، أكبر الأحزاب السودانية، بالإشارة إلى أن الاتهامات بتورط أنصار النظام السابق (الإخوان) في هذه الأزمة بكل محطاتها تستند لوقائع وأدلة.
وفي مقابلة مع "العين الإخبارية" تطرق البرير، قيادي بقوى الحرية والتغيير (الائتلاف الحاكم السابق)، إلى حيثيات الحرب المستعرة في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وبشكل صريح اتهم البربر إخوان السودان بإثارة الفتنة التي أدت لاندلاع القتال، وتأجيج الحرب وإعاقة جهود حل الأزمة من أجل تأمين استمرار الفوضى بما يخدم أجندة التنظيم من أجل تحقيق هدف العودة للحكم.
كما كشف أن القوى السياسية والمدنية تعكف الآن على بناء جبهة مدنية عريضة لوقف القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع المستمر منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي.
وأشار إلى أن الجبهة المدنية قطعت أشواطا كبيرة في الاتصال والتواصل، وعقدت عددا من الاجتماعات في أديس أبابا والقاهرة، ومن المتوقع أن تستكمل المشاورات بالاتفاق على عقد المؤتمر العام للجبهة المدنية قريبا من أجل الاتفاق على رؤية موحدة لإنهاء الحرب.
وإلى نص المقابلة..
* ألم يعد تحميل أنصار نظام البشير مسؤولية اندلاع الأزمة غير كاف لإقناع الشعب بأنها حرب النظام السابق والجميع يرى أن طرفي القتال منخرطان في القتال بقوة؟
-الاتهامات بتورط أنصار النظام السابق في هذه الأزمة تسندها الوقائع الماثلة والأفعال، والجميع رأى حالة الاستنفار التي سبقت الأزمة ومظاهر الفتنة بين الجيش والدعم السريع وخطاب الكراهية والعنصرية البغيض الذي تتبناه أبواقها في كل مكان، فضلا عن الاستنفار حاليا من أجل استمرار الحرب وإعاقة جهود التوصل لاتفاق ينهي القتال.
ولهذا، فإن المؤتمر الوطني (حزب البشير) متورط بصورة لا لبس فيها في هذه الأزمة المدمرة، وعندما يتم التحقيق في أسبابها ستتضح الحقائق للجميع، ولكن بالمقابل كذلك فإن على قيادة القوات المسلحة والدعم السريع المسؤولية الوطنية بضرورة الإقبال على وقف القتال بالجدية اللازمة ومراعاة معاناة المواطنين.
*النزاع لا يزال يحصد الأرواح في السودان وسط انتشار الأمراض والأوبئة وتدهور الاقتصاد.. كيف تقيمون هذا الوضع؟
الوضع في السودان الآن يشهد تدهورا مريعاً في كافة المجالات، وهو ما يزيد من حالة القلق إزاء استمرار هذه الأزمة العبثية، ولذلك نحن نسابق الزمن من أجل بذل الجهود لدفع المساعي الرامية لإنهائها بتواصلنا المكثف مع قيادات القوات المسلحة والدعم السريع والأطراف الدولية، لا سيما من أجل تقليص الهوة بين الطرفين للعودة للتفاوض عبر منبر جدة لإيقاف القتال والانتقال إلى عملية حوار شامل بمشاركة واسعة تخاطب جذور الأزمة وتعالج أسبابها وتستعيد الاستقرار والمسار المدني.
* ما رؤيتكم للحل؟
رؤيتنا للحل السياسي مبنية على أساس إنهاء القتال واستعادة الانتقال المدني وذلك عبر مرحلتين، الأولى إيقاف القتال وتسهيل العمليات الإنسانية وفتح الممرات الآمنة للمواطنين والمنظمات التطوعية واستعادة المؤسسات الخدمية والفصل بين القوات، عبر خريطة الطريق التي طرحتها الوساطة السعودية الأمريكية.
والثانية: هي الانتقال إلى عملية سياسية مكتملة ومتوافق عليها شاملة كل القوى السياسية والمدنية الداعمة لوقف القتال والتحول الديمقراطي من أجل الاتفاق على مشروع وطني يخاطب جذور الأزمة ويضع الحلول، ويؤسس لبناء الدولة وإعادة الإعمار والإصلاح المؤسسي، وعلى رأسها الإصلاح الأمني والعسكري الذي يؤدي لبناء جيش قومي مهني موحد وإنهاء كافة مظاهر المليشيات وإبعاد القوات المسلحة من العمل السياسي والاقتصادي والالتزام بمهامها الدستورية واستكمال الفترة الانتقالية وصولا لانتخابات حرة ونزيهة.
* القوى السياسية متهمة بالاصطفاف إلى جانب طرفي النزاع.. ما مدى صحة هذه الاتهامات؟
نحن في حزب الأمة القومي ومع شركائنا في الحرية والتغيير والقوى الموقعة على الاتفاق، أعلنا موقفنا من هذه الأزمة منذ البداية، وأكدنا أننا ضد القتال ولسنا منحازين لأي من طرفيه، بل نوظف علاقاتنا بهما، وجهودنا كلها لنزع فتيل الأزمة بينهما للوصول لإنهاء الصراع.
وظلت جهودنا متصلة في هذا الإطار ما قبل الأزمة وبعد اندلاعها وما زلنا متواصلين بصورة مستمرة مع قيادات القوات المسلحة والدعم السريع بهدف الوصول لحل للصراع.
*كيف يمكن أن يتحقق انتقال ديمقراطي في السودان كما تنادون ولغة السلاح هي صاحبة القرار؟
الانتقال الديمقراطي لا يمكن أن يستكمل في ظل الحرب، ولذلك فإن أولويتنا تنصب في وقف القتال ومعالجة الأزمة بين الطرفين ومن ثم العودة للمسار المدني الديمقراطي عبر عملية سياسية شاملة بمشاركة كل أهل السودان الحريصين على مصلحة الوطن والساعين لإنهاء القتال.
* ماذا فعلت القوى السياسية المدنية لوقف القتال؟
القوى السياسية والمدنية تعكف الآن على بناء الجبهة المدنية العريضة لوقف القتال، وقد قطعت أشواطا بعيدة في الاتصال والتواصل، وعقدت عددا من الاجتماعات في أديس أبابا والقاهرة، ومتوقع أن تستكمل المشاورات بالاتفاق على عقد المؤتمر العام للجبهة المدنية قريبا إن شاء الله من أجل الاتفاق على رؤية موحدة لإنهاء القتال وتصميم العملية السياسية المنشودة.
* ماذا بشأن حديث حاكم إقليم دارفور عن تحركات قوى الحرية في اللحظات الأخيرة قبيل اندلاع الأزمة مع "الدعم السريع"؟
فيما يتعلق بتصريحات مني مناوي فقد تحدثنا بصورة واضحة عما بذلناه من جهود من أجل تجنيب البلاد الانزلاق نحو القتال، والطرفان يدركان ذلك لأن قنوات التواصل بيننا وبينهما لم تنقطع ولقاءاتنا معهما كانت متصلة ولا تزال.
ولذلك فإن ما ورد من إيحاءات في حديث مناوي هي في تقديري محاولات للمزايدة، ونحن الآن منشغلون بما هو أهم من نسج الروايات وهو ضرورة وقف القتال أولا وحين يأتي وقت الحديث سنسجل شهادتنا للتاريخ.