وزير سوداني سابق لـ«العين الإخبارية»: مبادرة الرباعية هي الفرصة الأكبر لإنهاء الحرب
أشاد الوزير السوداني السابق خالد عمر، بالجهود التي تبذلها الرباعية الدولية من أجل إنهاء الحرب المستمرة في بلاده.
خالد عمر، القيادي في تحالف "صمود" ووزير شؤون مجلس الوزراء في الحكومة الانتقالية السابقة، قال في تصريح خاص للعين الإخبارية، إن "أي تصريحات للمسؤولين الأمريكيين، بما فيها الأخيرة الصادرة عن وزير الخارجية ماركو روبيو، لا يمكن قراءتها إلا في سياق دعم جهود الرباعية الدولية الساعية لإرساء هدنة توقف الحرب كليا".
وأكد أن الولايات المتحدة تُعد طرفا رئيسيا في مبادرة الرباعية، ولعبت دورا قياديا في تشكيل مسار الوساطة، وفي تطوير خارطة الطريق التي صدرت في 12 سبتمبر/أيلول الماضي.
وأشار إلى أن واشنطن أسهمت إيجابا في ترتيب مفاوضات واشنطن غير المباشرة التي طُرح خلالها مقترح الهدنة الإنسانية.
وأكد القيادي في تحالف "صمود" أن الموقف الأمريكي منسجم تماما مع رؤية الرباعية، ومبني على مبادئ واضحة، أبرزها:
وقف الحرب بشكل فوري.
وقف عمليات التسليح.
مواجهة الجماعات المتطرفة.
حماية المدنيين.
وشدد الوزير السابق على أن هذه الأسس هي الإطار الذي تتعامل من خلاله الرباعية الدولية مع الوضع في السودان.
وأضاف أن تحالف "صمود" يثق في أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تولي اهتماما ملموسا بإنهاء الحرب، وأن خارطة الطريق المطروحة من دول الرباعية تمثل “الفرصة الأكبر” لإنهاء القتال.
ودعا الأطراف السودانية إلى الانخراط في هذه الجهود وتوفير الإرادة السياسية المطلوبة لإنجاح الهدنة.
اختراق غير مسبوق
ولأول مرة منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل/نيسان 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، يسود شبه إجماع دولي وإقليمي على رفض الحل العسكري، والاتفاق كليا على المسار التفاوضي الذي يقود إلى إنهاء النزاع، استنادا إلى مرجعية المخرجات المعلنة في 12 سبتمبر/أيلول الماضي، المعروفة باسم "خارطة طريق دول الرباعية لحل الأزمة السودانية".
خارطة طريق تهدف للوصول إلى هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر في السودان، يليها وقف دائم لإطلاق النار وفترة انتقال تمتد 9 أشهر تفضي إلى تشكيل حكومة مدنية.
إلا حكومة بورتسودان، أعلنت رفضها لهذه الخارطة، وانحيازها لتنظيم الإخوان المتغلغل داخلها، ضاربة بمصلحة الشعب السوداني عرض الحائط.
وتضم دول الرباعية كلا من الولايات المتحدة والإمارات والسعودية ومصر، وهي المجموعة التي حظيت جهودها المتواصلة في حلحلة الأزمة السودانية بتأييد واسع من مؤسسات المجتمع الدولي والإقليمي، فضلا عن ترحيب كبير من القوى المدنية والسياسية السودانية الرافضة لاستمرار الحرب.
وفي تصريح سابق مع "العين الإخبارية"، رأى المصباح أحمد محمد، رئيس دائرة الإعلام في حزب الأمة القومي بالسودان، أن "مسار الرباعية يمكن أن يشكل قاعدة واقعية للانطلاق نحو الحل، إذا ما توفرت الإرادة السياسية الصادقة لدى الأطراف السودانية، وتم توحيد كل المبادرات تحت مظلة واحدة منسقة مع الرباعية، مع توفير آليات دولية فعّالة للمراقبة والمتابعة، والتعامل مع هذا المسار بوصفه منصة لتيسير الحل السوداني لا وصاية خارجية عليه".