وفاة المعارض السوداني علي محمود حسنين إثر أزمة قلبية
جموع غفيرة تشارك في تشييع الجثمان بمقابر أحمد شرفي بمدينة أم درمان بعد الصلاة على جثمانه بمقر الاعتصام أمام قيادة الجيش السوداني
توفي المعارض السوداني البارز ورئيس الجبهة الوطنية العريضة علي محمود حسنين، الجمعة، إثر أزمة قلبية في العاصمة الخرطوم عن عمر ناهز 77 عاما.
- "الحرية والتغيير" بالسودان: إضراب عام الثلاثاء المقبل
- السودان في أسبوع.. تجدد الخلافات والمعارضة تلوح بـ"عصيان مدني"
وخلف رحيل حسنين حالة حزن عميقة وسط السودانيين واتشحت حسابات مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في البلاد بالسواد، وتبارى الجميع في نعيه معددين مآثره وتاريخه الحافل بالنضال ومقاومة الأنظمة الشمولية.
وشاركت جموع غفيرة في تشيع الجثمان، مساء الجمعة، بمقابر أحمد شرفي بمدينة أم درمان، بعد أن تمت الصلاة على جثمانه بميدان الاعتصام أمام القيادة العامة للجيش السوداني، وسط حضور لافت لقيادات المعارضة.
وعاد علي محمود حسنين وهو نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل إلى السودان في 17 أبريل/نيسان الماضي من منفاه الاختياري بالعاصمة البريطانية لندن، بعد نحو 10 سنوات من الغياب.
وسجد حسنين شكرا لله عند وصوله لمطار الخرطوم، قبل أن يتوجه إلى ساحة الاعتصام أمام قيادة الجيش السوداني دعما للحراك الثوري.
وقبل أسبوعين، رفع الراحل بمعية محامين آخرين، دعوى جنائية إلى النائب العام السوداني ضد قادة الحركة الإخوانية برئاسة المعزول عمر البشير بتهمة تدبير انقلاب عام 1989 وتقويض النظام الدستوري الشرعي.
وخلال نعيه عدد زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل محمد عثمان الميرغني، مناقب الفقيد ومساهماته في العمل الوطني بالبلاد، واصفا إياه بأنه كان من الرموز الوطنية المخلصة للوطن والمواطن.
وتابع "قيادات الحزب ولجانه بداخل السودان وخارجه ينعون إلى الأمة السودانية عامة ولجماهير الحزب الاتحادي الديمقراطي خاصة فقيد الوطن والحزب الأستاذ علي محمود حسنين".
وأكد أن حسنين كان من رموز الحركة الوطنية السودانية ومن أعلام السياسة والقانون، كما كان مؤمناً بوطنه مخلصاً لحزبه.
وأشار إلى أن الراحل قدَّم جهده وعلمه وخبرته من أجل تحقيق الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والسلام في السودان، وظلت مساهماته الوطنية مستمرة من خلال حزبه حتى مماته.
وعلي محمود حسنين هو سياسي وقانوني كان يشغل عند وفاته منصب نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، ورئيس الجبهة الوطنية العريضة التي أسسها عام 2010، لتتولى المقاومة السلمية لإسقاط البشير.
وفي عام 2009 غادر السودان بعدما اعتقله نظام البشير وهدده بالقتل، نتيجة تأييده مذكرة التوقيف الصادرة من المحكمة الجنائية الدولية بحق "البشير" في اتهامات تتعلق بارتكاب جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي في إقليم دارفور غربي البلاد، ليستقر في عاصمة البريطانية لندن اختيارياً.
العمل بالقضاء
ولد حسنين في منطقة أرقو شمال السودان عام 1938، ودرس المرحلة الإعدادية في أرقو والوسطى في القولد المجاورة والثانوية في مدرسة وادي سيدنا، ونال البكالوريوس من كلية القانون بجامعة الخرطوم عام 1960، والماجستير في جامعة نورث وسترن بالولايات المتحدة الأمريكية.
وعمل قاضياً فور تخرجه، خلال الفترة الزمنية من "1960 - 1962"، ليتحول بعدها للعمل محامياً منذ ذلك الحين، وتولى مهمة الدفاع عن المعارضين السياسيين، ونشطاء حقوق الإنسان خلال حقبة نظامي جعفر النميري وعمر البشير.
وكان عضوا بالبرلمان السوداني عن التجمع الوطني الديمقراطي (2005 – 2006) كمعارضة برلمانية، واستقال من البرلمان لأن المؤتمر الوطني الحاكم لم يحتمل نقده وحرمه من التحدث عندما كشف فساد السلطة في أمور عدة من بينها فساد وزير الداخلية في عمارات الرباط.
ويعد الراحل بمثابة القائد الداخلي لانتفاضة 1976 الشعبية المسلحة التي قادتها الجبهة الوطنية واعتقل وحكم عليه بالإعدام وخفف الحكم للسجن وتم إطلاق سراحه بعد عامين في أعقاب المصالحة التي لم يكن طرفاً فيها.
وأُبعد حسنين من القضاء عام 1962 لأنه أمر بالقبض على وزراء ومسؤولين في جرائم أخلاقية أيام انقلاب الرئيس الأسبق إبراهيم عبود (1964-1958)، وأصدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة قراراً بمنعه من مزاولة مهنة المحاماة بعد أن أبعد من القضاء ثم عاد بعد عام وسمح له بالمزاولة.
واعتقل 3 مرات منذ (1958 – 1964)، كما اعتقل وسُجن أيام حكم مايو العسكري (1969 – 1985) لمدد وصلت إلى 7 سنوات في أوقات متفرقة، واعتقلته سلطة الإنقاذ الشمولية لمدد تجاوزت 3 سنوات كان في معظمها في حبس انفرادي، لتأييده المحكمة الجنائية الدولية وهُدد بالقتل.
aXA6IDMuMTQ3Ljg2LjE0MyA= جزيرة ام اند امز