سياسة
تعزيزات عسكرية .. السودان يتحرك لاحتواء العنف بدارفور
أعربت الحكومة السودانية، الإثنين، عن بالغ أسفها لتدهور الأوضاع الأمنية في ولاية غرب دارفور على خلفية أحداث دامية راح ضحيتها المئات.
وبحث مجلسا السيادة والأمن والدفاع خلال اجتماعين منفصلين ترأسهما الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، الإثنين، الأوضاع في غرب دارفور والجهود المطلوبة لاحتوائها.
وقرر مجلس الأمن الدفاع السوداني بالدفع بتعزيزات للفصل بين المجموعات القبلية المتصارعة وإرسال وفد إلى إقليم دارفور للمساعد في تهدئة الأوضاع.
وتعرضت منطقة كرينك بولاية غرب دارفور ، أس الأحد، إلى هجوم عنيف من مجموعات قبلية مسلحة راح ضحيته 168 قتيلاً وإصابة 98 آخرين، وفق منظمة طوعية.
وجاءت أحداث الأحد، كامتداد لاشتباكات بدأت الجمعة الماضي بين قبائل عربية (الرزيقات) وأخرى غير عربية (مساليت) بسبب مقتل 2 من الرعاة العرب، وتطورت سريعاً بدافع ما يعرف بالثأر.
وقالت المتحدث الرسمي لمجلس السيادة سلمى عبدالجبار،في تصريحات صحفية، إن "المجلس أبدى أسفه البالغ للتدهور الأمني في ولاية غرب دارفور والأحداث التي أدت لفقد الكثير من الأرواح الغالية التي كان يمكن صونها، لو تسامى الجميع فوق كل الخلافات" .
وأضافت أن المجلس أكد استمرار بذل المزيد من الجهد بهدف فرض هيبة الدولة وسيادة حكم القانون لإيقاف نزيف الدم ونشر السلام وبسط الأمن والطمأنينة في المنطقة .
بدوره، قرر مجلس الأمن والدفاع السوداني عدة إجراءات شملت تعزيز التواجد الأمني بولاية غرب دافور بدفع قوات للفصل بين الأطراف واحتواء الموقف وضرورة استكمال الجهود والترتيبات الأمنية والاستمرار في إنفاذ نصوص اتفاق جوبا للسلام.
وقال وزير الدفاع السوداني يس إبراهيم، إن المجلس كلف وفداً سيادياً للوقوف على الأحداث بولاية غرب دارفور وتهدئه الأوضاع، وتكوين لجنة لمعالجة الأوضاع الإنسانية وتحسين وتطوير بيئة لعمل النيابات والمحاكم.
وشدد على أن مجلس الدفاع قرر دعم جهود الإدارات الأهلية للحفاظ على النسيج الاجتماعي ونبذ ظاهرة العنف المجتمعي وتوجيه الوكالات والمنظمات الوطنية بتكثيف الجهود الإنسانية وتقديم المساعدات الضرورية.
وتابع أن المجلس حث الشعب السوداني على الاضطلاع بدوره فى تحقيق مبدأ الأمن كمسؤولية جماعية وتضامنية والحفاظ على العلاقات الاجتماعية من التشظي والشتات تقديراً للظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، مؤكداً أن السلام مطلباً أساسياً لتحقيق التنمية والازدهار وممارسة الحياة الطبيعية.
وتفجر هذا الصراع يوم الجمعة الماضي، إثر قيام مسلحين بقتل اثنين من منسوبي القبائل العربية (رزيقات)، ما جعل أهلهم يهاجمون محلية كرينك التي تسكنها قبيلة "المساليت" بغرض الثأر.
وتشهد ولاية غرب دارفور منذ عامين نزاعات قبلية أودت بحياة أعداد كبيرة من المواطنين ونزوح آلاف يقيمون في مراكز للإيواء داخل مدينة الجنينة وبعضهم فر لدولة تشاد.