يجسّد كفاحهن.. معرض فن تشكيلي يطلق إبداعات السودانيات
إبداعٌ متناهٍ ولوحات رائعة ميّزت معرضاً تشكيلياً نظّمته مجموعة من السودانيات لعكس نضالاتهن التاريخية ودورهن الريادي في الوطن والمجتمع.
وتقام فعاليات المعرض، الذي يمتد لأسبوعين (15- 30 أغسطس/آب) في "بابا كوستا" وهو واحد من أبزر واحات المثقفين، وسط اهتمام واسع من محبي روائع الفن التشكيلي.
ويمثل المعرض الثاني من نوعه فرصة للمرأة السودانية وبخاصة الفنانات التشكيليات لإظهار مهاراتهن في الرسم التشكيلي وإخراج لوحات مؤثّرة وذات مدلولات قيّمة.
وأتى هذا المعرض بمجهود جماعي لصديقات جمعتهن زمالة الدراسة وحب الوطن واللون والرسم، وفق ديباجة تعريفية وزعتها منظمات هذه الفعالية.
تقول إسراء فرح سعيد، إحدى المشاركات في المعرض، لـ"العين الإخبارية"، إن اسم المعرض "سودانيات 2" ذو مدلول في الأصالة وحب الوطن وتأسيس لصوت المرأة القوي وإنجازاتها وتميزها بعيداً عن سيطرة الرجال.
وتشير إلى أن تأسيس معرض تشكيلي خاص بالنساء يهدف إلى إثبات جدارة المرأة وقدرتها على اقتحام مجالات كانت حكراً على الرجال، فضلاً عن أن مناسبة بهذا النوع ستكون أكثر جذباً للأنظار نحو الفن التشكيلي الذي طالما لعب أدواراً متعاظمة في ثورة ديسمبر وتجسيد نضالات الشعب وبخاصة الفتيات "الكنداكات".
وتضيف: "وجدنا في الفن التشكيلي وسيلة ناجعة تمكّن المرأة من التعبير عن حسّها الوطني والأشياء من حولها في المجتمع مما زاد من حماسنا للمضي قدماً في المعرض".
ويحوي المعرض لوحات تعكس كثير من الثقافات السودانية والأفريقية وأعمال يدوية تجسّد التراث السوداني والبنايات القديمة، مما خلق مشاهد ألهمت رواد العرض التشكيلي النسوي.
وتقول أمل البدري، إحدى الفنانات المشاركات في المعرض، لـ"العين الإخبارية"، إنهن رسمن لوحات متنوعة لمناطق سودانية مختلفة وتراثها وثقافاتها المحلية، وهي ذات غرض تعريفي وتوثيقي كذلك.
وتؤكد أن المعرض بالإضافة إلى أهدافه السامية الأخرى فإنه ذو عائد مادي، إذ تُعرض لوحات حالياً للبيع إلى الجمهور بأسعار تتراوح بين 25- 300 دولار أمريكي للوحة.
وكان لافتاً مشاركة فتيات من ذوي الهمم، إذ برعن في إنتاج أعمال يدوية وصناعة إكسسوارات ضمن أنشطة مصاحبة عكست إبداعات هذه الشريحة الاجتماعية المهمة.
ويشير منظمو العرض إلى أنهم بادروا بهذا الشيء بسبب الظلم المجتمعي الواقع على الأشخاص ذوي الإعاقة، لافتين إلى أنهم أشركوهم في المعرض لإثبات أنهم أصحاب قدرات ومهارة وذكاء.
ولم يكن الفني التشكيلي ذو جماهيرية كبيرة في الشارع السوداني إلى وقت قريب، لكن سرعان ما زاد الاهتمام به بصورة ملحوظة عقب ثورة ديسمبر، التي أنهت حكم عمر البشير، حيث كانت الجداريات النضالية تلهب حماس المحتجين وتدفعهم للأمام.
ومع زخم الانفتاح الثقافي أتى معرض "سودانيات 2" ليشكل شمعة جديدة تضيء العتمة التي ظلت تخيم على سماء الفن التشكيلي لعقود.