"الحارة المصرية" تأسر الألباب في اليابان.. لوحة من إبداعات فتاة عمرها 16 عاما
على خطى كبار الفنانين الذين فتشوا في التاريخ المصري وفي حواريه وأزقته، عن طبيعة المواطن المصري وفهم أسراره من تلك الحارة الضيقة، استلهمت الفنانة المصرية "شهد القط"، لوحتها الفنية "الحارة المصرية".
وكشفت فيها بأناملها الذهبية عن خيوط ممتدة ومتشابكة بين القديم والحديث، لتظل الحارة المصرية شاهدة منذ فجر التاريخ وحتى الآن على عراقة الإنسان المصري.
اللوحة التي قالت "القط" لـ"العين الإخبارية"، إنها تعبر وإلى الآن على الواقع في الحارات المصرية، فتوضح أولاً حجم الترابط الذي يجمع قاطني الحارات عن غيرهم، فضلاً عن التآخي وتداخل الحياة وتشابهها بشكل كبير في الحارة الواحدة، رغم ما يميز كل حارة عن غيرها من الحارات بخصائص فريدة، فهذا التداخل المبهر كان دافعاً رئيسياً للوحة.
وتخوض "القط" ابنة الـ16 من عمرها، في تفاصيل أخرى في لوحتها -التي حصدت الجائزة الأولى من قبل المؤسسة الدولية للفنون والثقافة في اليابان- في تفاصيل المهن داخل الحارات.
ولمزج الماضي بالحاضر، حضرت وبقوة مهنة "المكوجي"، التي لا تزال من أبرز المهن التي يتوارثها الأجيال في كافة حارات مصر.
"القط" أرادت بشكل ملحوظ أن تبرز البساطة في مظاهر البيوت، ولهذا كان شكل البيوت يوحي بالبساطة وعدم التكلف، لتعبر عن واقع تعيشه الحارات المصرية رغم تفاوت الدرجات المالية والوظيفية للسكان في تلك المناطق، إلا أن سمات البيوت متشابهة ولا تتغير إلى حد كبير.
ولأن اللوحة أبهرت اليابانيين ونجحت في حصد الجائزة الأولى من بين 35 متسابقاً من مختلف دول العالم، كشفت الفنانة "شهد القط" لـ"العين الإخبارية"، أن السر وراء ذلك يرجع إلى كونها قررت وضع معايير معينة في اختيار رسمتها أولاً أن تكون اللوحة بسيطة وجذابة في نفس الوقت فضلاً عن كونها تعبر عن الواقع الشعبي قديماً وحديثاً وتمزج الماضي بالحاضر بشكل مباشر وبسيط.
وأضافت: "لأن الفنون هي لغة مشتركة بين بني البشر أجمعين، حظيت اللوحة بتقدير واهتمام الجميع خاصة أني بحثت عن شكل الشوارع والمباني والحياة القديمة من ملابس السيدات، وخاصة فيما يعرف في العامية المصرية بـ"الملاية اللف"، وغطاء الرأس للسيدات، والطربوش الرجالي، بالإضافة إلى ما رواه لي أهلي عن سلوكيات الحياة الاجتماعية في الحارة، وما قرأته واطلعت عليه عن الفنانين الذين قاموا برسم الحارة المصرية، وقمت بتكوين صورة لها في خيالي وجربت رسمها إلى أن وصلت للوحة ولونتها وقدمتها للمشاركة".