بالصور.. "بيت السحيمي" تحفة العمارة الإسلامية في قلب القاهرة
"بيت السحيمي" هو بيت عربي ذو معمار شرقي يقع في حارة الدرب الأصفر المتفرعة من شارع المعز لدين الله الفاطمي بحي الجمالية
لا يمكن أن تمر بشارع المعز لدين الله الفاطمي في قلب القاهرة التاريخية دون أن يلفت انتباهك هذا البناء الساحر بشبابيكه المطلة على الشارع، إذ يأخذك "بيت السحيمي" إلى العصر العثماني الذي تميّز بالإبداع في فنون العمارة الإسلامية.
و"بيت السحيمي" هو بيت عربي ذو معمار شرقي يقع في حارة الدرب الأصفر المتفرعة من شارع المعز لدين الله الفاطمي بحي الجمالية في قلب مدينة القاهرة.
ويقول مفتش الآثار محسن رشاد لـ"العين الإخبارية"، إن بيت السحيمي بني في القرن الـ17 خلال العصر العثماني على أطلال منحر "مذبح" من العصر الفاطمي وهو ما تمَّ اكتشافه عندما بدأت عمليات ترميم البيت.
ويضيف أن البيت أنشئ عام 1648م 1058هـ، على 3 مراحل، إذ أنشأ القسم الأول القبلي الشيخ عبدالوهاب الطبلاوي، أما القسم البحري فقد أنشأه الحاج إسماعيل بن إسماعيل شلبي، وأدمج القسمين وأصبحا بيتاً واحداً، وسمي "السحيمي" نسبة إلى آخر من سكنه، وهو الشيخ محمد أمين السحيمي شيخ رواق الأتراك بالجامع الأزهر.
وخضع البيت، الذي أقيم على مساحة نصف فدان، لعملية تجديد شاملة في تسعينيات القرن الماضي، تكلفت 12 مليون جنيه. ويتكون من حديقة أمامية حيث مدخل البيت الذي يؤدي إلى الصحن وبه أحواض نباتات وأشجار، وتطل غرف البيت عليها، ونظراً لبنائه في العصر العثماني فقد خُصِّص الطابق الأول أو الأرضي للرجال حيث استقبال الضيوف ويسمى "السلاملك"، أما الطابق العلوي فللنساء ويسمى "الحرملك".
وللبيت صحنان، أحدهما أمامي وهو حديقة مزروعة تتوسطها ما يسمى بـ"التختبوش"، وهو دكة خشبية زيّنت بأشغال من خشب الخرط، وفي هذا الصحن شجرتان زرعتا عند بناء البيت، زيتونة وسدرة، أما الصحن الخلفي فبه حوض ماء وساقية للري وطاحونة تدار بواسطة الحيوانات، وكان الصحن الخلفي للخدمة.
ويوضح رشاد أن الطابق الثاني المخصص للنساء يمتاز بالنقوش والزخارف والكتابة الهندسية والمعمارية، كما يحتوي البيت على 115 منفذاً أو غرفة تمتاز بالزخارف والنقوش الخشبية الشرقية.
ويستخدم "بيت السحيمي" كمتحف لفنون العمارة الإسلامية ومركزاً للإبداع الفني، إذ يستضيف فرق التراث الشعبي بمختلف أنواعها من فنون موسيقية وفن الأراجوز وفن خيال الظل، كما تقام به ورش عمل لتعليم الشباب أصول هذا الفن، بهدف الحفاظ على الموروث الثقافي المصري وحمايته من الاندثار، وتوفير أماكن عرض ثابتة لتلك الفرق التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة المصرية.