"أريدك أن تكون حيا" مشاعر تعاطف ومحبة اختُزلت في هذه الجملة القصيرة التي أصبحت عنوانا لحملة انتشرت بمواقع التواصل الاجتماعي بمصر
"أريدك أن تكون حيا".. جملة اختزلت مشاعر تعاطف ومحبة أصبحت عنوانا لمبادرة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر بعد انتحار شاب، السبت، من أعلى برج القاهرة (187 مترا)، بطريقة أثرت في كل من شاهد مقطع الفيديو الذي سجلته كاميرات المراقبة.
لم يمر تسريب هذا المقطع المصور مرور الكرام، خصوصا بعد انتشاره بسرعة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات القليلة الماضية، وأمر النائب العام المصري، المستشار حماده الصاوي، الإثنين، بإجراء تحقيقات موسعة في واقعة نشر جزء من تسجيلات كاميرات المراقبة ببرج القاهرة في قلب العاصمة المصرية.
المتوفى يبلغ من العمر 21 عاما وفقا للتحقيقات الأولية، وكان يعاني أزمة نفسية حادة، ووفقا لصديقه الذي رافقه حتى لحظات عمره الأخيرة، فقد اصطحبه الأخير للتنزه كمحاولة لإخراجه من حالته، لكنه غافله وألقى بنفسه من فوق البرج ليضع حداً لحياته بعد تخرجه في كلية الهندسة، التي قال عنها "إنها سبب في اتخاذه هذا القرار"، كما ورد في رسائل أرسلها لأحد أساتذته بالجامعة.
الواقعة لا تزال قيد التحقيق لكشف تفاصيلها، لكنها لم تكن الواقعة الوحيدة التي نالت اهتماما إعلاميا غير طبيعي خلال الفترة القصيرة الماضية.
ولم تمضِ ساعات، وانتشرت أنباء جديدة عن انتحار شاب آخر تحت عجلات مترو الأنفاق بمحطة تحمل اسم "أرض المعارض" بشرقي القاهرة، لكن لا تزال التحقيقات سارية لتفريغ كاميرات المراقبة للوقوف على ما إذا كانت الواقعة انتحارا أم تحمل شبهة جنائية.
هاتان الواقعتان حدثتا بعد صدى ضخم لواقعة انتحار شابة مصرية مؤخرا وكانت في عمر الزهور ولا تزال تدرس بالجامعة.
وعُثر على جثمان الشابة الجامعية في مياه النيل بالقاهرة، وأصدر النائب العام المصري بيانًا يؤكد خلاله خلو الواقعة من الشبهة الجنائية.
ووجهت النيابة العامة في بيانها رسالة إلى أولياء الأمور والأسر المصرية تطالب فيها بالالتفات إلى ما يتحمله أبناؤهم من ضغوط، ودعتهم إلى النظر للمرض النفسي كما ينظرون إلى سائر الأمراض، وألا يغلقوا أبواب العلاج النفسي أمام المرضى.
الحالات الثلاث حركت سواكن المصريين، وتعالت النداءات بمواقع التواصل الاجتماعي بضرورة مساندة كل من يمر بظرف نفسي قاسٍ مع ضرورة عدم الاستهانة بالضغوط مهما بدت صغيرة لدى البعض.
وظهرت منشورات توعوية توضح أن المرض النفسي مثله كأي مرض آخر يحتاج إلى علاج، ولا داعي للحرج من التوجه إلى المصحات النفسية والأطباء المختصين بعلاج هذه الحالات.
وتسابق مستخدمو موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" خلال الساعات الماضية لنشر هذه العبارة "انتحار الاكتئاب حقيقي، إذا كنت تشعر بالاكتئاب أو ينتابك شعور الانتحار، وليس لديك صديق، من فضلك تحدث معي.. أريدك أن تكون حيا"، وأصبح الأمر أقرب لمبادرة إلكترونية لإيقاف كل من يتعرض لضغوط نفسية.
الانتحار ظاهرة عالمية
المؤكد أن مصر ليست الدولة الوحيدة التي تظهر فيها هذه الحالات، وسبق وأعلنت منظمة الصحة العالمية في سبتمبر/أيلول الماضي، انتحار شخص كل 40 ثانية على مستوى العالم، سواء بالشنق أو تناول السم أو إطلاق الرصاص.
وقالت المنظمة آنذاك، إن عدد من يفقدون أرواحهم بسبب الانتحار كل عام يفوق قتلى الحروب، وأمراض الملاريا وسرطان الثدي.
ويعد الانتحار وفقا للمصدر ذاته، ثاني أكبر سبب لوفاة الفتية الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاما بعد حوادث الطرق، وكذلك ثاني أكبر سبب لوفاة الفتيات اللائي تتراوح أعمارهن بين 15 و19 عاما بعد الأمور المتعلقة بالحمل والولادة، وبالنسبة للمراهقين الذكور يعدّ الانتحار ثالث أكبر سبب للوفاة بعد حوادث الطرق والعنف.
aXA6IDE4LjExNy43MS4yMzkg جزيرة ام اند امز US