بعد انتحار 35 موظفا.. سجن 5 مسؤولين بشركة اتصالات فرنسية
محكمة باريس قضت بسجن الرئيس التنفيذي السابق لـ"فرانس تيليكوم" و4 آخرين بتهمة المضايقة الأخلاقية للموظفين ما أسفر عن انتحار 35 موظفا
قضت محكمة فرنسية بالسجن ضد 5 مديرين تنفيذيين لمجموعة "فرانس تيليكوم" للاتصالات الفرنسية، التي أصبحت "أورانج" منذ عام 2013، بتهمة المضايقة الأخلاقية للموظفين ما أسفر عن انتحار 35 موظفا خلال عامين.
وأصدرت محكمة باريس الجنائية، بعد محاكمة قضائية طويلة استمرت أعواما، حكمها بسجن الرئيس التنفيذي السابق لـ"فرانس تيليكوم" ديدييه لومبارد لمدة عام، بما في ذلك 8 أشهر مع وقف التنفيذ، وغرامة قدرها 15000 يورو.
كما قضت بسجن المدير التنفيذي لويس بيير وينيس، ومدير تنمية الموارد البشرية أوليفييه باربيرو، واثنين آخرين بتهمة التواطؤ، لمدة 4 أشهر مع وقف التنفيذ وغرامة قدرها 5000 يورو، وتغريم الشركة 75 ألف يورو.
قالت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية إنه "بعد 10 سنوات من موجة الانتحار في (فرانس تيليكوم) انتصر القضاء الفرنسي لأهالي الضحايا"، موضحة أن حالات الانتحار نتيجة محتملة لبيئة العمل المحمومة التي تسببت فيها إدارة الشركة.
وأضافت أن الموظفين السابقين المصابين بصدمات نفسية وكذلك الأزواج والأطفال الذين انتحروا كانوا ينتظرون قرار القضاة، مشيرة إلى أن أكثر من 4 آلاف حزب ومؤسسة مدنية فرنسية كانت تتمنى أقصى عقوبة للمسؤولين في الشركة بتهمة "القتل العمد".
ولفتت إلى أن القضاة كتبوا نحو 343 صفحة لتبرير حكمهم، وهو أطول حيثيات حكم لمحاكمة غير مسبوقة في فرنسا.
وقرر محامي ديدييه لومبارد الطعن على الحكم وتقديم استئناف؛ ما يؤخر تنفيذ العقوبة المحتملة، منددا بـ"خطأ قانوني كامل"، معتبرا أن "الحكم سياسي وديماجوجي" (استراتيجية لإقناع الآخرين بالاستناد إلى مخاوفهم وأفكارهم المسبقة).
ونقلت "لوفيجارو" عن اتحاد عمال العاملين بشركة "أورانج" إعرابه عن سعادته بالقرار، آملا أن يكون الحكم مثالا يحتذى به حتى "لا تحدث سياسة العنف الاجتماعي هذه مرة أخرى".
وعن سبب مضايقات الموظفين، قال لومبارد إن "خطة اجتماعية وضعت نهاية العقد الأول من القرن العشرين بتسريح 22 ألف موظف من إجمالي 120 ألفا، إما بمغادرة الشركة أو بالتنقل الداخلي، بهدف تكييف الأعمال التجارية مع التحديات الرقمية عن طريق إعادة الهيكلة، ما دفعهم لمضايقات الموظفين لإجبارهم على الرحيل".
ووصفت المحكمة، في حيثيات حكمها، بيئة العمل داخل الشركة بـ"المسمومة"، موضحة أن الموظفين واجهوا ضغوطا للتحول إلى مندوبي مبيعات أو التسوق في المتاجر أو الانضمام إلى منصة خدمة العملاء والبيع عبر الهاتف، ما تسبب في إصابة كثير منهم باضطرابات نفسية أدت إلى انتحارهم.
وتابعت: "من لا يزال على قيد الحياة من هؤلاء الموظفين يعاني حتى الآن من ضغوط نفسية وفي حالة عدم استقرار".