تزايد انتحار المراهقين يثير القلق في إيران
الانتحار في إيران ينتشر بين طلاب المدارس الثانوية والتوجيهية لأسباب مختلفة مثل المشكلات النفسية، والاضطرابات السلوكية، والاكتئاب.
كشفت أرقام رسمية عن زيادة حالات الانتحار بأساليب مفزعة بين أوساط المراهقين الإيرانيين، وذلك على نطاق واسع داخل البلاد.
وذكرت وكالة "برنا" المحلية التابعة لوزارة الشباب والرياضة الإيرانية، في تقرير لها، أن المراهقين يلجأون إلى الانتحار هرباً من مخاوف اجتماعية لديهم، في حين أشارت إلى أن مدناً إيرانية باتت تشهد يومياً حوادث انتحار مروعة.
وحول أساليب الانتحار الرائجة حديثاً التي يستخدمها مراهقون إيرانيون لإنهاء حياتهم، كان شنق العنق في شوارع عمومية، ثم السقوط من أعلى بنايات وجسور.
وأوردت وكالة "برنا" نقلاً عن وزارة الصحة الإيرانية، أن معدل الانتحار بين المراهقين كان 20% خلال الفترة من مارس/آذار 2018 إلى مارس/آذار 2019، وهي نسبة تعتبر مقلقة للغاية، على حد قولها.
وانتشر الانتحار في إيران بين طلاب المدارس الثانوية والتوجيهية خلال الفترة المذكورة، لأسباب مختلفة مثل المشكلات النفسية، والاضطرابات السلوكية، إلى جانب الاكتئاب والشعور بالإحباط والعجز، وفقاً لمجيد أبهري، اختصاصي الباثولوجيا.
ولفت "أبهري" إلى أن هناك عوامل اجتماعية أخرى وراء زيادة نسب انتحار المراهقين في إيران، مثل انعدام رؤية واضحة تجاه المستقبل داخل البلاد، واستمرار المعضلات الأساسية بالمجتمع كالبطالة، وغياب الحرية والرفاهية الاجتماعية على سبيل المثال.
يُضاف إلى هذه العوامل التي تعزز ميول المراهقين للانتحار في إيران، ارتفاع معدلات الطلاق، وسوء الوضع الاقتصادي، والعنف المنزلي، بحسب ما أوضحه "أبهري".
وعلى الرغم من أن إحصاءات الانتحار لا تُقدم بصورة منتظمة ودقيقة داخل إيران، لكن بيانات وزارة الصحة بحكومة طهران تشير إلى أن إيران تعاني بشدة من هذه المشكلة الاجتماعية.
وحسب الأرقام الحكومية، يقدم نحو 125 شخصاً إيرانياً على الانتحار من بين 100 ألف شخص إيراني (إجمالي سكان إيران 81 مليون نسمة)، وتعتبر نسبة مرتفعة للغاية، وفقاً للمقاييس العالمية.
يذكر أن إحدى القرى الإيرانية شهدت واقعة انتحار جماعي بمحافظة أذربيجان الشرقية، مايو/أيار الماضي؛ بسبب انعدام فرص العمل اللائقة، وسط فشل واضح لحكومة طهران على مستوى تحسين ظروف قطاع التوظيف المحلي.