سلطان الجابر: رفع الكفاءة وسيلة شركات الطاقة لمواكبة زيادة الطلب
الرئيس التنفيذي لأدنوك توقع زيادة الطلب على الطاقة مع دخول العالم إلى العصر الصناعي الرابع.
أكد الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير دولة الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" ومجموعة شركاتها، أهمية نهج الشراكات الاستراتيجية الذي تعتمده أدنوك تماشيا مع توجيهات القيادة الرشيدة، موضحا أن الشركة ترحب بالتعاون مع الشركاء في مختلف جوانب ومراحل الأعمال، بما فيها الاستكشاف والتطوير والإنتاج والتكرير والبتروكيماويات، كما أكد ضرورة التركيز على رفع الكفاءة التشغيلية وخفض التكاليف.
وأوضح أن الشركات العاملة في قطاع النفط والغاز يجب أن تتحلى بالمرونة والدقة وسرعة الاستجابة لكي تتمكن من تحقيق التوازن بين الظروف الآنية للسوق والنمو المستقبلي بعيد المدى في الطلب على الطاقة.
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها الدكتور سلطان بن أحمد الجابر في الدورة الثالثة من "منتدى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي" في أبوظبي، والتي تناول فيها الترابط بين الطلب على الطاقة وظروف الاقتصاد العالمي، قائلا: "يشهد العالم انتشار الازدهار من المراكز التقليدية إلى مناطق جديدة بمعدلات غير مسبوقة، وهذا يؤكد أن الركائز الأساسية للنمو الاقتصادي لا تزال صلبة وقوية، حتى ولو حصل تباطؤ على المدى القصير".
- "أدنوك" ضمن أهم 10 شركات تعيد رسم ملامح قطاع الطاقة عالميا
- اتفاقية بين"أدنوك" و"أو أم في" النمساوية على نسبة 5% في امتياز "غشا"
وأضاف "بحلول عام 2030، سيكون هنالك 3 مليارات مستهلك جديد في العالم، ومع استمرار التقنيات الحديثة المتطورة في تعزيز التقدم البشري، فإن الطلب على الطاقة سيشهد زيادة كبيرة في العقود المقبلة، وهذا يؤكد أنه على شركات الطاقة زيادة التركيز على العوامل التي بإمكانها التحكم بها مثل رفع الكفاءة التشغيلية، مع التأهب لمواكبة زيادة الطلب المتوقعة مع دخول العالم إلى العصر الصناعي الرابع".
وأوضح الدكتور سلطان بن أحمد الجابر كيفية استجابة "أدنوك" لهذه المتغيرات قائلا: "نحن في أدنوك نعمل وفق مفهوم "النفط والغاز 4.0"، والذي يعني دمج التقنيات الرقمية الحديثة في كل مجالات أعمالنا، بما يسهم في الارتقاء بالأداء وتعزيز شراكاتنا وتمكين كوادرنا البشرية".
وبين أن استخدام التحليلات التنبؤية يسهم في خفض تكاليف الصيانة، والحد من عمليات إيقاف التشغيل وتجنب تعطل الأنظمة، موضحا أن البيانات الضخمة تتيح اتخاذ قرارات فورية تستجيب لمتغيرات السوق واتجاهات القطاع، وذلك على نحو أسرع من المنافسين، مشيرا إلى أن "سلسلة الكتل" (بلوك تشين) تسهم في رفع الكفاءة من خلال إمكانية تتبع كل جزيء هيدروكربوني يتم إنتاجه، بدءا من مرحلة الإنتاج وصولا إلى البيع.
وقال: "مع استعدادنا لأي تقلبات مستقبلية قد يشهدها السوق، فإن التركيز على خفض التكاليف وزيادة العائد الاقتصادي وتحقيق أقصى قيمة ممكنة من مواردنا الهيدروكربونية هي عوامل تحظى بأولوية اهتمامنا، ومن خلال تطبيقات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، فإننا نعزز المرونة والعائد الاقتصادي والربحية في مختلف عملياتنا التشغيلية".
وأشار الدكتور سلطان بن أحمد الجابر إلى أن أدنوك مستمرة بالعمل على تحقيق أقصى قيمة من مواردها والتعاون مع شركاء استراتيجيين قادرين على نقل التكنولوجيا المتطورة وضمان الوصول إلى الأسواق ذات معدلات النمو المرتفعة، مضيفا أنه من خلال التفكير بأسلوب مختلف ومبتكر، وتوظيف التقنيات الحديثة وإعادة صياغة نموذج أعمالها، بدأت أدنوك العمل على استثمار مخزونات كبيرة من الغاز لم تكن مجدية اقتصاديا في السابق، والتي ستسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز في دولة الإمارات مع إمكانية التحول إلى مصدر للغاز الطبيعي.
وشدد على أن نهج أدنوك لتوسيع نطاق الشراكات يأتي كذلك في صلب استراتيجية الشركة للتوسع في مجال التكرير والبتروكيماويات من خلال استثمار 165 مليار درهم (45 مليار دولار)، مشيرا إلى أنه في ضوء زيادة الطلب على البلاستيك والبوليمرات، التي تسهم في تطور العالم، تقوم أدنوك ببناء أكبر مجمع متكامل ومتطور للتكرير والبتروكيماويات في موقع واحد في العالم في مدينة الرويس، حيث ستنضم مجموعة من الشركاء، الذين يسهمون في تحقيق قيمة إضافية، إلى منظومة صناعية تحقق التكامل بين منشآت التكرير والبتروكيماويات والصناعات التحويلية والتصنيع ضمن مجمع صناعي حديث.
وأعلن الدكتور سلطان أحمد الجابر خلال المنتدى عن ترسية عقود أول منطقتين ضمن المناطق البرية والبحرية التي تم طرحها لاستكشاف وتطوير وإنتاج النفط والغاز من خلال مزايدة تنافسية كجزء من استراتيجية أدنوك لزيادة السعة الإنتاجية من النفط والغاز، وذلك على شركتي "إيني" الإيطالية و(بي تي تي) العامة للاستكشاف والإنتاج التايلندية، مشيرا إلى أن المنطقتين تغطيان مساحة 8 آلاف كيلومتر مربع وتمثلان بداية مرحلة جديدة من الاستكشاف من شأنها تعزيز موارد أبوظبي وترسيخ مكانتها مزودا عالميا أساسيا للطاقة.
وينعقد "منتدى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي" لمدة يومين بالتعاون مع وزارة الطاقة والصناعة في الإمارات، وشركة أدنوك وشركة "مبادلة للاستثمار" كجزء من أسبوع أبوظبي للاستدامة، ويجمع عددا من المسؤولين الحكوميين وخبراء في قطاع الطاقة وقادة الفكر، لصياغة أجندة الطاقة العالمية لهذا العام، ومناقشة الآثار الجيوسياسية والجيواقتصادية بعيدة المدى لمتغيرات منظومة الطاقة.
ويركز جدول أعمال المنتدى على مواضيع تشمل مستقبل قطاع النفط والتحول الرقمي في مجال الطاقة ونهج التنويع الذي تتبناه الدول المنتجة للطاقة والشركات العاملة في هذا المجال، وكذلك مواضيع إقليمية خاصة بالطلب على الطاقة في دول شرق آسيا، والتقنيات المبتكرة في مجال الطاقة.
وشهدت دورة العام الماضي من المنتدى مشاركة أكثر من 450 شخصية من جميع أنحاء العالم من ضمنهم وزراء ورؤساء تنفيذيون وممثلون عن وسائل إعلام عالمية بالإضافة إلى خبراء من القطاع.
ويقع المقر الرئيسي للمجلس الأطلسي في العاصمة الأمريكية واشنطن، حيث يمثل مؤسسة بحثية تعنى بتعزيز الشراكات وتشجيع النقاشات البناءة حول المواضيع والقضايا الدولية الملحة، ويوفر المجلس منتدى لمناقشة التغيرات الاقتصادية والسياسية في القرن الحادي والعشرين عبر حشد شبكة مؤثرة تضم قادة عالميين سعيا لتعزيز الأمن والازدهار في العالم.